مشاكل الإيجارات… نموذج حي على طاولة السلطة

 

صلاح القرشي
*دق باب الشقة التي أسكن فيها أنا وعائلتي .
– ففتحت الباب وإذا برجل يلبس الزي الشعبي الجنبية (العسيب) يسلم علي لا اعرفه بسبب بعض الظلام فقلت له أهلاً نعم أي خدمة.
* رد الرجل بعد السلام بيني وبينه فقال أنا عاقل الحارة .
– فقلت له أهلا وسهلا بك يا أخي، أخيرا تكرمت وزرتنا أينك من زمان كنا منتظرين لك ، بعد أن توقفت مرتباتنا ولم نعد نلاقي ما نواجه به هذه المعيشة الغالية واضطررنا لبيع كل ما نملك خلال هذه الأشهر من مصوغات ذهبية ونتدين من المعارف حتى أننا أصبحنا غارقين من الديون ، وذلك لمواجهة نفقات الحياة ، وكنا منتظرين لك أن تقيد اسماءنا لننال حصة مما توزع في الحارات الأخرى مواد غذائية والتي يتم توزيعها هناك كما قال لي بعض الأصدقاء.
*فضحك عاقل الحارة لكني شعرت أن ضحكته كانت بشيء من الإحراج، وقال لا أنا لم آت من أجل ما تقول، وأخرج من جيبه (ورقتين ) وقال أنا يا أخي مرسل من صاحب العقار (المؤجر) الذي أنت ساكن في شقته يريد أن أسلم لك إنذاراً بإخلاء الشقة. وأريدك أن توقع على استلام الإنذار.
– بمجرد ما سمعته يقول ذلك ، طبعا حصل لي ما يشبه الصدمة وشعرت بالغم والهم كله على بعض في وقت واحد ، فقلت له يا عاقل الحارة أنا موظف في الدولة ومرتباتنا لم تصرف خلال أكثر من تسعة أشهر ، ونحن صابرين على السلطة لأن أعداءنا وتحالف العدوان استخدموا مرتبات الموظفين كورقة في الحرب والضغط علينا لكي يحدث بلبلة وتمرد للناس وتتعرض الجبهة الداخلية لمشاكل وتضعف ويتخلوا الناس عن صمودهم في بمواجهة العدوان. ويضطرون للقبول والاستسلام للعدوان الذي يريد أن يركع شعبنا ويستعبدنا ويفرض الوصايا علينا وينهب ثرواتنا ويفتت ويقسم دولتنا، لذلك نحن صابرون على عدم صرف رواتبنا.
أيها العاقل الطيب العمارة الذي أنا أسكن في شقة منها مكونة من أكثر من 15 شقة بالإضافة إلى محلات تجارية وبدروم كبير كلها مؤجرة وجميعهم مسددين الإيجار لآخر شهر ما عدا أنا ، لأني موظف حكومي وإلى جانبي اثنان من الجيران موظفان حكوميان لكنهما سددا الإيجارات التي عليهما لأن لديهما أعمالاً أخرى ، أما أنا لا يوجد لديّ مصدر دخل ثان لي.
وقلت له يا عاقل أنا كنت ملتزماً مع صاحب العمارة ووفي معه، في تسليمه كل ريال صرف لنا.من الدولة من بعد وقف المرتبات، فكلما صرفوا لنا نصف راتب سلمته لصاحب العمارة ، ولم استفد منه. بشيء ، واستمريت في الاقتراض من أعرفهم لكي نوجه نفقات هذه المعيشة الغالية ، لكي أتجنب مشاكله وصراخه المستمر.
يا عاقل الحارة صاحب العمارة يستلم من جميع من في العمارة إيجارات ومعه إلى جانب هذه العمارة عمارتان، ومعه أكبر مزرعة واسعة وضخمة في تهامة ، ومعه تجاره ومحلات تجارية في صنعاء ، لماذا لا يصبر علينا مثل ما نحن صابرون على دولتنا ، وهو الحمد لله مرتاح وغير متضرر بذلك الشكل الذي تخليه يقوم بتوكيلك بغرض إخراجي من الشقة. .
