الرئيس الصماد وأولويات المرحلة
عبدالفتاح البنوس
نجح الرئيس صالح الصماد في نزع فتيل التوتر بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام والناجم عن الأحداث المؤسفة التي شهدتها جولة المصباحي بالعاصمة صنعاء وأفسد الاحتفالات وحالة الارتياح التي كانت عليها قوى العدوان ومرتزقتهم والذين كانوا يمنون أنفسهم بأن تكون تلكم الأحداث وما أعقبها من تصريحات وتشنجات وتراشقات إعلامية وملاسنات صحفية مقدمة لمواجهات مسلحة بين الطرفين تمكنهم من الفتك باليمن واليمنيين والإجهاز عليهم وتحقيق ما فشلوا وعجزوا عن تحقيقه خلال أكثر من عامين ونصف من العدوان والحصار والحرب، حيث تمكن الرئيس الصماد من جمع الطرفين على طاولة الإخاء ليتم التوافق على التهدئة وتجاوز كافة الأحداث التي حصلت وتطبيع الأوضاع في العاصمة كما كانت عليه قبل فعاليات الخميس الجماهيرية والخروج بتفاهمات تنص على الإلتزام ببنود ومضامين الإتفاق الوطني التاريخي بين الطرفين والذي بموجبه تم تشكيل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني وتوج الرئيس الصماد ونائبه جهودهما في تعزيز روح التوافق والتهدئة بزيارة أسر الشهداء الأربعة الذين سقطوا في أحداث المصباحي والتأكيد على أن ما حصل هو قيد التحقيق ولا يمكن القبول بتكرارها على الإطلاق وهو ما شكل ضربة موجعة للأعداء وأصابهم باليأس والإحباط بعد أن ظنوا بأن حلمهم بات قريب المنال.
تجاوز هذه الأحداث وما سبقها من هرج ومرج وتحريض متبادل وتراشقات واتهامات بين الأنصار والمؤتمر يتطلب القفز عليها والحرص على أن لا تتكرر والدفع بالعلاقات بين الطرفين نحو المزيد من الشراكة والتماسك والتوحد في مواجهة العدوان والتصدي لكافة المؤامرات التي يحيكها وعدم السماح للأفراد والعناصر المحسوبة على الطرفين العودة لتأزيم العلاقات من خلال التعبئة والتحريض والإساءة المتبادلة والعمل على اتخاذ إجراءات عقابية رادعة لكل من يخالف بنود الإتفاق ويسعى نحو إثارة الفتنة بين الطرفين، ليتفرغ الجميع لما هو أهم وهو مواجهة العدوان ورفد الجبهات بالمقاتلين وتفعيل دور وزارة الدفاع في هذا الجانب والعمل على اتخاذ خطوات عملية مدروسة تصب في جانب مكافحة الفساد وتصحيح الإختلالات في مختلف الأجهزة الرقابية والإيرادية ومختلف القطاعات الحكومية، وتمكين القضاء من أداء المهام والمسؤوليات المنوطة به وتغليب المصلحة الوطنية على ما دونها من المصالح، والإلتفات لمعاناة الشعب والعمل على التخفيف منها قدر الإمكان بحسب الإمكانيات المتاحة، وتوجيه كافة الطاقات والجهود والسهام للعدو الحقيقي الذي يتربص بالجميع دون استثناء.
بالمختصر المفيد الوطن الغالي والشعب الوفي وإنتصارات وتضحيات أبطال الجيش واللجان الشعبية تحتم على المؤتمر وأنصار الله تجاوز ما حصل وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة مبنية على الثقة المتبادلة والصراحة والمكاشفة والوضوح ومعالجة أي طارئ بحكمة ومسؤولية وعقلانية والإبتعاد عن ممارسة أي شكل من أشكال التحريض والإساءة فيما بينهما وإفشال كافة رهانات ومخططات قوى العدوان التي تستهدف شق الصف الوطني وتفكيك الجبهة الداخلية، لنؤكد لهم ولمن دار في فلكهم بأن الحكمة يمانية وستظل يمانية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.