> صالح صائل.. عضو اللجنة الثورية العليا لـ ” الثورة”
> نعيش في زمن لا قوة فيه إلا بالوحدة
> تحية إعزاز وإكبار لرجال الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية
> هناك الكثير من الإخفاقات التي واكبت مرحلة الوحدة.. والمرتزقة يتعاملون مع العدوان السعودي والاحتلال الإماراتي كأسياد لهم
> إعلام العدوان مجرد من كل القواعد الأخلاقية والمهنية.. فدعهم ينعقون ودعنا نعمل
حوار/ عبدالعزيز شمسان
صالح صائل.. عرفه الكثير من الناس وطنياً شجاعاً، لا تغيره العواصف والمستجدات، أسهم بدور فاعل في ثورة 14 أكتوبر، إلا انه بتواضعه المعروف ووطنيته المعهودة ظل دائماً بعيداً عن الأضواء، خالداً فقط لخدمة الوطن.
وبعد إلحاح، وافق الأستاذ صالح صائل، عضو اللجنة الثورية، أمين عام حزب جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل، على إجراء هذا الحوار الصحفي معه، بمناسبة الذكرى الثالثة، لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.. فإلى نص الحوار:
ما هي في نظركم الأهمية التي يكتسبها يوم الـ 21 من سبتمبر 2014م في التاريخ اليمني المعاصر؟
-يعد الـ 21 من سبتمبر يوماً تاريخياً ومتوجاً حقيقياً في التاريخ اليمني المعاصر، فالحديث عن هذه المناسبة الوطنية العظيمة حديث ذو شجون ففيه توجت نضالات شعبنا اليمني في سبيل تحقيق الحرية والانعتاق من قوى داخلية وخارجية تهيمن على مصيرنا ومقدراتنا، ورسم معالم الطريق لبناء يمن شامخ وقوي ومتطور ينعم أبناؤه بالعزة والكرامة والتقدم.
افهم من كلامك أن ثورة الـ 21 من سبتمبر تمكنت وبالرغم من استمرار العدوان الغاشم على بلادنا، أن تعانق جميع أهدافها؟
-لا أغالي إن قلت انه وفي ظل العدوان السعودي الغاشم استطاعت ثورة 21 سبتمبر ان تحقق العديد من أهدافها ولا يستطيع ان ينكرها إلا جاحد.
وخوفاً مما حققته وستحققه ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر في صنع مستقبل أفضل قائم على الاستقلال والحرية، وفي أجواء مشحونة بالقلق والتشنج والحسد والغيض والأفكار العدوانية اجتمعت القوى الشيطانية في الداخل والخارج،وعصروا كل ما في خلجاتهم ووجدانهم من مشاعر وارهاصات عدوانية والناتجة عن خسارة مصالحهم، وللأسف لازالت هذه القوى حتى اللحظة تسعى إلى تدمير اليمن أرضاً وشعباً.
هناك الكثير من الإخفاقات التي رافقت مسيرة ثورتي (26 سبتمبر و14 أكتوبر) ولا يستطيع أحد أن ينكرها، وهي الإخفاقات التي كان لها الباع والذراع في تأخير إنجاز مشروع الوحدة، واعتقد أنها ذات الإخفاقات التي ظلت تلقي بظلالها حتى بعد تحقق حلم الوحدة لنجد أنفسنا ونحن نواجه هذه المشاكل التي تهدد وحدتنا، الآن.
لماذا يحاول البعض ان ينتقص من قيمة ثورة 21 سبتمبر بل لربما يسفهها أيضاً؟ أم أن لكل زمن دولة ورجالاً؟
-دعنا نتفق أولاً أن تاريخ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ينبغي أن يعاد كتابته من جديد بصورة محايدة بعيدة كل البعد عن التحيز أو التعصب، الكثير من تاريخ الثورة في اليمن تم إخفاؤه أو تهميشه بقصد وعن سابق إصرار وتعمد، فهناك بعض ممن لا يزال يتحدث عن دوره في الثورة ويصر حتى اللحظة على إقصاء دور الآخرين، لا أريد أن اسمي أو احدد فأنا لست في معرض توزيع الاتهامات أو منح الأوسمة والنياشين.
