عام دراسي جديد.. وطلبات دراسية جديدة

الأسرة/ وائل الشييباني
عام دراسي يعني بداية متطلبات دراسية لا تنتهي، كتب وزي مدرسي وحقائب مدرسية والقائمة تطول، هذا القلق الجديد وهمومه، فها هو العام الدراسي الجديد يأتي بعد عيدين متتاليين ومتطلبات لم تنته إلى جانب الحالة الاقتصادية السيئة التي يمر بها أولياء الأمور.. لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع وكذلك بعض المعالجات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية وغيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال هذا التحقيق:
لم تكتمل فرحة سعيد حين أخبره ولده أحمد أنه حصل على المرتبة الأولى في الاختيارات النهائية لهذا العام وذلك لكون الخبر أتى متبوعاً بورقة من المتطلبات الدراسية للعام الجديد من رسوم تسجيل إلى جانب متطلبات من قرطاسية وحقائب وزي مدرسي ولم يكن هذا حال أحمد فقط، فقد أتى إخوانه البالغ عددهم ثلاثة تقريباً بنفس الطلبات .
اما بالنسبة لسعيد رب الأسرة فلم يشعر بنفسه كما قال إلا وهو يصرخ في وجه أبنائه وتوجه صوب غرفته ليبدأ بالتفكير بطريقة تمكنه من سداد كل تلك المطالب المالية خاصة وأنه يسكن في بيت إيجار ومتطلبات أسرته كثيرة.
تفاقم المعاناة
في كل عام دراسي أجد نفسي في أزمة اقتصادية وبالنسبة لهذا العام الظروف الاقتصادية والمادية مختلفة وتكاد تكون منعدمة تماماً رغم أني ادخرت مبلغاً من المال لمواجهة هذه الظروف لكن هذا الأمر لم يكن كافياً مع متطلبات هذا العام وارتفاع الأسعار وقلق الأسر تجاه توفر المعاشات هذا ما قالته سعاد موظفة وتضيف: الحصار الذي فرضه العدوان على بلادنا دفعني لاخراج أولادي الخمسة من المدارس الخاصة ونقلهم إلى مدارس حكومية حتى أتمكن من اتمام العام الدارسي دون أن أدخل نفسي وزوجي في ديون لا نهاية لها.
اكتئاب ارباب الاسر
ذكر سليم أن حاله يشبه حال ملايين من المواطنين في بلادنا فمن لديهم أطفال يدرسون وهذا العام الدراسي أتى في ظروف قاسية تمر بها البلاد وهذه المتطلبات تصيب أولياء الأمور بالاكتئاب خاصة أنهم معنيون بتوفير حاجيات أسرهم ويناشد وزارة التربية والتعليم وكذلك المدارس والمدراء والمعلمين أن لا يكلفوا الأسر فوق طاقتها ويخففوا من المطلبات على الأسرة لكي تتمكن من تعليم أبنائها وجعلهم يلتحقون بالمدارس.
تخفيف الطلبات
نحن في مدرستنا نحاول قدر المستطاع أن نخفف الطلبات على أولياء الأمور وكون المدرسة حكومية فإن رسوم التسجيل لا تكاد تذكر وكذلك نحن هذا العام وباتفاق مع إدارة المدرس والمعلمين سوف نحاول أن نخفف من عدد الدفاتر الدراسية مراعاة للظروف الاقتصادية القاسية والصعبة التي فرضها علينا الحصار ونحن بدورنا سوف نساهم وبصورة مباشرة حتى يتم هذا العام بنجاح بالتعاون مع أولياء الأمور والطلاب أنفسهم هذا ما قاله الأستاذ صالح معلم مادة الاجتماعيات وأضاف : نحن جمعياً معلمين وأولياء أمور ايضاً ولدينا أبناء يدرسون وكلنا يعلم بالأوضاع الاقتصادية للبلاد والاسعار المرتفعة للمستلزمات الدراسية ولهذا نحاول إرشاد كل مربية ومعلم قبل بداية العام الدراسي بألا يثقلوا على أولياء الأمور بكثرة الطلبات هذا العام يعتبر عاماً استثنائياً من حيث ظروف البلاد الاقتصادية والمادية.
حالة توازن
الأسرة اليمنية بطبيعتها تعيش على قدر ما يكسبه رب الأسرة والذي يعتبر في الغالب عائلها الوحيد هذا ما قاله الدكتور محمد الماوري خبير اقتصاد .. ويضيف: المتطلبات الدراسية ليست بالأمر الجديد على الأسرة وعائلها لذا من المهم أن تضع الأسرة هذا بالحسبان وذلك بتوفير ميزانية خاصة لذلك أو الدخول في جمعية والاستدانة والتسديد فيما بعد.. وتابع :ولكي لا تقع بقية الأسر التي ليس لديها تخطيط مسبق لهذه المتطلبات بهذه الديون يجب عليهم ترشيد الانفاق والاستغناء عن متطلبات قد لا تكون أساسية لخلق حالة من التوازن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة وفي نفس الوقت عدم التقصير في توفير متطلبات أبنائهم الدراسية وإدخال السعادة إلى قلوبهم.
شعور بالعجز والذنب
ويعتبر أهل علم الاجتماع بأن الأزمات المادية الخانقة التي يواجهها مجتمعنا في هذه الفترة تسبب الكثير من المشكلات أهمها عدم القدرة على توفير كافة متطلبات الأسرة والأبناء خاصة الذين يدرسون في مدارس خاصة والتي لا تقف متطلباتهم عند حد معين فما أن ينتهي العيد بمتطلباته إلا وتأتي متطلبات العام الدراسي بنفس القدر من الطلبات وقد تزيد أحياناً لذا فإن مصاريف الدراسة الخانقة لرب الأسرة تجعل منه رجلاً كان أو امرأة في حالة من العصبية والشعور بالضيق والتقصير تجاه أبنائه.
كما يصاب الأبناء بالضعف وعدم الرغبة في التعليم وإذا لزم الأمر يتم تعريف أبنائهم بحدود إمكانياتهم المادية فلا بأس.
العجز في تأمين المصاريف يؤثر نفسياً على رب الأسرة فيشعره بالذنب والتقصير هذا ما طرحه الدكتور النفسي محمد سالم وأضاف: أحياناً يضطر رب الأسرة للعمل الاضافي من أجل توفير متطلبات أولاده الدراسية ولكي لا يشعروا بأنهم أقل من أصدقائهم ويتأثرون نفسيا من جانب آخر على الأسر أن تعي بشكل كبير وتام حاجيات أبنائها اليومية دون افراط أو تفريط بحيث تعمل على إيجاد نوع من الموازنة لا تنقل ولا تزيد عن الحاجة الفعلية وأن الأسباب الحقيقية وراء ذلك تعود إلى غياب التخطيط السليم لميزانية الأسرة الذي يحتاج إلى تعاون وتفاهم من كل أفراد الأسرة.

قد يعجبك ايضا