لقاءات بن سلمان.. مخطط جديد أم استجداء التهدئة؟
يحيى صلاح الدين
نحن في زمن سقط فيه المشروع الطائفي التي سعت لأجله إسرائيل طويلا وذلك بفضل الله ووعي وحكمة محور المقاومة المناهض للمشاريع الامريكية الصهيونية وعلى رأس هذا المحور سوريا وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن غير أن هناك مخططاً صهيونياً جديداً ينفذ عبر بن سلمان وبن زايد لإيجاد حرب وصراع إسلامي- السعودية ومصر- من جهة و-تركيا وقطر- من جهة ثانية وبعد ذلك ستفرز المنطقة الى هذين الجانبين. ولعلنا سنشهد مستقبلا تحولات تكاد تكون بمستوى مائة وثمانين درجة في المواقف والسياسات فلنكن على وعي بذلك ولا نخدع ببعض الحركات.
ما يقوم به الصهيوني العربي بن سلمان من لقاءات هذه الأيام لأطراف طالما شن عليها النظام السعودي العداء واعتبرها أخطر من اسرائيل على المهلكة .
هذه اللقاءات بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر صاحب المواقف المتناقضة والمثيرة للبلبلة وكذلك لقاء وزير الخارجية السعودي بوزير خارجية ايران بالتأكيد هذه اللقاءات لا تعتبر تراجعاً وندماً من النظام السعودي تجاه ما اقترفه بحق الطائفة الشيعية بل استجداء للتهدئة ليضمن وضع الترتيبات اللازمة لجلوسه على العرش من جهة ومن جهة أخرى الاستعداد لمواجهة كبيرة محتملة مع النظام الاردوغاني الطامح لإعادة مجد الأتراك بالسيطرة على المنطقة العربية واقامة خلافة عثمانية جديدة بلباس اردوغان المدعوم من امريكا لرغبتها في ايجاد نظام اسلام غربي يساعد في تقبل الاطماع الامريكية وقابل للتطبيع مع اسرائيل.
غير أن المهفوف بن سلمان قدم للامريكي تنازلات كبيرة وابدى استعداده للانبطاح أمام هذا المخطط مقابل تحييد تركيا وضمان بقاء بني سعود في حكم المهلكة.
الحاصل الآن في المنطقة العربية هو سباق لتقديم المزيد من العمالة والانبطاح لكي ترضى عنهم امريكا ولو كان ذلك على حساب دينهم وشعوبهم.
ما يقوم به بن سلمان من لقاءات مع قادة ورموز شيعية ما هو إلا مكر وخديعة لإيجاد شرخ بين أبناء هذه الطائفة من جهة وايجاد انقسام بين محور المقاومة.
إذ أن السخط على أسرة بني سعود كبير جدا لدى شعوب المنطقة نتيجة ما اقترفته هذه العصابة من جرائم بشعة بحق هذه الشعوب ومن الطبيعي أن تغضب عند رؤيتها لمن كانوا محسوبين عليها رموزا وقادة يصافحون المجرم الجلاد في حين أن دماء الأبرياء لم تجف بعد في اليمن وسوريا والعراق وليبيا جراء حروبهم التي اشعلوها ولا زالوا يمدونها بالمال والسلاح ولازالت طائراتهم تقصف المدنيين والأطفال والنساء في اليمن.
كان ولربما تقبل البعض هذه اللقاءات لو كانت الحرب قد وضعت اوزارها أو كانت لأجل طرح وفرض الشروط اللازمة على المعتدي عملها لكف عدوانه.
أما أن تحدث هذه المقابلات وأنا أعلم برغبة العدو استثمارها لصالحه وانها ستحقق مراده في إحداث شرخ وانقسام في الأمة فهذا لا يصح ويعد
إما سذاجة كبيرة إن أحسنا الظن أو خيانة وعمالة وكلاهما فظيع وسقوط مدو سيخرجهما ويحاكمهما التاريخ ويضعهم الى جانب من تجنوا على دينهم وعلى شعوبهم.
فعلاً إنه زمن كشف الحقائق والعجائب وفرز الناس ليس على أساس طائفي أو لون أو عرق بل على أساس حق وباطل صف الى جانب حق شعوبهم في العيش بحرية وكرامة ويكون فيه السني والشيعي العربي والعجمي، وصف الى جانب الباطل الى من باعوا دينهم وشعوبهم ارضاء للمعتدي والمحتل المجرم الغازي ويضم هذا الصف أيضا من السني والشيعي والعربي والعجمي.
لعلنا كما قال السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لعلنا والله اعلم في آخر الزمان الذي يفرز فيه الناس الى صنفين مؤمن صريح أو منافق صريح.. نسأل الله أن يثبتنا على الحق انه على كل شيء قدير.
والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
والله الموفق .