¶ تحمل الأطعمة المكشوفة التي تباع على الطرقات الكثير من الأمراض المتنوعة والتي تزيد على 250 مرضاً
الأطفال هم الأكثر عرضة للأمراض فهم يقومون بشراء كل مايباع في الشارع
الأسرة /زهور السعيدي
تعد الأطعمة التي تباع على قارعة الطريق من أفضل الأغذية عند بعض المارين والأطفال ممن يجدون أنفسهم في حاجة للأكل على عجل والبعض الآخر يجد نفسه مضطرا للشراء ويعتبرها مساعدة منه للبائع الذي يبدو عليه عناء الفقر والتعب وبالطبع لا يلقي الكثيرون بالا للمخاطر الصحية التي تترتب على تناول تلك الأطعمة المكشوفة والمعرضة للتلوث السريع ، كما يجهل الغالبية العظمى من الناس أن مثل تلك الأنواع من الأطعمة قد تنقل الكثير من الأمراض المتنوعة كما يؤكد على ذلك الأطباء المختصون.. تفاصيل أكثر حول الموضوع تجدونه في السياق الاتي .
الأطعمة التي تباع على الطرقات تعد عرضة للأتربة والهواء الملوث بعوادم السيارات ومخلفات المصانع وهي معرضة بشكل عشوائي للهواء فيختلط بعوادم السيارات مما ينذر بتعرض من يتناول هذه الأطعمة إلى التسمم والكثير من المخاطر الصحية مستقبلا ويقول الكثير من الزبائن أن ما يجعلهم يندفعون إلى الشراء هو التعاطف مع هؤلاء الباعة الذين ضاقت بهم السبل وليجدوا ما يسدون به قوت أطفالهم وأسرهم وأنهم يجدون أنفسهم أمام مأساة إنسانية تحتمهم الوقوف مع هؤلاء الباعة والمتجولين بالأطعمة المختلفة ويقول الأكاديمي عبدالله الحاج انه أحيانا يجد نفسه مضطرا لشراء بعض الأطعمة إذا كان مستعجلا في طريقه إلى العمل وأيضا يعتبرها مساعدة للبائع الذي يقضي معظم وقته تحت أشعة الشمس الحارة .ويرجح عبدالله الإقبال الكبير لشراء هذه الأطعمة إلى رخص ثمنها ثم مساعدة لهؤلاء الباعة الذين فضلوا أن يمتهنوا أعمالا شريفة ولو أنها شاقة وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة والتي فقد الناس معظم أعمالهم ولجأوا إلى ممارسة تجارة البيع في الشارع لتوفير قوت أطفالهم .
ظروف صعبة
ويقول اسعد فتيني وهو بائع « مجلجل « أمام إحدى الحدائق: إن الكثير من الناس تضطرهم ظروف المعيشة إلى العمل بهذه الأعمال الحرة كبيع البطاطا أو البيض في الأماكن العامة أو المتنزهات وبدلا من ذهاب الشخص هو وأطفاله إلى مهنة التسول فهو يمتهن بدلا منها عملاً شريفاً يعيش منه هو وأسرته ومعظم العاملين في هذه المهن البسيطة يحاولون أن يلتزموا بالنظافة كنظافة اليدين والأدوات المستخدمة غير أن البيع في الهواء الطلق قد يسبب انتقال بعض الغبار إلى هذه الأطعمة ويضيف اسعد إن أحد أصدقائه يعمل منذ أكثر من عشر سنوات ببيع الايسكريم على إحدى العربات في الشوارع العامة وانه يعيل 10 أطفال وغيره الكثير ممن يعملون بهذه الأعمال البسيطة .
ويضيف : إن الكثير من أرباب العمل قد تعطلت أعمالهم بسبب العدوان وتوقفت رواتبهم فاضطروا إلى الأعمال الحرة كبيع البطاطا والبيض وغيره من الأعمال الحرة لتوفير متطلبات أسرهم التي باتت تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة .
مخاطر متعددة
وتقول أخصائية الأطفال الدكتورة ليلى العوامي : تحمل الأطعمة المكشوفة التي تباع على الطرقات الكثير من الأمراض المتنوعة والتي تزيد على 250 مرضاً منها التسمم الذي يصيب الأطفال بشكل سريع وقد جاءت الكثير من الحالات الطارئة إلى المستشفى والأغلبية من الأطفال الذين يعانون من التسمم أو التلوث أو الكوليرا التي انتشرت بشكل كبير في أوساط الصغار والكبار حيث يشتري الأطفال الكثير من الأطعمة التي تباع في الشارع كالبطاطا والطعمية والحلويات وغيرها .
وتضيف العوامي وهي طبيبة بمستشفى الثورة العام إن الأطعمة المكشوفة تكون معرضة للتلوث بالبكتيريا والطفيليات وحتى السموم التي تنتجها البكتيريا أو تلوثها بالغبار والمعادن الثقيلة كالرصاص نتيجة تعرضها لعوادم السيارات كما أن الأطعمة المكشوفة تكون غير محفوظة بصورة صحيحة وتتعرض لدرجة حرارة عالية تساعد في نمو البكتيريا وتعفنها.
تجمعات النفايات
الأطفال هم الأكثر عرضة للأمراض ويرجع سبب ذلك إلى تناولهم الأطعمة التي تباع في الشوارع وخاصة أن بعض الباعة يقفون بجوار تجمع القمامة وتنشر الميكروبات والذباب على هذه الأطعمة وتسبب الكثير من الأمراض وخاصة للأطفال وربما قد تؤدي بالطفل إلى الوفاة إذا لم يتم معالجته مبكرا كحالات التسمم .
ويقول عادل ثامر المسؤول الإعلامي بجمعية الهلال الأحمر إن أكثر الفئات الاجتماعية التي تصاب بالأمراض والأوبئة هم الأطفال بسبب الأطعمة المكشوفة وعلى الوالدين مراقبة أطفالهم جيدا وخاصة في ظل انتشار الكثير من الأمراض والاسهالات المائية الحادة ومنها الكوليرا .