آل سعود والسقوط المرتقب
عبدالفتاح البنوس
يبدو أن الدائرة دارت على آل سعود وقد آن الأوان لأن تتجرع هذه الأسرة من نفس الكأس الذي أشربوه للكثير من الشعوب والأنظمة العربية، وأن العدالة الإلهية باتت قريبة لإنصاف مظلوميتنا والانتصار لعدالة قضيتنا، حيث بدأت أمريكا وإسرائيل تدشين مرحلة جديدة في تاريخ المهلكة السعودية من خلال فتح الباب على مصراعيه وإزالة كافة الحواجز والعقبات والعراقيل التي كانت تحول دون وصول المهفوف محمد بن سلمان على كرسي الحكم خلفا لوالده، حيث تمت إزاحة محمد بن نايف من منصبه كولي للعهد وتنصيب المهفوف خلفا له كخطوة أولى، ومن المتوقع خلال الفترة المقبلة أن يتنحى الزهايمري سلمان عن منصبه ويسلم الراية للمهفوف، الذي تمت صناعته وأدلجته بمواصفات أمريكية إسرائيلية ليتولى مهمة الانقضاض على ما تبقى من ثروات وأموال الشعب السعودي المغلوب على أمره والذي يلزم الصمت ويحجم عن التعبير عن رفضه واستنكاره لكافة الممارسات الإجرامية والإرهابية في حق أبناء الشعب اليمني .
ومما لا شك فيه أن تولي المهفوف مهام ولي العهد هو بداية النهاية لمملكة آل سعود، حيث تزايدت حدة الخلافات في أوساط الأسرة الحاكمة على خلفية هذا القرار الذي يمثل مخالفة صريحة لنظام البيعة المعمول به في أوساط هذه الأسرة، حيث يرى الكثير منهم أن ما حصل يعد انحرافا خطيرا في مسار الحكم في السعودية وهو ما يهدد بانفراط عقد تحالف هذه الأسرة وهو ما ينذر بصيف سعودي ساخن من شأنه أن يؤجل قرار تنحي سلمان إلى حين نجاح اللوبي الأمريكي الإسرائيلي في تذويب هذه الخلافات وتقريب وجهات النظر واحتواء التوتر واتخاذ معالجات ترضي كافة الأطراف المعارضة لسياسة سلمان ونجله والتي ستكون على حساب الشعب السعودي وثرواته وأمواله التي يبددها مجموعة من الغلمان المراهقين في دعم وإثارة القلاقل والفتن وتمويل الصراعات والحروب داخل دول المنطقة، والاعتداء على الجيران والأشقاء والمشاركة في تدمير بلدانهم وتحويلها إلى أوكار للجماعات الإرهابية والإجرامية وتفكيكها وتحويلها إلى دويلات متناحرة إرضاء لمصالح وأهداف أمريكية إسرائيلية .
الرفض السعودي لتعيين محمد بن سلمان وإن كان غير معلن خشية بطش وتنكيل وإجرام ووحشية زبانية سلمان ونجله المهفوف ولكنه يظل حقيقة واقعية يدركها الجميع بما في ذلك سلمان ونجله، ولكن الدعم والإسناد الأمريكي الإسرائيلي الممنوح للمهفوف ووالده، هو من دفع محمد بن نايف إلى التسليم بولاية المهفوف القبول بالتخلي عن منصبه على غرار ما قام به عمه مقرن والذي أجبر على مبايعة سلمان والتخلي عن منصبه كولي للعهد لصالح محمد بن نايف الذي تمت محاصرته وتجريده من صلاحياته لصالح محمد بن سلمان والذي استحدث له منصب ولي ولي العهد في الوقت الذي كان يمارس فيه صلاحيات الملك، وهو أيضا ما أجبر أولاد الملك عبدالله على الخضوع والانبطاح عقب وفاة والدهم وعمهم سلطان وتعرضهم للإقصاء مع بقية أبناء عمومتهم الذين يعارضون تولي محمد بن سلمان مهام الحكم ويرون بأنه ما يزال هنالك العديد من أولاد عبدالعزيز بن سعود ممن يحق لهم تولي مهام الحكم بموجب نظام البيعة .
بالمختصر المفيد صبيانية ورعونة وعمالة بن سلمان لأمريكا وقربه وحميميته مع إسرائيل هو ما سيعجل بسقوط مملكة آل سعود، وهذا يكاد يكون السبب الذي يدفع بكبار هذه الأسرة للصمت والاكتفاء بالفرجة على ممارسات بن سلمان الرعناء على أمل أن تسهم هذه التصرفات في التعجيل بسقوطه وخصوصا في ظل الإخفاقات المستمرة في سوريا والعراق واليمن وهو ما قد يتيح لهم الفرصة في تصحيح المسار وترتيب أوضاع الأسرة الحاكمة، ولكن ما لا يدركه هؤلاء هو أن سقوط مملكتهم بات وشيكا وأن محمد بن سلمان هو من سيعجل به، وحينها سيكون الشعب السعودي صاحب المبادرة وهو من سيرسم ملامح مستقبله وهو من سيحدد ويختار من يحكمه والنظام الذي ينشده ولن يقبل بالعودة لنظام الوصاية والعبودية والتبعية العمياء والتسليم المطلق لأسرة نسبت شعبا بأكمله لنفسها وسمت دولة باسمها في أحقر صور الإذلال والعبودية في تاريخ المنطقة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .