مملكة الإرهاب (21)
عبدالله الاحمدي
الانقلاب الاخير في مملكة العهر سيحدد من سيحكم، أو من سيجلس على العرش، بعد هلاك المجرم سلمان. وبات من المؤكد ان الحكم قد خرج عن اولاد الهالك عبدالعزيز، وانتقل الى ابناء المجرم سلمان، إذا لم تطرأ على الامور تجليات أخرى. لقد بات من المؤكد ان المجرم سلمان هو آخر حاكم من اولاد الهالك عبدالعزيز.
العدوان على اليمن عكس احداثاً كبيرة في مملكة العهر، فعلى مدى عامين جرت تغييرات كبيرة ، كان اهمها، ازاحة اثنين من اولاد عبدالعزيز، واحفاده، وهما متعب، ثم محمد بن نائف، وبات من الواضح ان الطريق قد قطع على اولاد الهالك عبدالعزيز، وانتقل الحكم الى اولاد الانقلابي المجرم سلمان. لا اعتقد ان الامور ستقف عند ذلك الانقلاب، فإن انقلابات، وتغييرات لاحقة ستلحق بالمملكة الداعشية، ومن هذه التغييرات، تقليص، وربما إلغاء، أو تحجيم دور الشرطة الدينية، المسماة بـ”هيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف” ذات العقيدة الوهابية المنحرفة، عن تعاليم الاسلام. ان الطاقم القادم لمحمد بن سلمان هو طاقم ذو تربية صهيو امريكية له أجندة شرق أوسط جديد، ملزم بتنفيذها مرغما. وهذه الاجندة هي أحد شروط صعوده الى العرش .
من ضمن الشروط ايضا، اعطاء المرأة السعودية بعض الحريات، ومنها الحرية في قيادة السيارة، وظهورها في الحياة العامة، والشرط الاهم هو تغيير المناهج التربوية، التي يعتبرها الغرب مصدرا لتفريخ الارهاب داخل المملكة وخارجها، ويأتي ضمن هذا التغيير، حذف الآيات والاحاديث التي تحرض على العنف، أو تقدح في حق اليهود، والنصارى.
هناك في المملكة هيئتان تفسدان في الارض، الاولى هيئة البيعة التي لا تبايع، وهي خاصة بالاسرة المالك التي يوكل اليها اختيار ولي العهد، والثانية “هيئة الامر بالمنكر والنهي عن المعروف”. وهاتان الهيئتان فاسدتان مفسدتان، الاولى تفسد الحياة السياسية، والثانية تفسد الحياة الدينية والاجتماعية.
وقد ثبت بما يدع مجالا للشك ان هيئة البيعة لا تبايع، ولا تجتمع، ولا تختار، فمحمد بن سلمان اتصل بأعضائها بالتلفون، واخذ البيعة منهم كرها، وغيابا دون اجتماع، أو حضور. اما الهيئة الاخرى فيطلب منها الحاكم ما يريد من فتاوى. وهكذا يمضي فساد حكم هذه العصابة اليهودية، بالقمع، والجبروت، والارهاب في الداخل والخارج.
اوكلت امريكا ترامب للمغرور محمد بن سلمان مهمات كثيرة، منها ان يخوض الحروب من اجل شرق أوسط جديد نيابة عن امريكا، واسرائيل، والقوى الاستعمارية الأخرى.
يقال ان هذا الغر يميل كثيرا الى العنف، والغطرسة، ولا يقبل التفاهم، فهو كالطفل لا يسكت إلا بتحقيق ما يريد. يقال ايضا انه صاحب فكرة احتجاز ولي العهد السابق محمد بن نائف في قصر الصفا في مكة، وان حرسه الخاص هم من جردوا بن نائف من التلفونات. هذا كله قليل، المهمة التي اعد لها ولد سلمان هي ضرب المؤسسات التقليدية، وبالذات “هيئة الامر بالمنكر والنهي عن المعروف” التي تقف حجر عثرة امام التغييرات الاجتماعية ، بما تبثه من فتاوى بالحق والباطل. هنا لا يحتاج ولد سلمان الى فتاوى المطاوعة، التي بدأوا يقدمونها مجانا، هو لديه مهمة اخرى لا يفهمها المطاوعة، هذه المهمة هي – كما يقول – هي تحديث المملكة، والقفز على الموارد النفطية، بإيجاد البدائل النقدية، كما وضعها في خطة 2020/ 2030م رغم ان الخبراء قالوا انها فاشلة.
المهمة الاصعب التي وضعها الغرب امام ولد سلمان هي تفكيك الثقافة الدينية المعادية لليهود والنصارى، والغرب عموما،والمتمثلة بالعلم الديني الذي يعتبر اداة تفريخ للارهاب.
في هذا الجانب سيقوم ولد سلمان بالغاء المناهج التربوية والتعليمية ، واستبدالها بمناهج احدث ، وسوف يتولى خبراء غربيون صياغة هذه المناهج بما يحقق الغرض.وسيتم حذف كل الاحاديث والآيات القرآنية التي تحرض على كراهية اليهود والنصارى، ليس فقط من المناهج، بل ربما من القرآن،وكتب الحديث، وسيتم طباعة كتب الحديث والمصاحف من جديد.
هذه المهمة كانت موكلة للشيطان محمد عبدالوهاب وآل سعود الاوائل، ولكنهم فشلوا فيها، وسيقوم ولد سلمان بهذه المهمة. الغرب يرى ان افضل وقت لتفكيك العقيدة الإسلامية هو هذا الوقت، طالما والمسلمون منقسمون ومتناحرون ، وربما لن تقوم لهم شوكة . الغرب من تجاربه مع المسلمين يعرف انهم ينهضون وان القرآن هو موحدهم، ولذلك فهو يريد ان يفكك القرآن، حتى لا يعود المسلمون الى الوحدة ولو بعد قرنين من الزمن.
المسألة ليست تكهناً، أو تحليلاً ، المسألة فيها حقائق، مؤتمر الرياض الذي ترأسه ترامب وفيه أكثر من خمسين “طرطوراً” ممن يسمون رؤساء وملوك الدول الاسلامية وافقوا على تشكيل تحالف سني ضد جمهورية ايران والشيعة، وهذه اولى حلقات التفكيك التي سوف يقوم بها ولد سلمان وطاقمه.
يقال ان ولد سلمان ميال للعنف،وهو لا يرحم احداً، وما يجري في اليمن من قتل ودمار، وحصار، وتجويع، وانتشار للأمراض بواسطة الاسلحة الجرثومية هو من انتاج ولد سلمان، وهو المشرف عليه.
هذه الحروب التي يخوضها ولد سلمان هي تهيئة للمشروع الذي تخطط له امريكا ، والرأسمالية المتوحشة لابادة الجنس البشري،واقتلاع ثقافاته، وخاصة في هذا الشرق العصي على الترويض، والمهمة يقوم بها آل سعود، واعوانهم في خليج البغاء.