في إطار خطوات للانتقال من الدولة الدينية إلى العلمانية:
“الثورة”/
وسط تصاعد لحملات الاعتقال التي يشنها النظام السعودي بحق الناشطين السياسيين ورجال الدين، اصدر ولي العهد السعودي الانقلابي محمد بن سلمان ليل أمس قرارا قضى بمنح النساء السعوديات حق قيادة السيارات بعد سنوات طويلة من الحظر المفروض على هذا الحق لأسباب على صلة بضغوط المؤسسة الدينية الوهابية التي تحرم على المرأة قيادة السيارات في حال خلوة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” ليل أمس الخبر بطريقة مفبركة غير مفهومة كتحصيل حاصل لقاء التزامات النظام السعودي الخارجية وقالت إن “أمرا ساميا صدر باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية – بما فيها إصدار رخص القيادة – على الذكور والإناث على حد سواء”.
وأشارت إلى أن الأمر الملكي تضمن تشكيل لجنة على مستوى عال من وزارات “الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية” لدراسة الترتيبات اللازمة”.
وقال ناشطون سعوديون إن القرار الملكي السعودي بتمكين المرأة السعودية من حقها في قيادة السيارات بعد عقود من الحظر وفرض العقوبات على النساء في حال قيادتهن سيارات، جاء استجابة لنصائح مراكز أبحاث أمريكية وضعت أمام النظام السعودي العديد من الخطوات للانتقال من مربع الدولة الدينية إلى مربع الدولة العلمانية في مسعى لتحسين صورة السعودية في العواصم الغربية والتي ينظر إليها بوصفها دولة دينية متشددة تعتنق فكرا متطرفا هو الفكر الوهابي.
وأوضحت المصادر أن القرار كان جوبه بمعارضة واسعة من الدعاة الوهابيين الكبار الذين تعرضوا تاليا لحملات اعتقال واسعة استمرت حتى يوم أمس باعتقال عدد من رجال الدين في نجران وجيزان ومدن سعودية أخرى وسط موجة انتقادات واسعة حيال هذه الاعتقالات.
وطبقا لتقارير أمريكية فإن خطوات ستلي خطوة قرار بن سلمان السماح للنساء بقيادة السيارات وبنيها إجراء تعديل في بينة النظام السعودي يتحول فيها الملك إلى خادم للحرمين الشريفين في لقب ستتوارثه عائلة آل سعود على أن تبقى وراثة العرش السعودي لحاكم بصفة رئيس للدولة يتناقلها بالوراثة أبناء محمد بن سلمان من بعده.
واذ تناولت أكثر وسائل الإعلام السعودية القرار الملكي القاضي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات بحذر وتحفظ، أطلقة كتائب بن سلمان الالكترونية عواصف تغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لكسب التأييد للقرار، الذي أثار معارضة واسعة ولا سيما في صفوف رؤوس العائلة الحاكمة التي بدأت عمليات تحشيد سياسي واسعة في إطار حملاتها للإطاحة بالانقلابي محمد بن سلمان وعرقلة تنصيبه وريثا للعرش في السعودية.
وفي غضون ذلك أثارت تقارير نشرتها وسائل إعلام سعودية عن فتوى أصدرتها هيئة كبار العلماء السعودية أمس أعلنت فيها أن السماح للمرأة بقيادة السيارات من الأمور المباحة” أثارت ردود فعل سعودية غاضبة خصوصا وهي جاءت بعد عشرات الفتاوى الصادرة عن مجانين الوهابية التي اعتبرت قيادة المرأة للسيارة حراما شرعا بل “وتؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها وكما قال مفتي الوهابية السابق بن باز ” الخلوة المحرمة بالمرأة، والسفور، والاختلاط بالرجال بدون حذر، و ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور.
وكانت الخارجية الأمريكية أول المرحبين بالقرار السعودي السماح للمرأة بقيادة السيارات ووصفت القرار بأنه ” “خطوة عظيمة في الاتجاه الصحيح”.
إضافة للخبر الاطاري/إبراهيم الفقيه/ج11