الثورة نت../
على وقع الصفقات العسكرية السعوديّة بمئات المليارات، من ضمنها انظمة دفاع جوّي بعشرات المليارات، تواصل القوّة الصاروخيّة اليمنية في استهداف العمق السعودي. فبعد أيام قليلة على استهداف مصافة نفط سعودية، وإعلان الجانب اليمني دخول مرحلة ما بعد الرياض، أعلنت القوة الصاروخية استهداف قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف بعدد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى نوع بركان 1، ليؤكد مصدر في القوة الصاروخية نشوب حرائق القاعدة الجوية إثر قصفها بصواريخ باليستية عدة.
تطور كبير شهدته الساحتين اليمنية والسعوديّة وذلك عقب استهداف مصافي تكرير النفط السعودي في محافظة ينبع بصاروخ بركان 2-H الباليستي، سواءً فيما يخصّ أهميّة الموقع باعتباره مصفاة بترول تابعة لشركة أرامكو السعودية، وتعمل بطاقة تكرير تبلغ 250،000 ألف برميل يومياً، أو فيما يتعلّق بقطع الصاروخ أكثر من 900 كيلومتر فوق الأراضي السعوديّة، وحالياً صاروخ قاعدة الملك فهد الجويّة، رغم وجود أنظمة الدفاع الجوّي الأمريكية الصنع، السعوديّة الدفع.
قناة الـ(CNN) الأمريكية تحدّثت عن هذه النقطة مشيرةً إلى أنّ “الصاروخ طار مئات الكيلومترات فوق السماء السعودية، رغم إنفاق المملكة لمليارات الدولارات لشراء التكنولوجيا الأمريكية المضادة للصواريخ، بما فيها صواريخ باتريوت”.
الحكومة السعوديّة التي لم تعلق فورا على إطلاق الصاروخ المذكور، حاولت التهرّب عبر نفي الامر إذ ذكرت وكالة الانباء السعودية اليوم التالي (الأحد) ان محولا كهربائيا يقع عند بوابة مصفاة سامريف اشتعلت فيه النيران نتيجة لارتفاع درجة حرارة الطقس، وان الحريق لم يسفر عن خسائر بشرية أو مادية، إلا أن القناة الأمريكية نقلت عن مسؤليين أمريكيين أثنين بوزارة الدفاع الأمريكية، “تأكيدهم إطلاق المتمردون الحوثيون في اليمن، صاروخا باليستيا، يوم السبت الماضي، نحو السعودية”، لتضيف القناة في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني ان أحد المسؤولين وصفه باسم سكود، وقد “تم إطلاقه من منطقة يسيطر عليها الحوثيون بالقرب من صعدة- شمال اليمن، وأن الصاروخ طار نحو 930 كيلومترا قبل السقوط بالقرب من الساحل الغربي للسعودية”. وأبلغ أحد المسؤولَينْ الأمريكيَينْ الأثنين شبكة “سي ان ان” أن اطلاق هذا الصاروخ كان أمرا مثيرا للاهتمام كونه حلق لمسافة اكثر من اي صاروخ اخر اطلقه الحوثيون من قبل.
يبدو واضحاً أن أنظمة الدفاع الجوّي الأمريكية التي أنفقت عليها السعودية أموال طائلة فشلت في شلّ فعاليّة الصواريخ البالستية اليمنية، الأمر الذي يكرّس معادلة جديدة تسمح للجانب اليمني برسم خطوط حمراء ستدفع الرياض تكاليف باهظة في حال عمدت إلى تخطّيها.
التأكيد الأمريكي، من قبل وزارة الدفاع، ليس بريئاً، بل ربّما يهدف إلى توريط السعوديّة بصفقات أنظمة دفاع جوّي جديدة، سواءً عبر تعزيز الأنظمة القائمة، أو إقناع الجانب السعودي بنظام دفاع جوّي متعدّد السطوح، كما في الكيان الإسرائيلي، وفي هذه الحالة تكون الرياض قد وقعت في الفخ، مقابل أن تحصل الخزينة الأمريكية على مليارات جديدة، إلا أنّه لا ضمانة في شلّ قدرات الصواريخ اليمنية.
اللافت في الاستراتيجية اليمنيّة الجديدة استهداف القاعدة بعدد من الصواريخ، ليس صاروخ واحد، بغية ضمان استهداف القاعدة في جال نجحت الدرع الصاروخيّة في إسقاط أحد الصواريخ، ولعل هذا الأمر قد يعزّز الذريعة الأمريكية في حلب البقرة السعوديّة، وفي رؤية ترامب تجاه الرياض.
لن يجدي النفي السعودي نفعاً، خاصّة بعد التأكيد الأمريكي على استهداف المنشأة النفطيّة، وهو تأكيد قد يتكرّر اليوم في استهداف قاعدة الملك فهد الجويّة، ولاحقاً في ضربات بالستيّة أخرى.
اليوم، خسرت السعوديّة مرّتين، الأولى بسبب الضربة ونتائجها، والثانية بسبب وقوع الرياض في الفخّ الأمريكي، وقد تصبح ثالثة في حال أقنعت واشنطن الجانب السعوديّ في إبرام صفقات عسكريّة جديدة تتعلّق بأنظمة الدفاع الجوّي.
* الوقت