تقرير/ هيثم القعود
حقق تجار الهواتف النقالة خلال الثلاث السنوات الماضية أرباحاً سريعة نتيجة ظهور أصناف متعددة وشركات جديدة استطاعت اكتساح السوق اليمني ورفده بأحدث الأجهزة وأرخصها سعراً والتي تتناسب مع الظروف الحالية. حيث أن تجارة الهواتف الذكية حاليا أصبحت غير مقتصرة على التجار أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة قط, بل أصبحت متاحة للجميع ولمن يمتلك مبلغاً محدوداً لا بأس به لخوض تلك التجربة والعمل بها كونها أصبحت تجارة رابحة بنسبة 85% مع وجود عراقيل طفيفة لا كبيرة المخاطر . حيث أن الأمر لم يصبح فقط تجارة الهواتف النقالة, بل أصبحت هناك ملحقات تتبع تلك التجارة كالاكسسورات المتنوعة المتعلقة بالهاتف وقطع الغيار لها.. في هذا الاستطلاع نستكشف قصصاً لأشخاص خاضوا في تلك التجارة وحققوا مبيعات عالية .. نتابع:
ربح سريع
(وليد الذبحاني) واحد من الشباب المثابرين استطاع خلال عامين وفي وقت قياسي سريع تثبيت اسمه في السوق الذي يقطن كيانه التجاري بشارع القصر بصنعاء من تحقيق نسبة مبيعات عالية من خلال بيع الهواتف الأمريكية المصدرة عن طريق موقع iBay الذي يعتبر كأكبر سوق تجاري عالمي يحتوي أنواعاً عديدة من الحاجيات المتنوعة . حيث يقول (وليد) عن بدايته في البيع :أن بداية الغيث بالنسبة له كانت بشراء كميات محددة بحوالي (20) هاتفاً نقالاً وعرضها على أشخاص يقطنون في الحي الذي يسكنه, وفي عمله الحكومي,وأيضا مواقع التواصل الاجتماعي ..أما الآن وبعد مرور عامين استطاع (وليد) أن يخوض تجارة الهواتف النقالة بمعدل (250) جهازاً ذكياً، إضافة إلى بيع الملحقات والذي قال بأنها أكثر نسبة أرباح تتواجد في الأشياء الصغيرة كالبطاريات والاغلفة والسماعات وغيرها من الملحقات.
ماركات متعددة
أيقنت تماما أن الظروف الاقتصادية الأخيرة بالبلد جعلتنا نبحث عن مشروعنا الخاص بكل جدية , ووراء كل شدة انفراج .. هكذا هي كانت كلمات (مبارك الحجاجي) الذي اتخذ تجارة الهواتف الذكية بالنسبة له كعشق قبل أن تكون تجارة وربحاً .
مبارك أردف لـ”لثورة الاقتصادي”: قصته في بيع الهواتف الذي أصبح العالم اليوم يحتوي على العشرات من الماركات المتعددة للهواتف والنقالة المتعددة الأسعار وهذا بالنسبة لنا فرصة لخلق رغبات متعددة للزبون بمايتلاءم مع طبيعة دخله الوظيفي. لذا يجد (مبارك الحجاجي):أن أفضل طريقة للتعريف بالتجارة الخاصة بك عن طريق الإعلانات الممولة بالفيس بوك وما يربطه من مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت اليوم وسيلة سهلة للتواصل ما بين الزبون والمالك.
أما الشاب (ماجد الشميري) البالغ من العمر 23 قرر أن يسلك طريق حياته بالعمل في مشروعه الخاص إضافة إلى كونه طالباً في كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء. (ماجد) فضل الخوض في بيع الألواح الرقمية المعروفة ب( الايباداو التاب) في ركنه التجاري الكائن بشارع صخر ببيع تلك الأجهزة التي لاقت اليوم روجاً لكثير من اليمنيين كونها أصبحت بديلة عن الحواسيب النقالة (اللابتوب)لما لها من سهولة في الحمل وقليلة في التكلفة.
(ماجد)أضاف في حديثه لنا: أن السوق اليمني أصبح اليوم يحمل ماركات متنوعة مدموجة بماركات مقلدة وسيئة الجودة، لهذا يفضل 75% من الزبائن شراء ماركات معروفة مثل Samsung, Apple, Lenvo .. ناهيك عن الأجهزة الصينية المقلدة التي لا تستمر لدى الزبون أكثر من 3 أشهر إلا ووجد خللاً مصنعياً . وعن كمية المبيعات التي يبيعها ماجد أكد:أن نسبة المبيعات تختلف من شهر إلى شهر لكن بالمنظور العام يجد ماجد أن المبيعات جيدة جداً حتى وإن حصل عجز في البيع خلال الشهر السابق يليه الشهر التالي بفائض ربح يعوض الخسارة السابقة بما فيها.
هوس تكنولوجي
طبيعة الاتصال والتواصل بين البشر أصبح مهماً جدا خصوصا إذا كان الوسيط بين الطرفين (هاتف ذكي) فهو يسهل الاتصال بصورة كبيرة جدا مما تتخيل.. هكذا هي كانت ردة فعل (أمل فاضل) واحدة من المستخدمين لتلك الهواتف الذكية. حيث تشير (أمل) في قولها إلى أنه ما تمر فترة بسيطة تتجاوز 5 الأشهر إلا وأقوم بتبديل هاتفي بإصدار جديد كوني لدي الهوس المفرط في تتبع آخر إصدارات التكنولوجيا وما تحتويه من تطبيقات وبرامج جديدة بالرغم من قلة مستوى الدخل لدي.