اليمن وسياسة الأمم المتحدة
اسكندر المريسي
تؤدي الأمم المتحدة في الأرض عموما وبلاد اليمن خصوصا دور الألعبان كما تؤدي أيضاً دورا تخريبيا لأمن واستقرار الشعوب ومنذ ابتليت اليمن لما يسمى الأمم المتحدة وهي تعاني جزءاً كبيراً من المشاكل الحاصلة ليس في اليمن فقط ولكن في مختلف بلدان العالم سببها المنظمة الأممية .
فمنذ ان تم عام 2011 تعيين مبعوث من قبل الأمم المتحدة كان كما أشرنا في البدايات الأولى لتعيينه يؤدي دور الألعبان ويتحدث مع الأطراف وما يسميه بالمكونات السياسية على ان دور الأمم المتحدة دور مكمل لدور اليمنيين وأنه وسيط محايد بين أطراف سياسية مختلفة وبالتالي المنظمة الأممية لا تفرض الحلول ولكنها تستخلص المقترحات من جميع الأطراف لذلك فإن الحل كما كان يردده ذلك المبعوث هو حل من اليمنيين والى اليمنيين مشيرا حينها الى مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
ومشكلتنا نحن اليمنيين اننا ننسى أعمال اليهود بأسم الأمم المتحدة حينها كان يقول جمال بن عمر بأن مؤتمر الحوار الوطني الشامل سينقل اليمن نقلة نوعية واتضح فيما بعد ان ذلك المؤتمر كان تهيئة الساحة الوطنية وتحقينها بحقن القوى الدولية تمهيدا للعدوان الذي جرى تنفيذه عقب ما سمي بالحوار الوطني الشامل .
ولم يتعظ اليمنيون من مسمى الأمم المتحدة وما تقوم به من ادوار شيطانية والاعيب لم تعد خافية على احد ليأتي عقب ذلك العدوان متزامنا مع تعيين مبعوث العدوان الدولي على بلادنا فلو كان ذلك المبعوث الأممي كما يسمونه لديه ابسط أخلاقيات الإنسانية لرفض ان يكون مبعوثاً أمميا في اليمن فيما معناه وسيط محايد إلا اذا تم وقف العدوان كشرط أساسي لفهم الواقع .
غير أنه مجرد كما شونا الألعبان بكل ما تعني الكلمة من معنى ودلالة وليس إلا مسمارا صغيرا في ترسانة القوى الدولية وابسط وصف يمكن وصفه ليس جاسوسا للرياض فحسب لان لديها جواسيس من المؤسف انهم من أبناء جلدتنا وينتمون لهذا البلد ويتاجرون بمأساته ومعاناته فوق موائد الكبسة لدى خادم المشروع الصهيوني في نجد والحجاز ولكن ذلك المبعوث مجرد دمية في نادي اللاعبين المتدخلين في الشأن اليمني .
وما يثير الدهشة والاستغراب أنه ينقل رسائل المهزومين بعدما لقنته الجيش واللجان الشعبية دروسا قاسية خصوصا في جبهات الصمود والتصدي لجحافل ابا رغال آل سعود دفاعا عن اليمن مما اظهر تماسكا واضحا عقب فشل المغامرين واندحار أحلامهم في الحديدة الميناء والمدينة معا كانت أحلام أولئك الطائشين تعيد الى الاذهان أسطورة الإنجليز باسم المنعوت الملك فيصل دمية الانجليز عندما احتل تلك المدينة بالجنود البريطانيين عام 1934م لم يستمر فيها عدى أيام تلى ذلك وصول اليمنيين الى الطائف .
وفي الوقت الراهن فشل المغامرون في احتلال مدينة الحديدة دفع بهم الى تقديم مطالب عبر المتسكع المنعوت بالمبعوث الأمم ي عندما قدم إحاطة الى مسمى مجلس الأمن باسم مجلس اللصوص يطالب فيه بأن يتنازل اليمنيون عن اليمن مقابل تسهيل دفع الرواتب .
ان ذلك ليس من باب الضغوطات فحسب ولكنها جريمة أخرى في سياق الجرائم التي ترتكب ضد هذا الشعب فالأمم المتحدة ليست وسيطاً محايداً ولكنها غريم ومعاون للمعتدين ولها مصلحة كونها جهة تخدم المعتدين وليست جهة تقف مع المظلومين ولا يمكن تصنيف الظالمين باسم الأمم المتحدة إلا انهم المعتدين على هذا الشعب منذ سنوات .
وبدلاً من ان يدين ذلك الدمية العدوان والمعتدين وما نتج عن اعماهم الإجرامية من معاناة مست قطاعات كبيرة من الشعب وعطلت مؤسسات كثيرة وألقى العدوان بنتائج كارثية ومدمرة بدلا من إدانة تلك الأعمال البشعة يدعو ذلك المتسكع الى تسليم مدينة الحديدة في احاطته الأخيرة امام مجلس الأمن وهو ما يعني وفقا للقانون الدولي أنه ليس مبعوثاً أمميا ولكنه احد جنود العدوان ولكن بصيغ دبلوماسية وبصيغ سياسية يقاتل مع المعتدين باسم الأمم المتحدة .
وهو ما يتطلب على الأقل للرد على سفاهة ذلك المبعوث إغلاق المكتب الإقليمي للدجاجلة تحت مسمى مكتب الأمم المتحدة لأنهم جزء من سفارة آل سعود المغلقة ويؤدي ذلك المكتب دوراً كانت تؤديه السفارة المغلقة فملة اليهود واحدة ولا يتجزأ والأمم المتحدة ابلغ وأصدق دليل على تلك الملة اليهودية المعادية لهذا الشعب ولعقيدته الإسلامية وانتمائه العربي .