حصار اليمن من قبل التحالف أشبه بحصار شعب أبي طالب
حسن طه الحسني
اليمن السعيد أصل العرب يتعرض لحصار شديد متواصل من قبل التحالف العربي ومعهم أمريكا وإسرائيل، حصار ظالم وجائر ومخالف لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والأعراف والأديان وأعراف العرب وعاداتهم وتقاليدهم وأسلافهم وتاريخهم، هذا الحصار الذي يقترب من الثلاثة أعوام أدى إلى انتشار المجاعة في اليمن والأوبئة وأهمها مرض الكوليرا وأصبح اليمن بهذا الحصار الظالم معزولاً عن العالم لا غذاء ولا دواء ولا كساء والواقع أليم وشديد وينذر بكارثة إنسانية كبيرة والتجويع والحصار في حد ذاته جريمة العصر وخيانة للدين ولحقوق الجوار والحق العربي والإسلامي والإنساني المفروض على دول الجوار تجاه اليمن والتي تحالفت ضد شعب عربي إسلامي فقير وجار لهؤلاء المحاصرين والحصار لم يكن وليد الساعة فقد فرضه كفار قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه وحاصروهم ثلاث سنوات منعوا عنهم الطعام وكل ما هو ضروري للحياة وتم حصارهم في شعب صغير يسمى “شعب أبي طالب” بمكة المكرمة شرفها الله ويقال له “شعب بني هاشم” وبنود المقاطعة تمت كتابتها في صحيفة مستقلة وعلقت بداخل الكعبة شرفها الله قال المرحوم العلامة صفي الرحمن المباركفوري في كتابه (روضة الأنوار في سيرة النبي المختار) : لقد اجتمع المشركون في خيف بني كنانة ووصلوا إلى فرض الحصار على رسول الله وبني المطلب بأن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يجالسوهم ولا يخالطوهم ولا يدخلوا في بيوتهم ولا يكلموهم ولا يقبلوا منهم صلحا ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله. وكتبوا صحيفة بهذا الشأن وعلقوها داخل الكعبة وكاتبها من بني هاشم يدعى “بغيض بن عامر بن هاشم بن عامر” أبغضه الله دعا عليه رسول الله فشلت يداه وأما الصحيفة فقد سلط الله عليها دودة الأرضة فأكلتها ولم تترك فيها غير “باسمك اللهم” والتاريخ يعيد نفسه ولكن حصار اليمن من قبل تحالف عربي إسلامي ومعهم من غير المسلمين أمريكا وإسرائيل وبقرار أممي جائر غير منصف وجل ضحايا هذا الحصار والحرب القائمة من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء وأصبح الوضع في اليمن سيئاً وصعباً في كل المحافظات اليمنية بمديرياتها وعزلها وقراها، وهذا ما قاله الدكتور روولفغانغ الأمين –العام- المدير التنفيذي لكير العالمية: إن العديد من المحافظات اليمنية على بعد خطوة من إعلان المجاعة والأطفال في وضع صعب وهم ضحايا الاختلافات الاقليمية والدولية التي أدت إلى توليد صراعات ضحيتها الشعب اليمني- الحصار الشديد المطبق على اليمن برا وبحرا وجوا من قبل التحالف محل نقد وتصويب من قبل أحرار العالم والمحللين السياسيين المحبين لليمن وللحرية وللسلام ومنهم كبير المحللين السياسيين دانيل ليرسون القائل: إن الولايات المتحدة الأمريكية متورطة في حرب اليمن حتى النخاع وأن المجاعة في اليمن ليست وليدة الجفاف أو توجه اليمنيين بزراعة منتجات أخرى مثل القات بل هي نتيجة حصار يمتلك من التكتيكات التي لا ترحم والتي أدت أيضا إلى تفشي مرض الكوليرا.
الجوع تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبر التجويع خيانة للدين ولحقوق الجوار وعملاً غير مبرر ففي حديث نبوي شريف رواه أبو داوود والنسائي وابن ماجة قول الرسول (اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست الخيانة)، إننا نحن اليمنيين لدينا من الصبر والجلد الكثير على الحصار والتجويع حتى يجعل الله لنا من هذا الحصار وهذه الحرب الظالمة مخرجا ولن نخضع أو نذل أو نستكين أو نستسلم أو نركع إلا لله عزوجل رب العالمين ولدينا إيمان عميق وشديد بأن مع العسر يسراً ومع الشدة انفراجاً وأن النصر آت لا محالة والحر يشبع ويجوع ويصبر ولا يستكين والأيام دول ولله في خلقه شؤون ولن نكون عبيدا إلا لله وحده:
والعبد عبدالنفس في شهواتها
والحر يشبع مرة ويجوع