محمد الهاملي
قال الله تعالى في محكم كتابه:”إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ” (التكوير:1)
الشرح : يعني أظلمت، وقيل: ذهب ضوءها، وذلك إذا كان يوم القيامة تكور الشمس: أي تجمع وتلف ويخسف القمر، ويلقيان في النار، كوّرت الشمس: جُمِع ضوؤها وصار كالكرة، عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- : الشمس والقمر يكوران يوم القيامة.
أصل التكوير: جمع بعضها فوق بعض، وقيل: اضمحلت، والتكوير: الجمع، هو مأخوذ من كار العمامة على رأسه يكورها تكويراً: إذا لفها “يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ” (الزمر:5): يدخل هذا في هذا.
المصدر: يقال: كورت العمامة على رأسي أكورها كوراً: لففتها، قال الربيع بن خثيم: كورت: أي رمى بها، ويقال: كورته فتكور، أي : سقط.
فالحاصل أن التكوير، إما بمعنى لف جرمها، أو لف ضوءها، أو رمى بها، وتقول: كورت المتاع: وضعت بعضه على بعض، ومنه الحديث:”ونعوذ بالله من الحَوْر بعج الكور” وهو الزيادة ،ويقال تكور الجبل: سقط، وأصل اللفظة: كار في مشيه يكُور كوراً: أسرع.
الشمس: يقال: شمس اليوم ونحوه يشمس شُموسا:ظهرت شمسه، أو قويت، يقال: هو شامِس وهن شوامس والجمع شمس، والشمس: النجم الرئيس الذي تدور حوله الأرض وسائر كواكب المجموعة الشمسية.
المفرد: شمس. وجمع التسكير: شُموس, قال تعالى :” وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا” (الشمس:1).
الشرح: قال مجاهد في معناها: أي ضوؤها إذا أشرقت في أول النهار، وقال قتادة: النهار كله، وقال ابن جرير: الصواب أن يقال : أقسم بالله بالشمس ونهارها، لأن ضوء الشمس هو النهار، وقيل في ذلك أقوال كثيرة، قال تعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا” قال في القاموس: الضوء أيا كان أو شعاعه وسطوعه فهو النور، وقال الزمخشري: الضياء أشد النور وهو شعاع الشمس، وقيل:الضياء ذاتي والنور عرضي، فالنور الضياء والسناء الذي يعين على الإبصار، وذلك ضربان دنيوي وأخروي، والضحى الصبح، وهو نور الشمس.
دعاء: اللهم ثبتنا على الاستقامة وأعذنا من موجبات الندم يوم القيامة، وخفف عنا ثقل الأوزار، وارزقنا عيشة الأبرار، واكفنا واصرف عنا شر الأشرار واعتق رقابنا، ورقاب آبائنا وأمهاتنا وأهلينا من النار يا عزيز يا غفار.