عبدالسلام فارع
لست مبالغا إن قلت بأن نجم هذه الاطلالة من “رياضة الثورة” يأتي مباشرة من حيث الترتيب والشهرة والنجومية بعد النجم الكروي العملاق الراحل علي محسن مريسي، فأوجه التشابه بينه وبين المريسي متقاربة إلى حد كبير وأهمها الحب والإخلاص للعبة والولاء الصادق للوطن وتمثيله بطريقة مشرفة.. ونجمنا اليوم أيها الأعزاء هو كما يقولون أشهر من نار من على علم.
إنه النجم الأسطوري العملاق يحيى فارع سلام الشرجبي نجم الجزيرة (شمسان) أهلي تعز – الشباب السعودي والذي سطح نجمه مبكرا في سينييات القرن المنصرم في مدينة المعلا بمحافظة عدن عبر نادي الوحش قبل عمليتي الدمج الأولى والثانية يوم أن كانت أندية محافظة عدن تتجاوز الـ60 ناديا.
ومنذ الوهلة الأولى لانخراطه في نادي الوحش استطاع نجمنا الكروي العملاق يحيى فارع سلام أن يشق لنفسه طريقا سالكا إلى عديد الأفئدة والعقول كمدافع فذ لا يشق له غبار ولأنه كان يتمتع بإمكانات وقدرات عالية فنيا وبدنيا وذهنيا إضافة إلى قراءته السليمة للملعب وإمكانات المنافسين فإن الكثير من المهاجمين الأفذاذ في تلك الفترة كانوا يحسبون له ألف حساب لأنهم في كثير من الأحايين يجدون صعوبة بالغة في تجاوزه والمرور من جانبه خصوصا بعد انتقاله إلى نادي الجزيرة الذي كان يعج بكوكبة متألقة من أبرز النجوم وفي مختلف المراكز وفي الجزيرة شمسان الجبل استطاع بن فارع سلام أبو خالد ومهند بعد أن شكل مع زميله في خط الدفاع زكي أحمد قائد ثنائيا متناغما حتى صارا معا كأغنية جميلة ترددها ألسن المناصرين الذين طالما رقصوا فرحا لإبداعاته الفنية وقدراته الدفاعية، أجل استطاع الهيمنة المطلقة على أحاسيس ومشاعر المناصرين المتيمين بعشق الجزيرة الذين تميزوا بوفائهم المطلق لناديهم لا سيما في تلك الفترة التي انتقل فيها نجمنا الأسطوري العملاق أبو خالد من خط الدفاع إلى المقدمة، حيث أبلى بلاءً حسناً في مركزه الجديد كمهاجم فذ تملك القلوب والعقول بإبداعاته المتنوعة ومهاراته العالية واخترافاته المذهلة للمدافعين إضافة إلى تسديداته القوية والمحكمة بالرأس وبكلتا القدمين وقد ساعدت كل تلك السمات والمميزات التي كان يتمتع بها نجمنا الكبير والأروع يحيى فارع سلام على إحرازه لعديد الأهداف الحاسمة والخالدة، في أكثر من مواجهة مفصلية لتجعله النجم والمعشوق الأوحد في فريقه والأمثلة على ذلك كثيرة ولا يمكن حصرها في مثل هكذا اطلالة إلا أن أهمها تلك المواجهة التي جمعت فريقه الجزيرة المرصع حينها بأبرز النجوم مثل فضل عبدالفتاح- القادري- جميل سيف- الحبشي- محمد عبده يحيى – البوتن- إسماعيل سعيد زكي- أحمد أمان- الحارس وجدي أنور- رياض علي سعيد والبدلاء عزيز الكميم- شوقي ريان- زكريا حمزة- مراد مدهف- محفوظ سيف.
في العام 73م مع فريق شباب البريقة “الشعلة” على كأس المهرجان العالمي العاشر يوم أن فاز الجزيرة بكأس البطولة 4/1 أحرز خالد منها هدفين.
وهكذا واصل نجمنا العملاق ومعشوق الجماهير يحيى فارع سلام طريقه المدروس في إحرازه لعديد الأهداف الذكية والخالدة كأهدافه الستة في مرمى التضامن قبل الدمج ونصفها في مرمى حارس الشباب الرياضي عبادل.
ومثلها في مرمى طليعة لحج الذي أجبر جماهير الجزيرة على مغادرة الملعب بعد أن ظل متقدماً بهدفين نظيفين حتى الدقيقة 85 من عمر اللقاء.
وتواصلاً لتلك المسيرة المتألقة لنجمنا الكبير والمتألق يحيى فارع سلام استقر به المقام في أهلي تعز ليسهم بخبراته ومهاراته الفائقة في حصد أهم البطولات والإنجازات للقلعة الحمراء بالتعاون مع باقي الزملاء وأبرزهم القاضي – العسولي- المجيدي- الحمامي- إلخ . وخلال تلك الفترة أضحت قدراته الفنية والبدنية والذهنية حديث الشارع الرياضي في محافظة تعز لتبرز بأكثر جلاء ووضوح في ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع منتخب تعز مع منتخب إحدى المقاطعات الصينية عام 75م حيث كان النجم الأوحد والأبرز في اللقاء، لتأتي بعد ذلك المحطة الأهم والأبرز في مسيرته الرياضية بكل فنون التميز والإبداع حينما حط به الرحال في نادي الشباب السعودي عام 76م يوم أن كان الشباب يضم في صفوفه كوكبة من النجوم تسعة منهم يمثلون المنتخب ويومئذ استطاع نجمنا الأسطوري يحيى فارع الذي كان أول لاعب عربي وأجنبي يسجل في كشوفات الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يسحب البساط منهم جميعاً ليختاره المدرب الانجليزي قائداً للفريق تقديراً لإمكاناته الهائلة التي وصفها بأنها جديرة بتواجده في أي ناد أوروبي.
بقي أن أشير إلى أن أهلي تعز في تلك الفترة كان بأمس الحاجة لمشاركته في مباريات العودة إلى دوري الأضواء فجاء به من الرياض ليحقق بمجهوداته وأهدافه الحاسمة حلم الصعود ومن ثم العودة لمواصلة مسيرته الاحترافية المتألقة مع الشباب السعودي.