عادل بشر
لم تكن الزوجة تعرف أن لهفتها الحارقة للالتقاء بزوجها المهاجر في بلاد الغربة منذ أربع سنوات سيودي بحياتها بعد بضعة أيام من عودة الزوج.
هذا ما حدث مع إحدى الفتيات اللتي كان قدرها بأن تقترن بشخص مغترب في الخارج , جاء إلى الوطن في إجازة لم تتجاوز الشهرين تزوج خلالها بهذه الفتاة ثم سافر لسنوات ولم يعد إلا لتنفيذ حكم الإعدام الذي أصدره بنفسه عليها.
أصل الجريمة وتفاصيلها تٌشير إلى أن الشاب نجيب حين كان في الـ22 من عمره قام بخطبة إحدى بنات الحي ثم غادر للعمل في المملكة العربية السعودية على أساس أن يعود بعد سنتين لإتمام نصف دينه بحسب اتفاقه مع والد الفتاة.. وهذا ما حدث فعلا ,حيث عاد الشاب بعد غياب سنتين وفي جعبته من المال ما يكفي لتحقيق أول حلم حياته وهو الزواج بمن اختارها القدر لتكون شريكته في الحياة الزوجية وأما لأولاده مستقبلا .
قضى نجيب مع زوجته شهرين فقط ثم حزم حقائبه وودع زوجته ورحل مغادرا إلى بلاد الغربة .. ولم ينس أن يترك أثرا له في أحشاء زوجته ,فلم تمض سوى بضعة أشهر حتى خرج المولود إلى الوجود وزفت البشرى إلى نجيب الذي طار من الفرح حين سمع انه رزق ولدا .
طالت فترة غياب الزوج عن زوجته وولده وامتدت لتصل إلى أربع سنوات متواصلة ,تحملت خلالها الزوجة مرارة الفراق بصمت ولم تشتك لأحد وجعلت جل اهتمامها تربية ولدها ورعايته الرعاية الكاملة وتعيوضه عن حنان الأب الغائب وفي فترة من الزمن أصيب الطفل بمرض لازمه أكثر من شهر وكانت الأم تأخذه إلى العيادة القريبة من القرية بين الحين والآخر وتكررت زيارتها وطفلها إلى تلك العيادة أو المركز ولم تكن تعلم حينها أن هناك عيونا ترقب تحركاتها وتوصلها أولا بأول إلى زوجها المغترب ..وفي احد الأيام اتصل بها نجيب واخبرها انه سعيود بعد أيام معدودة , فأعادت الفرحة بعودة الزوج البريق إلى عيني الزوجة التي أضناها الفراق وأرهقها السهر وأتعبها الاشتياق, وبدأت تعد الساعات والدقائق والثواني في انتظار متى سيطرق نجيب باب المنزل.
عندما وصل الزوج من السفر ارتمت الزوجة في أحضانه والدموع تنهمر من عينيها راجية منه البقاء والاستقرار في ارض الوطن وعدم العودة إلى الغربة والهجران لكن استقبال نجيب لها كان باردا وخاليا من مشاعر الشوق واللهفة حتى تعامله معها ومع الطفل كان مختلفا جدا وزادت معاملته لها قسوة بعد أيام قلائل من عودته , حيث التقى من كان يزوده بأخبار زوجته وهو في الغربة ويثير الشكوك في قلبه حول سلوك الزوجة.
في إحدى الليالي لم تستطع الزوجة تحمل إهمال نجيب لها أكثر, فقالت له :(ليش رجعت؟ كان باتجلس في الغربة أفضل ).. هذه الكلمات زادت من شكوكه حول زوجته وقال لها( تشتيني ارجع من اجل يخلى لك الجو).
بدأ الزوجان في الشجار ولم تستطع الزوجة تحمل اتهامات زوجها لها المبنية على وشاية الآخرين, فصرخت في وجهه واتهمته بأنه “مش رجال”.. الأمر الذي استفزه أكثر وجعله يطبق بيديه على عنق الزوجة حتى فارقت الحياة ,ثم نام إلى جوارها حتى الصباح , ليعلن للجميع وبكل غباء أن زوجته توفت وهي نائمه.
قامت أسرة المجني عليها بإبلاغ الشرطة وتم عرض الجثة على الطبيب الشرعي ليؤكد تعرض المجني عليها للخنق وكتم النفس حتى الموت .. حينها اعترف نجيب بكل تفاصيل جريمته وانه قتل زوجته عندما شك في سلوكها.