بالمختصر المفيد.. النخب ومواجهة العدوان
عبدالفتاح البنوس
النخب السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والدينية هم صفوة المجتمع وواجهته أمام العالم وهم مشاعل التنوير وأدوات الرقي والتطوير في كل الدول، وعليهم تعول الشعوب والأنظمة في تحقيق ذلك، وخصوصا عندما تتعرض الأوطان للمخاطر ومدلهمات الأحداث والخطوب، ففي مثل هكذا ظروف ينبغي أن تتصدر النخب المختلفة مشهد المواجهة والتصدي وأن تتفاعل مع ذلك بمسؤولية وحرص على المصلحة الوطنية .
وفي بلادنا وعقب قيام صهاينة العرب بشن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي تباينت مواقف وتوجهات وردود أفعال النخب بحسب الميول والرغبات والمصالح والقناعات والثوابت الوطنية، فهناك من النخب الذين سقطوا في شراك العمالة والخيانة والإرتزاق وباعوا كل شيء من أجل مصالحهم وخدمة أهدافهم ووقفوا مع الغزاة الطامعين البغاة المعتدين وشرعنوا للعدوان والحصار والقتل والدمار ، ومنهم من حملوا السلاح والتحقوا بجبهات العدوان وقاتلوا وما يزالون في غيهم وإجرامهم، وسخروا جل وقتهم وطاقاتهم من أجل تجميل وتحسين صورة القتلة والمجرمين والغزاة والمحتلين ومرتزقتهم ، والإساءة والتهجم على أبناء اليمن الشرفاء على خلفية وقوفهم مع الوطن ودفاعهم عن الأرض والعرض والسيادة والإستقلال والكرامة ، وهؤلاء نماذج قذرة لاقيمة ولا وزن ولا مكانة لها، فهي نخب محتقرة حتى من قبل أسيادهم وأولياء نعمتهم.
وهناك نخب وقفت على حياد وتوارت عن الأنظار ولزمت منازلها ومنهم من غادر للإقامة خارج الوطن وفرضوا حولهم حالة من العزلة والقطيعة وكأنه لا يعنيهم ما يحصل في بلادهم وما يتعرض له وطنهم، وهؤلاء على قسمين: القسم الأول يرى فيما يحصل فتنة ويفضل الحياد ، والقسم الثاني : في حالة ترقب ومتابعة للأحداث أولا بأول دون أن يكون لهم أي مواقف أو وجهات نظر حول ما يحصل وكأنهم في إنتظار من ستكون له الغلبة ومن هي الكفة الراجحة التي سيسارعوا حينها بإعلان تأييدها، وهؤلاء عبارة عن مستغلين ومصلحيين لا يفرقرن عن المرتزقة، فهم مع من غلب بمعنى أنهم بلا مبدأ وبلا ضمير وأنهم مشاريع وأدوات هدم وتخريب وتدمير .
وهناك نخب وطنية وقفت منذ الوهلة الأولى لشن العدوان وحتى قبل ذلك مع الوطن والشعب وكانت في مقدمة الصفوف التي تذود عن الحمى وتدافع عن الأرض والعرض والسيادة وظلت وما تزال معززة لجبهات الصمود والثبات والمواجهة بحسب التخصصات والمجالات ومن هؤلاء من سقطوا شهداء أعزاء وكرماء وجادوا بأنفسهم في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض، وهؤلاء هم مصدر فخرنا وإعتزازنا ومواقفهم وتضحياتهم ستظل محفورة في ذاكرة كل اليمنيين الشرفاء، وهؤلاء هم من تشرئب الأعناق عند ذكرهم أو عند الإستماع إلى مواقفهم وتوجهاتهم المناهضة للعدوان والمساندة للمظلومية اليمنية وعدالة القضية اليمنية.
بالمختصر المفيد كل إناء بما فيه ينضح، وكل شخص مسؤول عن مواقفه ، وهذه المواقف عبارة عن شواهد تقييميه لكل فرد، ولا يمكن تزييفها وتحريفها، لذا فالكل مدعوون لتصحيح مسارهم وتقويم إعوجاجهم، وإحترام أنفسهم ومكانتهم ومراكزهم، وقبل ذلك الخوف من الله وإحترام وطنهم وشعبهم فكل شيء يهون إلا خيانة الوطن والإرتهان للأعداء والتحالف والقتال معهم وفي صفهم ضد الوطن والشعب مهما كانت المبررات.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.