أما في سياق الإجابة العامة عن سؤالك أقول: بالفعل لكل زمن دولة ورجال وواقع الثورات اليوم لا ينقص أو يسفه من واقعها بالأمس بل هو يقرأ جيداً طبيعة واقعة وأرضية معركته، الثورات اليوم هي المسلك الضامن لإحداث التغيير، المهم أن الرؤية مكتملة وان يقرن القول بالفعل، وأنا اثني على صدق رغبة ثورة 21 سبتمبر في التغيير، هذه الثورة الشعبية التي اعتمدت على الأهداف التي أسست عليها، والمتمثلة في الانعتاق من براثن التبعية والارتهان للآخر، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل والنظام السعودي وأذياله في المنطقة وأدواته في الداخل التي كانت نافذة مسيطرة ومتحكمة بمقدرات هذا البلد، وهنا سنتمكن من بناء دولة مدنية حديثة تسود فيها العدالة والمساواة لأننا هنا فقط سنكتشف أن الوطن يتسع للجميع.
مضى أكثر من عامين ونيف من العدوان الغاشم على بلادنا؟ وأين هي صنعاء من هذا العدوان البربري؟
-كان العدوان السعودي منذ الوهلة الأولى يقتل اليمنيين ويدمر حياتهم ويستهدف البنية التحتية، لأن هذا العمل الهمجي هو الضمانة الوحيدة لهذا العدوان ليحقق أهدافه خاصة بعد ان فشلوا من تحقيق ذلك على أرض المعركة الحقيقة، فالعدوان السعودي مجرم مع سبق الإصرار والترصد، ولن يكون أكثر منه أجراماً إلا من يتماهى معه ويساعده على الافلات من العقوبة.
أما أين هي صنعاء من هذا العدوان البربري، فهي لا تزال الحاجز المنيع في وجه العاصفة، بالرغم أن أبناءها يعيشون ويكابدون عدوانهم السافر عليهم وعلى مكتسباتهم ونشاهد آثاره المدمرة وهي تطال كل شيء جميل في حياتنا، إلا أن صنعاء كانت ولازالت وستظل راسخة رسوخ الجبال.
الوحدة اليمنية أين هي من قاموس الجغرافيا اليمنية، خاصة في ظل الاحتلال الإماراتي؟
-صحيح ان هناك كثيراً من الإخفاقات التي واكبت مرحلة الوحدة التي كانت سبب وصولنا إلى ما نحن عليه اليوم إلا أنه في ذات الوقت علينا ان نكون منصفين وان لا نلقي اللائمة على طرف بعينه لأن هناك أطرافاً داخلية وخارجية لعبت دورا حقيراً لتدمير اليمن كلما وجدته يتقدم خطوة نحو الأمام، أما الأصوات النشاز التي تطالب بالانفصال ماهي إلا أصوات الخونة والمرتزقة الذين يتعاملون مع العدوان السعودي والاحتلال الإماراتي كأسياد لهم.
وللأسف منذ الاحتلال الإماراتي لعدن أصبح كل شيء يدل فيها على العبث والفوضى، وأبناؤها يعيشون حالة يرثى لها، وانتشرت فيها الجماعات الإجرامية والإرهابية، وأصبح المواطن يفتقد إلى الأمن والأمان والعديد من المقومات الحياتية.
هل يعني هذا أنك متفائل بالنسبة للقضية الواحدة والمصير المشترك، بالرغم من المخاطر التي تواجه هذا المنجز العظيم، خاصة في ظل العدوان السعودي والاحتلال الإماراتي؟
-أنا بطبيعتي أمج وأمقت طبيعة الإنسان المتحيز، وأما إن كان عليّ أن أجد نفسي في يوم ما متحيزاً لشيء فهذا الشيء لم يكن إلا بمضمون عظيم وقضية سامية وهل هناك ماهو أكثر عظمة وأبلغ سمو من قضية الوحدة، الهوية الواحدة والمصير المشترك.
إننا نعيش في زمن لا قوة فيه إلا بالوحدة والجميع يسعى إلى التكتل وليس إلى التجزئة والتفرقة، أما خسائس ودسائس العدوان السعودي والاحتلال الإماراتي فهي اليوم تطفو على السطح ومهما حاولوا تمزيق الوطن ووحدته.. فعليهم أن يعلموا ان هذا حلم صعب المنال.. فالوحدة خلقت لتبقى.. ولن يهددها لا عدوان سعودي ولا أمريكي ولا إماراتي.
