ثمار الثورة

 

زينب الشهاري
ما زلت حية في تربة قلوبهم وأنا من زُرِعتُ بذرة من رحم آمالهم وطموحاتهم… لطالما سقوا عروقي المتجذرة في أرواحهم دماءً من نزف شرايينهم لأظل شعلة لا تنطفئ وشجرة نضرة ينتظرون جني قطافها وصلبة متينة لا تساقط أوراقها رياح خريف أو صقيع شتاء…قلموا وشذبوا الغصون التي خرجت عن المسار وبقيت أنمو وأكبر مع كل نبض قلب وفي وكل نَفَسٍ ثائر… كم من أيادٍ طامعة استلمت الأجور لتجتثني شتلةً صغيرة وترميني للذبول…. لكن أيادي الحب والصمود قطعت بفؤوس الإرادة تلك الأيدي فلم يعد لهم إليّ سبيل… فاختار نفوس الشر أن يجمعوا كيدهم وفلول حقدهم ويحرقوا من أعيش في حشايا فؤادهم بنيران حديدهم فأُقتَل معهم… قتلوا الكثير ولم يعلموا أن أجساد من استشهدوا استحالت سماداً يغذيني في قلوب البقية الثائرة فازددت نماءً واشتد عودي وأورقت أغصاني وتعمقت جذوري في قلوبهم أكثر وأينعت زهوري التي توعد بالحصاد وازداد أعزائي بأساً وصلابة… يأملون أن ينتزعوني من صدور الأحرار ليسلبوهم حريتهم ويسيروهم قطعاناً من عبيد ويزرعوا بدلاً عني بذور الاستكانة والخضوع في قلوبهم… لكني أنا ثورة الأحرار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بحكمة القيادة وبعزيمة وشكيمة الثوار الذين خلعوا ثوب الوصاية والتبعية فأسقطوا رموز الفساد والعمالة الذين فروا نحو أسيادهم كالجرذان وأزاحوا المستحوذين من مراكز النفوذ وحاربوا أزلام الشر ومضوا ينشدون الاستقلال ويناضلون من أجل السيادة سأظل تلك الشمعة التي تحرق أيادي البغاة وتنتصر لهذا الشعب المظلوم… فلا مكان بعدي، أنا ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، لعملاء ولا مكان لوصاية خارجية أو تبعية عمياء وتبقى الكلمة الأولى والفصل هي للشعب الذي يملك الحق في تحديد مصيره وبناء دولته الحديثة التي تكفل الحريات وتضمن الحياة الكريمة لأبنائه فيبني الشعب أسس العدل ويسير على النهج القرآني القويم وبذلك يستنشق الحرية وتفك قيوده بعد سنين من أسر الاستعباد.. وما زال الشعب يكافح ويواجه حتى يسحق العدوان ويحصد ثمار ثورته المستمرة حتى النصر.

 

قد يعجبك ايضا