السعودية وفلسطين.. بين التهويد والتطبيع.. والتضييع
علي إبراهيم مطر
تسير السلطات الصهيونية على قدم وساق في تهويد القدس، ومعها تسير السعودية في التطبيع .. والتضييع. مساران لا ينفصلان فلو لم يتجرأ بعض العرب على التنازل عن قضية الأقصى، ما تجرأ الكيان الصهيوني الغاصب بالتطاول على المقدسات في فلسطين.
صنوان هما السعودية الوهابية والصهيونية وشريكان في كل ما يتعرض له العرب والمسلمون من مجازر عبر التاريخ، ولعل الأصول تجمعهما وتساعدهما على التكاتف في قتل أمتنا وتشويه صورة الإسلام.
ومن المعروف والمشهور بين كبار المشايخ في الجزيرة العربية أن أول الإجراءات التي قام بها عبد العزيز(بن سعود) بعد احتلال الجزيرة بمساعدة بريطانيا هو حركته السريعة نحو نجران لتطويق كل ما يمكن أن يثبت الوجود اليهودي.
ويشير عضو الفريق البلجيكي فيليب ليبنز في كتابه “رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية” إلى رسالة لشخص يهودي يطلب فيها الدخول إلى مواقع أثرية، حيث قام الفريق المرافق بتصوير وعمل خرائط وإحداثيات لآلاف المواقع والآثار والأماكن والتي رتبها الفريق لاحقاً كوثائق ومراجع للحفاظ على آثار اليهود وحفظت هذه الوثائق لدى المنظمات اليهودية.
ويكشف السيد محسن الأمين في كتابه “كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب”، انه “في أمسية من أماسي عام 1937 كان ركب السير جون فلبي الانكليزي الشهير الذي صار الحاكم الفعلي للسعودية والموجه لسياستها والمدبر لأمورها – كان ركب فلبي هذا يدخل مدينة نجران في رحلته الشهيرة التي مضى فيها بعد ذلك إلى الربع الخالي، وكان في الركب رفيق لفلبي أحد شيوخ النجديين الشيخ محمد التميمي. فما أن استراح فلبي من وعثاء السفر حتى راح يسأل في نجران عن أسرة يهودية وعن عميدها المسمى يوسف ليسلمه أمانة مالية مرسلة من الملك عبد العزيز بن سعود، ثم مضى فلبي يصحبه التميمي وسلم فلبي ليوسف المذكور خمسمئة ريال فضية، من العملة المنقوش عليها اسم ماري تيريز وهي العملة المتداولة في اليمن،.. إن السعوديين من أصل يهودي إذ يرجعون بنسبهم إلى يهود نجران، ومن أبناء أعمامهم اليهودي النجراني يوسف المتقدم ذكره والفائز بصلات الملك السعودي ومبراته والذي يلتقي نسبه مع آل سعود في الجد السادس وقد تفرع الجميع من اليهودي سليمان اسلايم الذي كان له ولدان أحدهما اسمه (مقرن) وهو جد آل سعود بينما الولد الآخر جد يوسف”. للمزيد الاطلاع على نسب آل سعود في الكتاب نفسه”.
التطبيع على قدم وساق
ويتكشّف يومًا بعد يوم قدم التطبيع والتضييع بين السعودية والكيان الصهيوني. قبل فترة قصيرة، نشر المغرّد “مجتهد” فصول علاقة تجمع الرياض بـ”تل أبيب” وتعود الى عقود ماضية لطالما عملت المملكة على تعزيزها وراء الكواليس.
كاتب إسرائيلي يكشف معالجة الملك على يديّ طبيب صهيوني
وبعد أن سرد “مجتهد” حكاية التطبيع العتيقة بين الجانبين والتي تبيّن أن المملكة تواصلت مع الكيان الصهيوني طوال العقود الماضية عن طريق (الملك) سلمان منذ كان أمير الرياض، وعن طريق عادل الجبير (وزير الخارجية الحالي) حين كان شابًا متدربًا على يد بندر بن سلطان في السفارة السعودية في واشنطن عندما عيّنه مساعدًا له لشؤون الكونغرس، يروى الكاتب الإسرائيلي في موقع “المصدر” يردين ليخترمان قصة طبيب الملك السعودي السابق فهد بن عبد العزيز “موشيه ماني” الذي انتدبته سلطات الاحتلال لمعالجة داء الملك المستعصي.
إذا، بعد هذا السرد، ليس بعيداً عن ال سعود أن يبيعوا العرب وفلسطين والقدس، وليس مستغرباً منهم الذهاب نحو التطبيع والرجوع إلى أصولهم، ولم يبق إلا أن يعلنوا ذلك للعيان، لكن ما يمنعهم هو الخشية من قيام الشعب السعودي عليهم منعاً للتطبيع مع الكيان.
نقاهة في المغرب
أسئلة كثيرة تسأل عن المواقف السعودية بدءاً من المجازر التي ترتكبها في اليمن وصولاً إلى العراق وسوريا عبر أدواتها من أجل تدمير دول عربية ممانعة خدمة للمشاريع الصهيونية التوسعية. وأسئلة كثيرة تسأل عن تغاضي النظام السعودي عن كل ما يرتكبه الصهاينة بحق الفلسطينيين من اعتداءات، وبحق القدس من تعديات وسياسات ماضية نحو التهويد..وإغلاق للمسجد الأقصى وقبة الصخرة.
من المؤسف أن الملك السعودي يسافر إلى المغرب ويبذخ ويسرف الأموال من أجل ترفيه نفسه، تاركاً قضايا الأمة بايعاً همومها، متغاضياً عما يحصل من قتل وإرهاب وتدمير، وتأتي بعض صحف النظام السعودي لتدعي أن الملك السعودي استطاع إعادة فتح أبواب الأقصى وتسوية الأزمة وهو غارق في إسرافه وتبزيره ونقاهته وترفه.
أين هم آل سعود مما يحصل اليوم في فلسطين، أين هم من الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأقصى، من المعيب هذا الحديث الذي يريدون من ورائه الالتفاف على دماء الفلسطينيين الذين يدفعون أرواحهم وكل ما يملكون للدفاع عن المقدسات فيما ملك السعودية غارق في أهوائه، وأنور عشقي لا ينفك عن لقاء الصهاينة والتشدق بالتطبيع معهم، وقيادات سعودية تلتقي بالموساد للتنسيق في بناء العلاقات الأمنية.
من المعيب حديث السعوديين عن مساع للملك السعودي، وهو غارق في ملاهي المغرب لا يدري ما يحصل، فيما أبناء فلسطين يسطرون البطولات ويقدمون الشهداء والجرحى ويفترشون الطرقات دفاعاً عن الأقصى، هذه الأكاذيب لم تنطل على أبناء أمتنا، فالسعودية
التي تتشارك مع العدو الصهيوني في قتل الشعب اليمني لن تساعد الفلسطينيين، والسعودية التي ترسل السلاح والإرهابيين
الوهابيين لتقتل الشعب السوري المدافع عن فلسطين لن تخدم قضية الأقصى، والسعودية التي تحيك المؤامرات للشعب العراقي المنادي بمقدسات فلسطين وتقتل شعبها في العوامية، لن تقف بوجه “إسرائيل” لا بل أنها ستسكت دائماً لكي تبني علاقاتها مع الموساد ولم يبق أمامهم إلا إعلان هذه العلاقة.