اليمن وقطيع النعاج
عبدالفتاح البنوس
من الطبيعي أن يشعر الشخص المغمور أو صاحب الصيت والسمعة الصورية الدعائية بعقدة النقص ويسعى جاهدا للتغلب عليها بشتى الوسائل الممكنة كونه لا يريد أن يفتضح سره ويعرفه الناس على حقيقته ، بل ويذهب للنيل من القوى والأطراف أو الأفراد الناجحة والمؤثرة في مجال عملها وفي محيطها الوظيفي والاجتماعي ، فالناقص لا يمكن أن يرى نفسه كاملا على الإطلاق ، ومع ذلك ينظر بعين الحقد للآخرين وهذا هو لسان حال قطعان ونعاج الخليج العربية الاسم العبرية الهوى والهوية ، هذه الدويلات الصغيرة والتي لا تزيد مساحة بعضها على مساحة محافظة ذمار تدرك تماما بأنها صنيعة الأمس وليس لها أي جذور تاريخية ولا تمتلك أي إرث حضاري فهي عبارة عن مشيخات ومخيمات للبدو نفضت غبار الفقر مع ظهور الثروة النفطية وظن قطعان بعران الخليج بأن ثرواتهم وأموالهم ستدخلهم التاريخ وتمنحهم الحضارة التي يمنون أنفسهم بها ،و أنهم سيشترون كل شيء بفلوسهم ، ولكنهم تفاجأوا بأنهم أحقر مما كانوا يتخيلون وأنهم مهما تطاولوا في البنيان ومهما بلغ ثقل أرصدتهم البنكية ومخزونهم النفطي فإنهم لن يبلغوا المكانة التي ينشدونها بتطاولهم على يمن التاريخ والحضارة وشعب الإيمان والحكمة ، حتى وإن دمروا الآثار والمآثر التاريخية والحضارية ، فالتاريخ لا يمحى والمآثر تظل خالدة في ذاكرة الشعوب والأنظمة ، ولن يصنع آل سعود بعدوانهم الهمجي على بلادنا أي حضارة أو إنجاز يذكر غير الخزي والمهانة والذل والانكسار وسيكتب ويحكي عنهم التاريخ في صفحاته السوداء عن سلسلة مجازرهم ومذابحهم التي ارتكبوها في حق اليمن واليمنيين .
فيا ترى ما الذي أزعجهم في قلعة القاهرة بتعز ، وفي عرش بلقيس بمأرب ، وفي القلاع والحصون والمآثر التاريخية اليمنية من صعدة في أقصى الشمال الغربي إلى المهرة وحضرموت في أقصى الجنوب الشرقي ؟! مساجد أثرية ومدارس ومآثر إسلامية تحكي عن تاريخ عريق لهذه الأرض الطيبة على مر العصور، مواقع للاستجمام والسياحة وقائمة طويلة من المواقع الأثرية التي تعرضت لقصف طائرات الحقد السعودي الإماراتي وكل ذلك لأنهم يشعرون بالغيرة كونهم بلا تاريخ وبلا حضارة وبلا كرامة ودويلاتهم عبارة عن كونتونات صغيرة وهم عبارة عن خدام للصهاينة والأمريكان ومن دار في فلكهم ، وعلى مر التاريخ لم نشاهد أو نسمع عن حقد يتفوق على حقد الصهاينة على العرب والمسلمين غير حقد أبناء عمومتهم آل سعود الذين رضعوه وورثوه من جدهم مردخاي المؤسس لكيانهم المريض والمأزوم الذي عاث ولاث في المنطقة وأفسد كل ما هو جميل إرضاء لنزواتهم وتنفيذا لأجندة أسيادهم .
بالمختصر المفيد مهما تكالبت قطيع بعران الخليج على بلادنا وشعبنا ،ومهما بلغ حجم الضرر الناجم عن حقدهم وإجرامهم ووحشيتهم فإن الحقيقة التي لا يمكن طمسها أو تغييرها ،هي أن اليمن سيظل موطن التاريخ والحضارة والأصالة وقلعة الصمود والتحدي ومنبع الرجولة وعنوان الشموخ والإباء ولن يحصد آل سعود وبعران الخليج غير الهزيمة والخسران على مختلف الأصعدة ،وسيلعنهم التاريخ نظير ما اقترفته أياديهم من مذابح ومجازر ومنكرات تغضب الله ورسوله وستظل لعنات الملايين من اليمنيين تلاحقهم في حلهم وترحالهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وعلى الباغي تدور الدوائر .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .