بن حبتور: عودة ظهور وباء الكوليرا وانتشاره في اليمن يعود إلى العدوان الذي تتعرض له البلاد

الثورة نت../
حيا رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، التفاعل الإيجابي والعمل الإنساني الحثيث الذي بذلته وزارتي الصحة والمياه ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسيف والسلطات المحلية بأمانة العاصمة والمحافظات في مواجهة وباء الكوليرا.

وأكد الدكتور بن حبتور في الاجتماع الوطني لمواجهة الكوليرا اليوم بصنعاء، أن تلك الجهود الجماعية والتكاملية كان لها أثر بالغ في الحد من توسع دائرة الوباء الكارثي وإنقاذ حياة عشرات الآلاف من المواطنين.

واعتبر عودة ظهور الوباء وانتشاره غير المسبوق في اليمن يعود بدرجة أساسية إلى العدوان الذي تتعرض له البلاد من قبل تحالف الشر السعودي.

وقال ” إن التحديات التي وقفت أمام حكومة الإنقاذ الوطني مثلت عائق أمامها لتنفيذ جزء أصيل من مهامها وهو مكافحة هذا المرض وهى التحديات التي فرضها استمر العدوان وحصاره والإجراءات الاقتصادية التدميرية وانقطاع الرواتب”.

واستعرض رئيس الوزراء جملة الإجراءات التي بادرت إليها حكومة الإنقاذ في اللحظة الأولى لظهور هذه الموجة من الوباء وما بذلته من جهود لحشد وتنسيق للجهد الرسمي لمختلف الجهات ذات العلاقة ومن تواصل مستمر مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.

كما أكد أن تفاعل المحافظات والمواطنين مع تلك الجهود ساهم بشكل كبير في إسناد ونجاح تلك الجهود في مواجهة الكارثة .. لافتا في الوقت نفسه إلى العمل الإنساني والأدوار الكبيرة التي قامت بها المنظمات الدولية المعنية وخاصة الصحة العالمية واليونيسيف التي ستخلده لهم الذاكرة الوطنية وذاكرة المواطن بامتنان وتقدير كبيرين.

وجدد الدكتور بن حبتور التأكيد على حرص الحكومة على تعزيز علاقات التعاون والشراكة مع كافة المنظمات الدولية وتسهيل مهامهم وتذليل الصعوبات التي قد تعترض أنشطتهم الميدانية .. معربا عن ثقته بتفهمهم لطبيعة الظروف الأمنية التي يعيشها الوطن بسبب العدوان والحرب وما قد تفرضه من إجراءات استثنائية .

وأوضح أن طبيعة عملهم في ظروف قد تكون أشد تعقيدا في بلدان أخرى وما يواجهونه من تحديات تجعلهم أكثر تفهما وإدراكا لأبعاد تلك الإجراءات.

وعبر رئيس الوزراء عن الشكر والتقدير لوزارتي الصحة العامة والمياه والبيئة على تنظيم هذا النوع من الفعاليات الهامة التي تعد محطة هامة لتبادل وجهات النظر والخبرات وكذا إبراز التحديات التي تواجه الجميع في الميدان من حيث نقص الإمكانيات وشحة المعلومات وغيرها من الجوانب المتصلة بجهود المكافحة في الميدان.

ولفت إلى التدمير الممنهج الذي عمد إليه العدوان لخزانات حفظ المياه النقية وكذا مصادر المياه .. موضحا أن هذا الوباء واحدا من الأهداف التي سعى إلى العدوان إلى تحقيقها.

وقال ” إن العدوان استهدف الشعب اليمني بمختلف الوسائل، ونحن نسجل كل حالة وفاة في سجلهم العدواني “.

وأضاف ” هذه الكارثة التي نحن فيها جزء كبير منها يتحمله العدوان، مع إدراكنا لمسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية والتي دفعتنا جميعا في السلطتين المركزية والمحلية على تنسيق جهود المواجهة رغم ما اعترضنا من تحديات وشحة في الإمكانيات”.

وأعرب في ختام كلمته عن شكره لكل جهد بذل وأنجز من قبل الوزارات المعنية والسلطات المحلية وعلى تفاعلها ومشاركتها في كافة فعاليات مواجهة هذا الوباء.

من جانبه دعا وزير الصحة العامة والسكان الدكتور محمد سالم بن حفيظ الجميع إلى حشد الموارد المتاحة ومخاطبة المجتمع الدولي للتعامل بجدية مع وباء الكوليرا وإيجاد تمويل كبير يرقى إلى حجم الاحتياج.

واستعرض وزير الصحة الجهود التي تقوم بها الوزارة بالتعاون مع وزارة المياه ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسيف وفقا للخطة الوطنية الطارئة لمواجهة الكوليرا، بدءا بتدريب فرق الاستجابة السريعة وتكثيف الترصد الوبائي وتفعيل غرف العمليات وجاهزية المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة وفتح مراكز المعالجة وزوايا الإرواء في كثير من المديريات وتوفير الإمداد لها .