المفروض يا عاقل الحارة أن يسود مزيد من التكافل والتراحم بيننا نحن أفراد المجتمع اليمني في هذه الأيام القاسية، وخاصة والحرب مستمرة علينا لم تتوقف، ألم يسأل نفسه صاحب العمارة الذي رزقه الله ووسع عليه بظروفنا المعيشية المتدنية ، وكيف يفكر جميع المواطنين في تأمين لقمة عيشهم ومواجهة مصاريف عيالهم في كلياتهم ومدارسهم وهم يدرسون وا إلخ.
يجب أن تفهم يا عاقل الحارة أنكم بإخراجكم لي أو أي مواطن مثلي آخر من مساكننا ، سوف ترتكبون جريمة بحقنا وبحق الإنسانية ، فنحن موظفون حكوميون لن يقبل أي صاحب عقار آخر أن يؤجر لنا شقة أخرى فهم قد امتنعوا تأجير بيوتهم وعقاراتهم وشققهم لأي موظف حكومي لأن الدولة لم تعد تدفع لهم المرتبات .
فأين تريدون أن نذهب نحن وعائلاتنا وأولادنا
*قاطع كلامي عاقل الحارة وقال خلاص يا أخي فهمتك ما تريد وعطف الإنذارات وأدخلها في جيبه، وقال لا داعي لأن توقع بالاستلام فسوف أدخل بينكم وصاحب العمارة وسأعمل على مراجعته في ذلك.
– فقلت يا عاقل الحارة مثلما صاحب العمارة وكلك علي، فأنا أوكلك ضد السلطة لكي تجبرهم أن يصرفوا مرتباتي لكي أدفع الإيجار مثلما تريدون إجباري على الخروج ، أنا لا أتردد ولا لحظة في تسليم إيجارات الشقة بمجرد صرف أي مرتبات لي من الدولة.
* فضحك عاقل الحارة وقال خلاص نلتقي (غدوة) لكي نشوف حل بينكم، وهو طلب أيضاً أن تعمل له سند مالي بمبلغ الإيجارات غير المسلمة ، المهم سنحاول معه وإن شاء الله يرضي ولا يقرر أن يسير في تشنجه ويستمر في الشريعة والمشاكل. ، وقال يا أخي هناك المئات عندي من مشاكل المؤجرين والمستأجرين هذه الأيام والدنيا (معصودة عصيد ).
-وللأمانة فإن عاقل الحارة طلع طيب ومحترم ومتفاهم إلى حد الآن. -قلت أنا موافق ما تراه أنت يا عاقل الحارة أنا بعدك، فقد شرحت لك كل الظروف الذي نحن نعاني منه، وتسالمنا وغادر الأخ عاقل الحارة وتركني في ظلمات من الهموم والكئابة.
فنحن نواجه عدوان غاشم من دول إقليمية ودولية لديها خطط جهنمية تريد تنفيذها ضد شعبنا اليمني، ودولتنا، وفرضت على المجتمع اليمني مشاكل جانبية تضعفه وتضعفه في كل المجالات، بحيث لا يستطيع التفكير حتى في كيفية مواجهة.
السلطة في صنعاء نقول لها هذا مثال حي نسرده أمامكم ، يجب أن تعوا كل ما يحدث في المجتمع من معاناة ، والناس قد وصلت إلى المستويات الخطيرة في حياتهم، التي سوف تؤدي إلى تفشي المشاكل بينهم .
هناك عشرات الآلاف مثلي في صنعاء وفي كل المدن يعانون من مشاكل مع أصحاب العقارات يجب ان تبحثوا عن حلول سريعة لتخفيف ما نعاني من تدهور خطير في معيشتنا ، والتوجه لأصحاب العقارات وعقال الحارات بتوجيهات بتفعيل وإشاعة التكافل والتراحم ، ومن خلال حملات توعوية بكل وسائل الإعلام، تحض على التراحم والتكافل بين أفراد المجتمع اليمني ، وفي خطب المساجد في أيام الجمعة.
وخاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يواجه الشعب اليمني أقوى حرب وحشية عليه ، وهي حرب عدوانية ومستمرة علينا منذ أكثر من سنتين ونصف ويفرض علينا الحصار. الخانق والشامل على دولتنا.
أرجو أن أكون بما شرحت فيما كتبت أن تأخذها سلطتنا في صنعاء والوزارات ذات العلاقة في الحسبان وتقوم بواجبها وتتخذ قرارت سريعة في تخفيف معاناة مواطنيها.

قد يعجبك ايضا