مملكة الإرهاب – 5

 

عبدالله الأحمدي
هل قرأتم مذكرات المستر همفر، الجاسوس البريطاني في البلاد العربية؟؟
الكتاب حوالي خمسين صفحة، لكنه وثيقة تاريخية ذات قيمة عالية، تؤرخ لسيرة الشيطان محمد عبد الوهاب النجدي، كما يلقي الضوء على نشأة دولة آل سعود.
المستر همفر هو ضابط مخابرات بريطاني، قام باستجلاب محمد بن عبد الوهاب من الشام، وعبر به العراق، وإيران وزوجه يهودية من شيراز، بعد أن قال له أنها أسلمت، ثم أوصله إلى الدرعية في الحجاز، ورسم لمحمد بن عبد الوهاب خطة، وأوكل له مهمة تحريف القرآن، وهدم الكعبة، وقد بدأ محمد الوهاب مهمته بهدم أضرحة الصحابة في المدينة، وقتل المعارضين له في الدرعية. وقد بدأ مهمة تحريف القرآن بحذف فعل الأمر ( قل) في بداية كل سورة حل فيها مثل سورة الإخلاص، والناس والفلق، بذريعة أن الأمر كان موجها إلى الرسول، وان الرسول قد مات، وترك لنا القرآن.
وعندما اشتد عود ابن عبدالوهاب، وعرف بذلك ابن سعود اجتمعت هناك سلطتان، سلطة ابن عبد الوهاب الدينية المعطلة، وسلطة ابن سعود القبلية العشائدية، وهنا فكر المستر همفر في جمع السلطتين في سلطة واحدة، كما هو مرسوم، ومخطط من الدولة العظمى بريطانيا. فجمع ابن عبد الوهاب مع ابن سعود في الدرعية، وأطلق على الأول الشيخ وعلى الثاني الأمير، وقال للشيخ منك المذهب، ومن آل سعود القوة وتقيمون دولة على طول الجزيرة العربية، ثم توالت غزوات ابن سعود، وقتله للمواطنين بتهمة الكفر مدعوما بفتاوى ابن عبد الوهاب النجدي.
وفي خضم هذه التحولات، سأل المستر همفر الشيخ: لماذا لا تهدم الكعبة، فرد عليه الشيخ أن المسألة تحتاج إلى وقت.
وعندما حاصر ابن سعود المدينة المنورة، طلب من القائم على الحرم المدني تسليم مفاتيح غرفة قبر الرسول ظنا منه أن الغرفة تحتوي على مخزون من الذهب، ولكنه عندما فتح تلك الغرفة لم يجد شيئا، فركض برجله قبر الرسول، قائلا: أين الذهب الذي قالوا انه مركوم عند قبرك؟؟
كتب المستر همفر إلى وزير المستعمرات قائلا: ان الشيخ يطلب منه ( شيئا ) وتحت شيء هذه اعملوا خطأ ثم فسروها كما تريدون.
الوهابية هي نسخة من التدين الفاسد أنتجته الصحراء، ودمغته بالتشدد والتطرف والاستباحة. آل سعود أعجبهم هذا التفسير للتدين فضربوا الوتر عليه. ومن يومها اعتنقوا التطرف وشجعوا عليه، ووصل بالوهابية إلى تكفير كل من يخالفهم، ثم بدأوا جهاد من خالفهم مستبيحين الدماء والأموال، فغزوا العراق، واليمن وكل ما جاورهم، فقتلوا ونهبوا، واستباحوا المحرمات، واعتبروا كل من خالف تعاليم الصحراء كافراً يجب قتله، وسلب أمواله، وسبي نسائه. ومن يومها أسسوا للتكفير والإرهاب بما نفهمه اليوم. لقد أسس آل سعود بيئة منتجة للتطرف والإرهاب، وشجعوا ومولوا هذا المشروع في الداخل والخارج.
