لا ننخدع كلهم شركاء
محمد صالح حاتم
في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة،وما نتجت عنها من حروب قتلت مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء في الوطن العربي ،بداية من العراق وما تلتها من فوضى باسم ثورات الربيع العربي (العبري) ودمار وقتل في تونس و ليبيا وسوريا ،ومصر واليمن ، فالمتابع يلاحظ أن من قاد وتزعم هذه الفوضى هي جماعة الاخوان المسلمين في جميع البلدان ،وأن من روج لها ودعمها ماليا وإعلاميا هي دول الخليج خاصة مملكة بني سعود وقناتهم العربية ،وقطر وقناتها الجزيرة ،وإمارات عيال زايد وقناتهم سكاي نيوز ،وكان لكل واحد منهم دور ومهمة في كل دولة من هذه الدول التي كانت ضحيتهم ، حسب الخطة المرسومة من قبل أمريكا والكيان الصهيوني ،المستفيدين من هذه الفوضى.
ولكن بعد الحرب على اليمن التي شنتها مملكة الكيان السعودي وحلف العريبة بدعم من أمريكا وبني صهيون ،وكذلك الحرب في سوريا ،تغيرت الأهداف ،فالسعودية والإمارات تحاربان حركة الإخوان وتصنفانها إرهابيا ،وخاصة في مصر ودعمتا السيسي ضد مرسي وحركته الاخوانية،ماليا وإعلاميا منذ الإطاحة بحكم مرسي ومباركتهم لحكم المجلس العسكري بقياده السيسي ،وحتى انتخابه رسميا من قبل الشعب المصري ،في المقابل قطر دعمت الإخوان ووصف السيسي بالانقلابي ،وان مرسي هو الرئيس الشرعي ،وظلت كذلك لسنوات وعبر إعلامها ممثلا في الجزيرة ،ومصر تتهمها بدعم الإرهاب ،وان التفجيرات الإرهابية التي حدثت في مصر ضد الأقباط وغيرها تؤكد مصر ضلوع قطر في هذه العمليات الإرهابية.
ولكن في نفس الوقت قطر والسعودية والإمارات وتركيا مجمعة ضد الأسد ،وتدعم ما يسمى بالمعارضة،والجماعات المقاتلة ضد الأسد والجيش السوري مثل فتح الشام ،وجبهة النصرة ،وأحرار الشام وغيرها من الجماعات،والتي تنتمي للجماعة السنية ومنها حركة الإخوان المسلمين،وتقدم لهم الدعم علنا بالمال والسلاح وإعلاميا ،وسياسيا .
وفي اليمن تدعم الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” ،الذين يتم استقبالهم وإيواؤهم في الرياض وحتى في مصر ،فكلها تناقضات عجيبة ،التحالف بقيادة السعودية ومشاركة قطر والإمارات ومصر كذلك وغيرها من الدول تدعم الإخوان المسلمين في اليمن عسكريا وماليا وسياسيا وإعلاميا .
ولكن ما أن بدأت الخلافات بين حلفاء القتل والدمار ،السعودية والإمارات ومصر من جهة ومن جهة أخرى قطر ، وبدأ كل طرف يتهم الآخر بالإرهاب ودعمه للإرهاب ، وإيوائه لعناصر إرهابية ،هنا تغيرت المعادلة وتشكلت تحالفات جديدة ،حلف سني تتزعمه السعودية ويضم الامارات ومصر والبحرين ،وحلف آخر يضم قطر وتركيا وإيران وهذا الحلف سني شيعي ،وهو حلف متناقض مع نفسه لأن تركيا تصنف اخوانيا وإيران شيعية ،وكلتاهما أي تركيا وإيران تتحاربان في سوريا ،فإيران تدعم الأسد، وتركيا تحارب الأسد وتطالب برحيله،وكذالك قطر تحارب الأسد وتدعم الجماعات المعارضة له بالمال والسلاح .
فقطر تحارب في اليمن ضد إيران ،واليوم إيران تقف إلى جانب قطر وتتحالف معها ضد الحلف الرباعي ، وتدعمها بالمواد الغذائية وتفتح لها موانئها وأجواءها .
وتركيا ترسل جنودها إلى قاعدة العديد القطرية.
فماذا يعني هذا بالنسبة لنا نحن اليمنيين ؟
الكل مجمع ضدنا والكل شريك في قتلنا وتدمير بلادنا اليمن.
فعلينا أن نفهم أن الخلافات التي ظهرت بين شركاء وحلفاء القتل والدمار في الوطن العربي ،هي مالية بحتة ،من عليه أن يدفع أكثر لأمريكا ، ليست مسألة إرهاب ودعمه،وكذلك تغيير خارطة المنطقة.
خلاصة القول إن الهدف من هذا كله بعد إثارة الفوضى وتدمير البلدان العربية بدعوى ثورات عربية ومحاربة الإرهاب ،هو نهب الأموال الخليجية ،في صفقات الأسلحة،لتعويض العجز في أمريكا ،وكذلك تغيير خارطة المنطقة على أساس ديني ،حتى تستمر الصراعات ،
وهنا علينا أن لا ننخدع بهذه الخلافات التي ظهرت بين حلفاء القتل والإرهاب والدمار والفوضى في المنطقة العربية ،فهذا يعني أن هنالك حروباً قادمة جديدة ،مع استمرار الحروب السابقة فقط يتغير الداعمون والموالون لكل طرفv.
وفي الأخير المستفيد الأول والأخير من كل ما هو حاصل وسيحصل في منطقتنا العربية ،هو أمريكا والكيان الصهيوني ،لأنهما أصحاب المشروع والمخططون له،بينما المتضرر والضحية كل الوطن العربي،بدون استثناء.