مملكة الإرهاب – 25

 

عبدالله الاحمدي
هناك اتفاقية عقدت بين بريطانيا والهالك عبدالعزيز في العام 1915م، وقعها من الجانب البريطاني الكولونيل برسي كوكس، المعتمد البريطاني في إمارات الخليج، وعبدالعزيز ممثلا عن نفسه، تمثل هذه الاتفاقية البداية لدولة آل سعود، والتي تمنح فيها بريطانيا للهالك عبدالعزيز لقب سلطان على القطيف والجليل، وما جاورهما، من الاراضي، وتتعهد بحمايته ضد أي عدوان، مقابل أن يبقى خادما مطيعا، لبريطانيا العظمى، كما يقول هو. ويورد الشهيد ناصر السعيد في كتابه (تاريخ آل سعود) حوارا بين برسي كوكس، والهالك عبدالعزيز يعترف فيه عبدالعزيز قائلا: (انتم الذين كونتم لي هذه الشخصية، وهذا الجاه، ولولا بريطانيا العظمى لم يكن يعرف احد أن هناك شيئا اسمه عبد العزيز آل سعود، لولاكم لكنت أقيم لاجئا في الكويت، إنني بكم وصلت، إلى لقب الأمير عبدالعزيز بن سعود، وسوف لن أنسى لكم هذا الفضل، مدى حياتي، وسأبقى لكم خادما مطيعا، منفذا لما تريدون) ويقول الحاج عبدالله جون فليبي الذي حضر هذا الاجتماع: رد المستر برسي كوكس: (نحن لم نمنحك لقب أمير، فقد كنت أميرا بطبيعتك، أما اللقب الذي سأقلدك وسامه الآن باسم بريطانيا العظمى، فهو لقب السلطان، سلطان نجد والإحساء، والقطيف والجبيل) وهكذا بدأت صناعة دولة آل يهود في الحجاز، وعلى أنقاض الإمارات العربية، وعلى أيدي المخابرات البريطانية، التي كانت تمهد أيضا لقيام دولة إسرائيل، والتي سيكون للهالك عبدالعزيز دور في التآمر والتنازل عن ارض فلسطين.
استمرت الحماية البريطانية، حتى ظهور النفط في الثلاثينيات من القرن الماضي، وبالتالي استمرت خدمات الهالك عبدالعزيز لبريطانيا، وإخوانه اليهود، مقابل مرتب لا يزيد عن خمسة آلاف جنيه إسترليني.
بعد تعاقد آل يهود مع الشركات الأمريكية للتنقيب عن النفط، عقد عبدالعزيز اتفاقية حماية بينه، وبين الأمريكان، وبموجب هذه الاتفاقية تم بناء قاعدة عسكرية أمريكية لحماية شركات التنقيب عن النفط.
وفي السبعينيات استأجر آل سعود 25 ألف جندي باكستاني، وتم وضعهم على الحدود الجنوبية، كما كان لديها مرتزقة جنوبيون من الذين لفظتهم الثورة في الجنوب يرابطون في منطقة شرورة على حدود اليمن الجنوبي.
لقد ظل نظام آل سعود منذ إنشائه محميا بالقواعد العسكرية الأمريكية، وكان الأجانب يهبون وقت الحاجة لحماية نظام هذه الأسرة، كما حدث في قضية الحرم في ثورة جهيمان العتيبي حينما تم استدعاء قوات أردنية، وفرنسية للقضاء على جهيمان وأصحابه في الحرم المكي.

قد يعجبك ايضا