وقال ” لقد وجدنا أنفسنا أمام وباء يتجاوز قدرات النظام الصحي في اليمن خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد”.. مؤكدا أهمية مضاعفة الجهود والاستنفار لتسريع التدخلات وبجودة عالية للحد من انتشار وباء الكوليرا.

وأشار الدكتور بن حفيظ إلى أن الارتفاع الكبير لحالات الاشتباه بالإصابة والوفيات تستدعي التحرك السريع والعاجل وتوحيد الجهود لمكافحة هذا الوباء واحتوائه ومنع انتشاره خاصة في ظل وجود بيانات موحدة تساعد في اتخاذ القرارات.

وثمن وزير الصحة دور وزارة المياه والبيئة وكتلتي الصحة والمياه في مواجهة الكوليرا، كما أشاد بدعم منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف للقطاع الصحي ومواجهة الكوليرا .

ووجه مدراء مكاتب الصحة في المحافظات بالتعاون لإنجاح الحملة الوطنية للتوعية حول الكوليرا والاسهالات والتي ستنطلق من منزل إلى منزل خلال الأسبوعين القادمين والتي تنفذ ضمن التدخلات الإستراتيجية للسيطرة على الوباء .

بدوره أشار وزير المياه والبيئة المهندس نبيل الوزير إلى أهمية هذا الاجتماع لتبادل الخبرات وتحديث خطط مواجهة الكوليرا .

واستعرض ما قامت به وزارة المياه خلال الفترة الماضية بالتعاون مع منظمتي اليونيسيف والصحة العالمية.. لافتا إلى أنه تم تعقيم وكلورة منظومات المياه لقرابة 600 ألف منزل في مختلف المناطق وتعقيم منظومة المياه لقرابة 322 ألف منشأة مختلفة، بالإضافة إلى كلورة وتعقيم كافة وايتات المياه في أمانة العاصمة وعواصم المحافظات.

وأعرب عن أمله في أن يخرج الاجتماع برؤى وحلول فاعلة تصل إلى كافة المستهدفين وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية بكفاءة وبمهنية عالية .

فيما أكد وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الرعاية الأولية الدكتور عبدالسلام المداني أهمية العمل كفريق واحد لمواجهة الكوليرا، محملا دول العدوان المسؤولية جراء قصف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والمنشآت الصحية.

ولفت إلى أن مكافحة الوباء لا يمكن أن تقوم به وزارة الصحة وشركائها من المنظمات فقط بل تحتاج إلى تنسيق قطاعي وتفعيل هذه الأدوار مجتمعة.. مؤكدا أن هذا الاجتماع الموسع يمثل وقفة مراجعة وتقييم لما تم تنفيذه من أنشطة الخطة الطارئة للوزارة والذي يجب على الجميع العمل بها .

ولفت الدكتور المداني إلى أن مواجهة هذا الوباء يفوق قدرة وطاقة النظام الصحي الذي يوشك على الانهيار.

بدورهما طالب ممثلي منظمة الصحة العالمية في اليمن نيفيو زاجاريا ومنظمة اليونيسيف الدكتورة ميرتيشل ريلانو، الجهات المانحة إلى زيادة دعمها لجهود الاستجابة لمواجهة الكوليرا والاسهالات المائية باليمن.

وأشارا إلى أن تفشي الكوليرا أمر في غاية الخطورة ولم يشهد له مثيل رغم جهود الاستجابة لمواجهة الوباء مما يتطلب توسعة ورفع نطاق الاستجابة للحد من انتشاره .

واستعرض ممثلي الصحة العالمية واليونيسيف برامج وأنشطة وجهود المنظمتين في الاستجابة للوباء والدعم الذي قدمتاه للحد من انتشاره.

ويهدف الاجتماع الوطني الذي يشارك فيه مدراء مكاتب الصحة والمياه والترصد الوبائي والتثقيف الصحي بأمانة العاصمة والمحافظات إلى مراجعة الوضع الحالي والفجوات والتخطيط لمعالجتها والإطلاع على خطط الطوارئ على المستوى المركزي والمحافظات والعمل على رفع مستوى التنسيق والعمليات، بالإضافة إلى الإجراءات القياسية والأدلة والوثائق الخاصة بمواجهة الكوليرا .

كما يهدف إلى إطلاع الجهات الحكومية والمشاركين على خطة الحملة الوطنية للتوعية حول الكوليرا والتي ستنفذ من منزل إلى منزل وتهيئة المجتمع لذلك.

ويناقش الاجتماع على مدى يومين الوضع الحالي والوبائي وتدخلات الصحة والمياه والتثقيف الصحي والتوعية، والشروط القياسية والمعيارية والأدلة الموجودة لمواجهة الكوليرا ومراجعة مستوى الأداء للمحافظات ومناقشة التحديات والحلول وآلية التنسيق للاستجابة والعمليات والشركاء.

كما سيتم خلال الاجتماع تقديم عرض تفصيلي للحملة الوطنية للتوعية بالكوليرا وأهدافها والمستهدفين والتي تعتبر أول حملة وطنية للتوعية من منزل إلى منزل.
سبأ

قد يعجبك ايضا