الثورة/ يحيى الشامي
شهدت جبهات ما وراء الحدود في الأسبوعين الأخيرين تطورات ميدانية نوعية وفاصلة وبالإمكان أن تؤسس لخطوات تصعيدية جديدة وبالتالي لفصل جديد من فصول المواجهات العسكرية بين الجيش واللجان الشعبية من طرف وجيش العدو السعودي وقطعان مرتزقته من جهة أخرى.
مؤخّراً انتقلت موجة التصعيد لقوات الجيش واللجان الشعبية صوب أقصى موقع عسكري سعودي المعروف بموقع مجازة شرق عسير والمحادي لنجران ، وهو قلعة جبلية صخرية شيّدها حرس الحدود السعودي قبل أعوام غير أنّه كثف حضوره العسكري فيها مع بداية العدوان جنوب عسير وبالتحديد في مدينة الربوعة ، وهي العملية التي عززت مكامن القلق لدى العدو السعودي فدفع بوحدات قتالية من جيشه وقواته لسد كل ما كان يظنه ثغرة قد يُبادر الجيش اليمني واللجان للهجوم من خلالها ، ينطبق هذا التوصيف الى حدٍ كبير على جبهة مجازة ، فالموقع الجبلي اشتهر لدى مهربي المُخدرات “الحشيش” بمنفذ عبور يحظى بحماية وتسهيلات حرس الحدود السعودي نفسه والذي عمل الكثير منهم – من بينهم ضباط وقادة عسكريون – في تجارة الممنوعات ضمن مافيا المخدرات ، والمجازة ،قبل أن تتحوّل الى جبهة وخط مواجهات بفعل الهجمات اليمنية والاستهداف المدفعي والصاروخي ، أحد اكثر المواقع الجبلية النائية عن السكان والبعيدة عن الأنظار ، وقد تفاجأ جيش العدو السعودي كثيراً حين شنّ عليها المقاتلون اليمنيون أول عملية هجومية مطلع العام الماضي يومها تمكّن الأخيرون من قتل أعداد كبيرة من حامية وجنود الموقع بالإضافة الى تفجير برجه الاسمنتي الرقابي ، وإحراق عدد من الآليات وناقلات الجند ، واغتنام كميات من الأسلحة المتوسطة والخفيفة مع ذخائرها.
العملية الأخيرة قبل أيام على ذات الموقع والتي واكبها الإعلام الحربي بمشاهد وثقت الاقتحام والتنكيل والتفجير وتصفية الموقع وملاحقة الجنود السعوديين ، أكّدت بالنسبة للعدو السعودي امتلاك اليمنيين قدرا كبيرا من القوة والإرادة على خوض معركة الردع التي تدخل مرحلة التصعيد المجابه للتصعيد ، وتشير العملية أيضاً من الناحية الجغرافية إلى مدى تفوّق اليمني على التعقيدات الميدانية العسكرية المصطنعة بمبالغة من قبل الجيش السعودي والتي ظل يُراكمها ويعزّزُها منذ أشهر قاربت العام منذ أول هجوم على الموقع ، فالمقارنة بين مشاهد الاعلام الحربي لأول عملية وهذه الأخيرة تبيّن تزايد الخسارة السعودية بشكل لافت بين الهجومين لصالح الهجوم الأخير ، وهو مثال واضح وبسيط على أن احتماء الجنود السعوديين خلف ترسانة من الأسلحة والمدرعات والتحصينات والتعقيدات الرقابية الالكترونية والاسمنتية ، لا يمثل عاملاً في تماسك خطوط دفاعه وحمايتها من الهجمات اليمنية ما تعني إضافة مزيد من الخسائر اللاحقة به.
على الصعيد الميداني أعلنت القناصة اليمنية مقتل ثلاثة جنود سعوديين في عمليات قنص متفرقة إحداها في موقع نشمة ، والأخرى في رقابة الزج والثالثة قبالة منفذ علب ، كما لقي عدد من الجنود السعوديين مصرعهم إثر قصف مدفعي طاول مواقعهم خلف مجمع الربوعة ، وشرق مدينة الربوعة وكذا طاول القصف تجمعات لمرتزقة الجيش السعودي قبالة منفذ علب بعدد من قذائف المدفعية.
وفي نجران استمر القصف المدفعي والصاروخي على تجمعات ومواقع وتحصينات ومعسكرات الجيش السعودي ومرتزقته اليمنيين, ففي قيادة سجلت وحدة الرصد وقوع إصابات مُحققة إثر قصف لموقع بعدد من صواريخ الكاتيوشا ، واستهدف قصف مدفعي تحصينات ومواقع الجنود السعوديين في موقع نهيقه وموقع مستحدث المخروق وموقع مستحدث السديس محققا إصابات مباشرة.
كما أعلنت القناصة اليمنية في جبهة الشرفة قنص مرتزق شرق جبل الشرفة ، وقبل يوم تناقلت مصادر إعلامية خبر مقتل المنافق القيادي شكري العولقي في جبهة البقع بنيران الجيش واللجان الشعبية.
كما أن الأرقام التي أعلنتها مصادر في الجيش واللجان تشير الى خسائر قوات العدوان خلال الشهر الماضي ، يكون الجزء الأكبر منها من نصيب الجيش السعودي خاصة في ما يتعلّق بالعتاد العسكري من آليات ومخازن سلاح ، وبالمثل فاكثر من نصف الضربات الصاروخية التي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية توجهت صوب أهداف عسكرية سعودية تقع في خطوط النار على الجبهات أو المعسكرات ومراكز الإمداد القريبة ، علاوة على الصواريخ الباليستية التي أطلقت نهاية الشهر الماضي على أهداف عسكرية كُبرى في عمق المملكة وخارج خارطة توقعاتها وحساباتها.
فيما لاتزال تداعيات الخسائر الكبيرة التي تكبدها جيش العدو السعودي في مواقع جيزان إثر عملية الاجتياح الأخيرة لمواقعه في محيط مدينة الخوبة تتبدى تباعاً بسبب سياسة التكتم السعودية التي تنتهجها المملكة في عدوانها على اليمن وهي هذه المرة أكثر خشية من الإفصاح عنها أو الإشارة اليها برغم ذيع صيت المعارك عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، و في ما تنشره الصحافة الغربية.