من يعاقب الناس على نواياهم، ويحاكمهم على آرائهم، ويدعون في مساجده بعد كل صلاة على هلاك النصارى واليهود والعلمانيين، ومن يوزع كتيبات التكفير على طلاب المدارس، كجزء من المنهج العام، ومن تصدر محاكمه أحكاماً بالإعدام على متهمين بشهادة الجن، ومن تخاطب فضائياته الجن قبل الإنس، ومن يفتي علماؤه بعدم دوران الأرض، كل من يعمل ذلك إنما يهيئ بيئة تنتج الإرهاب. بالتأكيد أن هناك علاقة بين السياسة والثقافة، وآل سعود يتعمدون صناعة الخرافة، وتصدير الإرهاب من أجل البقاء على كرسي الحكم أطول فترة ممكنة.
هكذا هم يتوهمون، لكني أعتقد أن الدور قادم عليهم، فهم اليوم يتهمون قطر بتمويل الإرهاب، وهم أكبر ممول للإرهاب. وغدا سيتوجه الاتهام إليهم، وعلى كل حال فترامب رجل بزنس لا يرحم، وقد صرح في حملته الانتخابية، انه سيأخذ نفطهم، وأموالهم لأن أمريكا محتاجة لذلك، وما جمعه عند زيارته للرياض هو الخطوة الأولى في طريق الابتزاز.
اعتقد أن بلدان الخليج والسعودية سيتم احتلالها وتقسيمها، عاجلا، أم آجلا، والمسألة هي مسألة وقت، فالنطام الراسمالي بلغ ذروة أزمته، وحل هذه الأزمة لن يكون إلا باحتلال منابع النفط، وهذه الخطط موضوعة منذ العام 1973 م عندما أوقف العرب تصدير النفط الى الغرب. ، ولكن الظروف حينها لم تكن مواتية.
الوهابية فرقة ضالة ومضلة، منحرفة عن الإسلام الرسالة المحمدة، بل ومعطلة، تدعي ان الدعاء لا ينفع، وان الأموات لا يتوسل بهم، ومنهم الرسل، وهذا كان سبب طرد محمد بن عبد الوهاب من حلقات الدروس التي كان يتلقاها على يد مشايخ أعلام. ضل الشيطان الطريق وأضل معه نفر كثير، وجاء المال السعودي ليدعم هذا الضلال.
ترك آل سعود الوهابية أن تعبث بالإسلام وبعقول المسلمين، شريطة الا يقتربوا من السلطة. فدمغوا التعليم بالتطرف، وافسدوا الدين، والدنيا. آل سعود منافقون، يقولون ما لا يفعلون، يدعون الإسلام وهم أبعد ما يكونون عنه، بل هم يقومون بتدمير الإسلام المحمدي الرسالي الثوري.
مساجدهم تلعن وتكفر، وتدعو بالهلاك على اليهود والنصارى، لكنهم يخطبون ود اليهود والنصارى، ويجزلون لهم العطاء، ويتآمرون معهم ضد الإسلام والمسلمين. انظروا كيف بذلوا المال للأمريكي القذر ترامب، الذي عاد متباهيا بما جلبه من أموال.
آل سعود غارقون في شهواتهم، لا يفيقون من سكراتهم، ومن يدير الحكم هو الغرب المكلف بحماية هذه الجرثومة اللعينة. يصرفون المليارات على أعداء الأمة، والملايين على العاهرات، والأمة تتضور جوعا، وليتهم يقفون عند هذا الحد، بل تجاوزوا في إذاهم إلى صرف المليارات على تدمير الشعوب، وقتل المسلمين، وتصدير الإرهاب، وما يحدث في اليمن وسوريا، وليبيا والعراق، هي مؤامرة ضالعة فيها، مملكة الشيطان، ومشيخات البغاء في الخليج، لكن انظروا كيف فضحهم الله يشهدون على أنفسهم، بما يفعلون. (وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون. )

 

قد يعجبك ايضا