العدوان وليس غير العدوان

عبدالفتاح البنوس
تحصل التباينات والاختلافات في وجهات النظر وعلى خلفية بعض المواقف والتصريحات بين القوى والمكونات السياسية الوطنية المناهضة للعدوان وهذا في حد ذاته من المسائل الطبيعية التي قد تحدث ولكن المشكلة التي تتسبب فيها هذه التباينات والاختلافات أن البعض يجعل منها منطلقا لكتاباته ومنشوراته ويعملون على تجنيد أنفسهم لتغذيتها وتحويلها إلى مادة إعلامية يسخرون كل طاقاتهم ويقضون جل وقتهم في ( اللت والعجن ) فيها ، وكأن كل شيء في البلاد على ما يرام ولم يعد هناك غير هذه ( البعاسس ) للحديث عنها ، وإثارتها مع مراعاة إضافة بعض (البهارات والمقبلات ) التي هي كفيلة بتسخين الأجواء ورفع نسبة توترها بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان .
هناك أخطاء وسلبيات وتجاوزات قد تحصل هنا أو هناك ، من هذا الطرف أو ذاك، ومن المفترض أن يتم احتواء ومعالجة و تجاوز هذه الأخطاء و السلبيات والتجاوزات في إطار المكونات والقوى السياسية أو عن طريق المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني باعتبارها المسؤولة عن ذلك ،لا أن تتحول هذه البعاسس إلى منطلق للمهاترات والمناكفات وإثارة الأحقاد والضغائن ، لنجد أنفسنا وقد انحرفنا عن الخط والمسار الذي يجب علينا أن نسلكه ، والمهام والمسؤوليات التي يجب علينا القيام بها في مواجهة العدوان، وتحولنا دون أن نشعر إلى أدوات تعمل لخدمة العدوان ، في الوقت الذي نغفل عن مواجهة العدوان والتصدي للمؤامرات والمخططات التي يسعى العدوان لتمريرها وإنفاذها ،لدرجة أن هناك العديد من الكتاب والصحفيين والناشطين تحولت صفحاتهم إلى مساحات للتحريض والتأليب والشحن ضد القوى الوطنية، ولم يعد لهم من اهتمام غير إشعال الفتنة وتعقب التجاوزات والأخطاء الفردية أو حتى الجماعية وإثارتها، والبعض ذهب إلى التهويل والترويج للشائعات والأكاذيب والافتراءات التي تعمل مطابخ خاصة على إنتاجها وفبركتها .
ولا أعلم لماذا لا يتم تفعيل جانب الرقابة التنظيمية في إطار المكونات السياسية بحيث يخضع كل من يخالفون الإجماع الوطني ويعملون على شق الصف الوطني وتفكيك وحدة وتماسك الجبهة الداخلية دونما مواربة أو تماه معهم ؟!! وخصوصا عندما يصل طرح هؤلاء إلى المستويات والخطوط الحمراء التي لا يمكن القبول بها أو تجاوزها على الإطلاق ، لا نريد أن نهمل ونترك العدوان وجرائمه اليومية وننجر خلف المهاترات والمناكفات والسجالات ذات الطابع الحزبي والطائفي والمناطقي والخلافات والمصالح الشخصية فهذا هو ما ينشده العدو ويسعى نحو تحقيقه، والكثير منا يساعدهم على ذلك بقصد أو بدون قصد، يجب أن نسخر طاقاتنا وجهودنا لفضح وتعرية آل سعود وآل نهيان وتحالف البعران ومرتزقتهم من خونة الداخل الذين يمثلون جمهورية الرياض الفندقية ، وإطلاع العالم على وحشيتهم وإجرامهم وصلفهم وتسليط الضوء على معاناة أبناء الشعب اليمني جراء العدوان والحصار .
الوطن يحتم علينا أن نترفع عن الصغائر ، والعمل على تغليب المصلحة الوطنية على ما دونها من المصالح الحزبية والشخصية ، وبدون زعل يكفي دعممة ومماطلة وتسويف واستهتار بتضحيات الشهداء والجرحى ومعاناة الأسرى وأوجاع ومعاناة أبناء الشعب ، يكفينا مناكفات ، وترهات ، وبعاسس ،وسجالات ونقاشات عقيمة لا تخدم سوى أعداء اليمن واليمنيين ، لماذا لا نؤجل خلافاتنا وتبايناتنا إلى ما بعد انقشاع سحابة العدوان ومن ثم يتم الخوض فيها والأخذ والرد حولها ؟!!تعبنا يا جماعة الخير فيكفينا ما نحن فيه وزيادة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا