مملكة الإرهاب “11”
عبدالله الاحمدي
العدوان السعودي على اليمن هو إرهاب دولة، وهو عدوان غير مبرر، لا ترضاه الشرائع السماوية، أو الأرضية، ولا يقبله عقل.
انه عدوان ارهابي فاشي، لا يقبله عقل سليم، إن من يقومون بهذا العدوان ومن يؤيدونه، ومن يبررون له فقدوا كل اخلاقياتهم، وقيمهم، وشرف الخصومة، واخترقوا كل القوانين الانسانية والدولية، وتحولوا الى قتلة، وقطاع طرق، ومجرمي حرب.
هذا هو الإرهاب، الذي يقتلك، وانت نائم في بيتك، ويقتل اطفالك، ونساءك، واقرباءك، وانت نائم، ويدمر منزلك، على رؤوس كل من فيه.
هذه هي السنة الثالثة من العدوان، والقتل، والدمار، والحصار والجوع والموت، يزداد في كل لحظة على اليمنيين. العدوان يزداد غطرسة، وبجاحة، بحيث اصبح يرى كل يمني، وكل حجر، أو شجر هدفا عسكريا، وجب ضربه.
لم يسلم من العدوان، حتى الحيوانات، فتجد، قطيعا ضرب هنا، وحماراً، ضرب هناك، ونوقا، نفقت بفعل هذه الضربات العبثية، غير المبررة، والتي لا يقرها حتى قانون الحرب.
آل يهود جن جنونهم، إذ أن غرورهم قد سول لهم ان الحرب ما هي إلا نزهة، لن تستمر، اكثر من شهور، وربما اقل ، وان الخسائر لن تتعدى بضعة ملايين من الريالات.
الآن تقول التقارير ان الخسائر المالية للعدوان تصل إلى أكثر من 200 مليار دولار، هذا بخلاف الخسائر المادية.
كان يظن آل يهود انهم سيحاربون باليمنيين، ولم يكونوا يتوقعون ان تصل الحرب الى ديارهم.
العدوان السعودي على اليمن ليس الأول، بل ان السعودية ظلت تعتدي على اليمنيين، وتقتطع اراضيهم منذ بداية القرن الماضي، لكن عدوانها اليوم يأتي في ظروف اختلال موازين القوى العالمية لصالح الرجعية والامبريالية، والاستعمار.
أقول مستعينا بالله، إن آل سعود ونظامهم الارهابي المتخلف هم العدو التاريخي للشعب اليمني، وهذه قناعة راسخة في ثقافة اغلب اليمنيين ذوي الدم النقي، الذي لم يلوثه الضخ الاعلامي الزائف لوسائط العهر السعودي، والمد الوهابي التكفيري، والمال الحرام لمدة نصف قرن من الزمن.
يشعر اليمنيون الذين يعانون من بشاعة العدوان والتآمر أن كل مصائب اليمن مصدرها هذه الأسرة اليهودية الدنيئة، فكل الانتكاسات والحروب والكوارث التي لحقت باليمن مصدرها هذه الاسرة المتآمرة على الامة بكاملها. يقال أن مؤسس دولة آل سعود الهالك عبدالعزيز، أوصى أولاده بقوله (خيركم وشركم من اليمن ) ويفسر الكثير هذه العبارة بأن ضعف اليمن خير لآل سعود، وأن قوة اليمن شر عليهم. وعلى ذلك ظلت هذه الاسرة فاتحة عيونها على اليمن، لا تريد لأهله خيراً، أو تقدماً، أو وحدة.
عشية اعادة توحيد شطري اليمن في العام 1990م هبط على عدن الهالك سعود الفيصل، والذي كان يشغل وزيرا للاسرة، ووضع امام القيادة الجنوبية شيكا مفتوحا، شريطة ألا تتوحد مع الشمال، لكن القيادة الجنوبية كانت معبأة بثقافة الوحدة، فرفضت العرض السعودي، وعاد الامير السعودي إلى الرياض، لكن الاسرة، استدعت طابورها الخامس، ووزعت اموالا بالهبل، وبدأت بحياكة مؤامرة لتفجير الوحدة من الداخل.
لقد سمعتم منابر الإرهاب وهي تحرض ضد الوحدة، والوحدويين، وتبث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد، وتوزع عليهم التهم، هذا شيوعي، وهذا علماني، وهذا قومي… الخ، ولم يكتف شيوخ الارهاب بذلك ، بل انتقلوا إلى تحريض الجيش ضد بعضه، وضد الجنوب وصولا الى الحرب المشؤومة التي فحرت الوحدة وهتكت النسيج الاجتماعي للبلد، والتي لم يتعاف البلد منها حتى اليوم.
لقد كان لنظام آل سعود الدور الاكبر في تفجير هذه الحرب عبر ادواتهم القذرة، وتلك لعمري المؤامرة الكبرى ضد اليمن الموحد.
خسائر اليمن جراء العدوان السعودي، في ضرب المنشآت الى أواخر العام 2016م قدرت بأكثر من مائتي مليار دولار.
ما احدثه العدوان من دمار، فظيع جدا، لقد طال الدمار كل المنشآت المدنية والعسكرية، بما في ذلك المشافي، والمقابر، ودور العلم، والقلاع، والحصون التاريخية، ووصل الامر الى ضرب المصانع على رؤوس عمالها، والمدارس والاسواق، وقاعات الاعراس، والمآتم، والمنازل على رؤوس سكانها. لقد طال العدوان كل شيء في البلاد، الاحجار والاشجار والبشر، والحيوان.
لقد استخدمت مملكة الشيطان كل اسلحة الدمار، ضد اليمن، بما في ذلك الاسلحة المحرمة دوليا، مثل القنابل العنقودية، والانشطارية، والارتجاجية، التي استخدمت في ضرب مخازن الاسلحة في نقم وعطان، وتظهر التقارير الدولية ان عصابة آل يهود استخدمت، اسلحة جرثومية ضد المدنيين، في اماكن عدة، مثل محافظة صعدة. إن جرائم آل يهود في اليمن تتفوق على ما ارتكبت من فظاعات في الحرب العالمية الثانية.
ان الشعب اليمني يتعرض لحرب ابادة من قبل أسرة آل يهود الحاقدة، لقد كانت هذه الاسرة تبحث عن فرصة لتصب جام حقدها ، وغضبها على اليمنيين، ان حقدا تاريخيا يسكن صدر يهود آل سعود منذ القدم. واليوم تحاول هذه الاسرة القذرة ان تنتقم من الشعب اليمني، بشتى انواع الدمار. هذا العدوان الذي تموله هذه العصابة، وتجلب له كل شرار العالم ، من عصابات وجيوش، ما كان له ان يتم لو ان اليمن امتلك دولة مستقلة خالية من العملاء.
العدوان ليس سعوديا فقط، بل تشترك فيه أكثر من دولة حقيرة، وتباركه دول الغرب الرأسمالي المتوحش، بل وتشارك فيه، فالضربات الليلية للطيران، يقوم بها طيارون أمريكان، واسرائيليون، على درجة عالية من الاحتراف. اما تمويل الطائرات الحربية في الجو، فتحركه شركات أمريكية، اضافية الى المعلومات الاستخبارية التي يزود بها العدوان من قبل الامريكان.
العدوان على اليمن كبير، لكن صمود اليمنيين يبدو أكبر، فعلى مدى اكثر من عامين لم يحقق العدوان الكثير من اهدافه.