ما هو دور أبناء اليمن في مواجهة العدوان؟
-مواقف أبناء الشعب اليمني في مواجهة العدوان السعودي، كثيرة وكبيرة سواءً من حيث تفاعلهم أو مساندتهم لأبطال الجيش واللجان الشعبية في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره.
هذه المواقف التي تجسد حسهم الوطني تجاه ما يمر به الوطن من عدوان ومؤامرات، وذلك ليس غريبا على أبناء اليمن الذين كانوا ولازالوا يقدمون التضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن.
ما هو في نظركم الدور المطلوب من الأحزاب والمؤسسات الرسمية والشعبية والقوى الوطنية والمنظمات الجماهيرية وكافة أفراد المجتمع اليمني في مواجهة العدوان وإخراج اليمن من أزمته الراهنة وبناء اليمن الجديد؟
-مما لا شك فيه أن الأمة ما لم تلم شملها وتوحد صفها وترص صفوفها فإنها فاشلة في كل مجالات حياتها تتنازعها الأهواء وتسيطر عليها الرغبات فيسودها الصراع وتتقاذفها الأمواج، أمواج المصالح الشخصية، قلا تنمية ولا حرية ولا أمن ولا أمان، وعندها تسود شريعة الغاب، والقوي يأكل الضعيف، وسيتمكن العدو أياً كان هذا العدو سعودياً أو أمريكياً من تحقيق مآربه الخبيثة.
لذا أتمنى من المؤسسات الرسمية والشعبية والقوى الوطنية والمنظمات الجماهيرية وكافة أفراد المجتمع اليمني أن تنفض غبار الماضي وتلبس حلة الحاضر، حلة الثورات اليمنية آخرها 21 سبتمبر ثورة الحاضر المشرق.
الكثير من الإمكانات المادية والفنية، سخرت للوسائل الإعلامية التابعة للعدوان السعودي على اليمن، حيث تعمل على تزييف وعي الناس، في سعي دؤوب ومحموم لاستقطاب هذا الوعي وتدجينه؟ فما تعليقكم على ذلك؟
-تنطلق عديد من قنوات ووسائل إعلام العدوان من مفاهيم مجردة من كل القواعد الأخلاقية، ولا يلوي على شيء، حتى وإن لحقت بالناس الكوارث، لا يهم طالما وأن الهدف هو تجريد الوعي من مناعته في الطريق إلى استلابه بالكامل.
وللأسف هناك العديد من الناس وقعوا فريسة للكذب والتضليل الإعلامي ومن هذه القنوات على سبيل المثال وليس الحصر، قناتا العربية والحدث، اللتان تعملان على تزييف الحقائق، وهذا دليل على الإفلاس المهني والأخلاقي، فدعهم ينعقون، ودعنا نعمل.
كلمة أخيرة.. ما الذي ترغب في قوله لأبناء اليمن بهذه المناسبة العظيمة؟
– أتوجه بالتهاني الحارة لأبناء اليمن عامة ولرجال الجيش واللجان الشعبية الذين يقدمون أدواراً بطولية وطنية في مواجهة العدوان الغاشم..
وأنا هنا أجدها فرصة من خلال صحيفة “الثورة” الغراء لأناشد أبناء الجنوب دون استثناء أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن أولاً وان يملأوا قلوبهم بحب اليمن وليحرصوا كل الحرص على وحدة يمننا أياً كان شكل هذه الوحدة، كما ادعوهم أيضاً إلى عدم الانجرار وراء العدوان والاحتلال ومرتزقته الذين يحاولون إغراء الشباب واستغلالهم للقيام بأعمال ضد مصالح وطنهم وأمنه واستقراره في سبيل أن ينجح الأعداء في تحقيق أهدافهم التي تتنافى مع ما يريده الشعب والعقل اليمني.
ومن خلال هذا المنبر الإعلامي أطالب قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن يبدأ بمناداة أبناء اليمن المحتل ويأمرهم بإشعال النار تحت اقدام المحتلين، لتبدأ ثورة حقيقية ضد المحتلين والغزاة الجدد وان تم هذا النداء فإن الاستجابة ستحدث فعلاً، استجابة لقائدها فأبناء الجنوب يبحثون عن القائد القدوة والسيد عبدالملك أهل لهذه المهمة.