المصالحة الوطنية
محمد صالح حاتم
مهما طال مدى الحرب لابد أن تضع الحرب أوزارها ،ومهما طال العدوان على اليمن ، لابد أن يتوقف،وهو قريب وسوف يعلن تحالف العدوان هزيمته ويقر بجريمته،ويندم على فعلته هذه تجاه أبناء اليمن التاريخ والحضارة وسوف تدونها الأساطير العالمية ، وتكتب ملحمة وبطولات شعبنا في أسفار التاريخ ،وتُعلم في الجامعات والمعاهد العسكرية العالمية ،وتتناقل الأجيال المتعاقبة صمود واستبسال شعبنا اليمني العظيم ،ومواجهته لأقوى تحالف عالمي ضد شعب فقير ،لايهدد أحدا ولايشكل خطرا على أحد ،شعب دافع عن نفسه وعن عرضه وشرفه وكرامته.
لكن ماذا نحن فاعلون نحن أبناء الشعب اليمني ،وخاصة الأحزاب والقوى السياسية اليمنية ؟
ومع التأكيدات الدولية ،والعربية، والحزبية اليمنية ،التي هي مؤيدة للعدوان ،والمقاومة للعدوان والواقفة في صف الوطن ممثلة في المؤتمر وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم،كل هؤلاء يؤكدون أن الحل في اليمن لن يكون إلا حلا سياسيا ، وعبر الحوار،وان الحل لن يكون عسكريا ،ومن هذا المنطلق ومن خلال الدعوات التي سمعناها من القيادات السياسية في البلاد ممثلة في رئيس المجلس السياسي الأعلى الأستاذ صالح الصماد وكذلك السيد عبدالملك الحوثي زعيم مكون أنصار الله ،والزعيم علي عبدالله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام ،وبعض القيادات السياسية الأخرى،التي أجمعت على أن الحل يكون عبر المصالحة الوطنية الشاملة التي لاتستثني أحدا ،مصالحة يتم فيها تغليب المصلحة العليا للوطن،وأن يتم التنازل من كل القوى السياسية لأجل الوطن ،تنازل يحفظ لليمن وحدته وسيادته واستقلالية قراره السياسي.
فالوطن وطن الجميع وبناؤه وحمايته مسؤولية الجميع دون استثناء،وأن الوطن يتسع لجميع أبنائه الشرفاء المخلصين والوطنيين ،فمن يعتقد أن بإمكانه أن ينفرد بحكم اليمن فهو واهم ومخدوع ،فالكل لابد أن يتشاركوا ويتعاونوا في حكم وإدارة اليمن،خاصة في المرحلة القادمة .
فعلى جميع القوى السياسية الجلوس على طاولة حوار واحدة تحت راية الجمهورية اليمنية، وأن تلتزم كل القوى بالثوابت الوطنية ممثلة في الجمهورية والوحدة والنهج الديمقراطي،وحرية الرأي ،وتصحيح الأخطاء الماضية ،التي يعتبرها البعض السبب فيما آلت إليه الأوضاع في اليمن.
وعلى الجميع طي صفحة الماضي،وفتح صفحة جديدة يسودها التسامح والتصالح والتشارك بين الجميع، والابتعاد عن سياسة الإقصاء والانتقام ،وتصفية الحسابات على حساب دماء أبناء الشعب اليمني .
وان يعود الجميع للوطن ،من أعلن توبته وندمه وخاصة من لم تلطخ أيديهم بالدماء،ولم يشاركوا في التحريض على القتل أو التبرير له، فالحل لن يكون إلا عبر الحوار والمصالحة والمصارحة ،حوار يمني – يمني خالص بدون تدخلات أو إملاءات خارجية، وأن تتحد كل الأيادي اليمنية ضد العدو الخارجي الذي قتل ودمر اليمن عبر عدوانه علينا وأن من يرتهن للخارج فهو خاسر ولن يعود للوطن عبر دبابات وطائرات العدو .
فلن يأتي الحل والسلم والأمن لليمن من الخارج أو عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن ،فمن يعتقد غير هذا فهو واهم وعميل وغير وطني .
فالحل بأيدينا نحن اليمانيين،ونحن من سيصنع السلام ومن سيحققه ويحافظ عليه، وهو كما قلنا عبر الحوار والمصالحة الشاملة دون تدخلات أو إملاءات،أو وجود معارضة من الخارج وتتلقى الدعم من دول خارجية ،فمن أراد الحكم أو ممارسة السياسة وهدفه بناء اليمن فعليه العودة للوطن ،وأن يحتمي بحمى الشعب ،وان يقدم آراءه ومقترحاته عبر طاولة الحوار وتحت مظلة الجمهورية اليمنية .
فالكل معني بتحمل مسؤوليته الوطنية ،وأن يقبل بالآخر.. مالم وفي ظل الصراعات والتحالفات التي يشهدها العالم ومنطقتنا العربية خاصة فإن الكل خاسر وأن الوطن يتجه للهاوية لاسمح الله ،وبعدها لن تجدوا وطنا تحكمونه أو ثروة تتنافسون عليها،أو سلطة تتشاركون فيها أو شعبا يقبل بكم ،سيكون أبناء شعبكم من كُتبت له الحياة مشردين ونازحين ولاجئين في الدول،وثروات وطنكم تنهبها الدول العظمى ، وتراب وطنكم يتقاسمه المحتلون له،وانتم أيها السياسيون سيحكم عليكم باللجوء السياسي ،في الدول المستعمرة لوطنكم.
فتصبحون بلا وطن ولا مناصب ولا كرامة ولا حرية لا سمح الله،لأنكم اتبعتم اهواءكم وتمسكتم بآرائكم.
وعليكم أن تأخذوا عبرة من الدول التي سبقتكم،وتم تنفيذ المخططات الاستعمارية عبرها بدعوى الحرية والديمقراطية ومحاربة الإرهاب ، كيف أصبحت مرتعا للقتال والحروب الطائفية والمذهبية ،ومسلوبة الإرادة ،ومنتهكة كرامتهم ومستباحة أعراض أبنائهم وشرف نسائهم ،والسبب هم ساستهم.
فحافظوا على الوطن وتنازلوا لبعضكم من اجل وطنكم.
وعاش الوطن حراً أبياً ،والخزي والعار للخونة والعملاء .