الخدعة الخليجية
محمد صالح حاتم
من يصدق أن قطر والسعودية ستختلفان وتقوم بينهما حرب ،بسبب محاربة الإرهاب،ووقف الدعم المالي له !؟
ان أي إنسان عاقل عندما يسمع كلاماً كهذا لن يصدقه ،لأن السعودية وقطر كلاهما ترعى الإرهاب وتدعمه ماليا وإعلامياً وعسكرياً ،وكلتا الدولتين شريكتان في قتل الآلاف من المواطنين الأبرياء في سوريا والعراق وليبيا واليمن .
وما نسمعه من خلاف بين الدولتين ،وقيام السعودية ومعها الإمارات ومصر والبحرين ،بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ،وفرض حصار اقتصادي وإغلاق المنافذ البحرية والبرية والجوية وتعليق الرحلات الجوية بين هذه الدول مع دوله قطر ،بحجة ان قطر تدعم الإرهاب وتتدخل في شؤون الدول الآخرى .
فهذا ليس هو السبب الحقيقي لهذا الخلاف ،فالمعروف أن الإرهاب هو صناعة صهيونية أمريكية ،وفكر وهابي سعودي ودعمه المالي خليجي سعودي قطري إماراتي .
فما هو حاصل أن السعودية لا تريد أن يستقل احد بقراره السياسي ،يعني تريد أن تبقى قطر تحت الوصاية السعودية ،وهو ما ترفضه قطر وأميرها .
أما عن الإرهاب فليست قطر اكبر إرهاباً من السعودية ،وهذا ليس دفاعا عن قطر ،أو تبرئتها من تهمة الإرهاب ودعمه.
وعن استقبال قطر للإخوان المسلمين ،وعلى رأسهم القرضاوي الذي يتواجد في الدوحة ،فكذالك هاهي السعودية تؤي حزب الإصلاح اليمني الإخواني وعلى رأسهم الزنداني الذي تطالب أمريكا بمحاكمته ،وكذلك الآنسي واليدومي والحميقاني ،والحسن أبكر ونايف القيسي وغيرهم من الإخوانيين اليمنيين المتهمين بدعم الإرهاب .
مفارقة عجيبة !
وكذلك يراد أن تكون قطر عبارة عن طعم وضحية بحجة محاربة الإرهاب، وتجفيف منابعه .
فالخلاف عبارة عن خدعة أمريكية المراد بها توجه الأنظار نحو الخلاف الخليجي ،وان هناك حرباً على وشك أن تندلع وهي غير مستبعدة .
فأمريكا تريد ابتزاز دول الخليج فقط بالإرهاب،لتجني اكبر قدر من المال .
فكما جنت من السعودية 460ملياراً هذه المرة تريد أن تحلب قطر المزيد من الأموال .
وكذالك أن هناك مخططاً لجر باقي الدول العربية في حروب ،وتشكيل تحالفات جديدة وتغيير خارطة الشرق الأوسط .
فلو كانت قطر هي الإرهاب وهي من تدعمه فهذا طبعا تم بتوجيهات أمريكية إسرائيلية ،لأن قطر تعتبر تحت رحمة القاعدة الأمريكية ،والتي تعتبر اكبر قاعدة أمريكية في المنطقة ،وإذا كانت أمريكا جادة في محاربة الإرهاب لماذا لا تقوم قاعدتها العسكرية الموجودة في قطر بالتدخل عسكريا ضد النظام القطري بدلا من تدخل قوات سعودية إماراتية مصرية بحرينية ؟
ولماذا تقوم تركيا بإرسال قوات عسكرية إلى قاعدتها الموجودة في قطر، إذا كان ما ستقوم به السعودية هو محاربة الإرهاب ؟
علينا الانتباه وعدم التسرع في الحكم أو التعاطف مع هذا الطرف ،أو دعم ذاك الطرف .
فالسياسة لعبة قذرة ،ومن يديرها ليسو بعران الخليج، أو يرسم سياستها.
فهم عبارة عن انظمة خاضعة ومنفذة لما يملى عليهم من قبل أسيادهم في واشنطن وتل أبيب .
فمن المستفيد من هذا الخلاف الخليجي ؟
أليست أمريكا وإسرائيل حلفاء الخليج ؟
بلى فأمريكا ستجني المال، وإسرائيل ستنتقم من حركة حماس وهي جزء من هذا المخطط الذي يجري تنفيذه في دويلة قطر ،بهدف القضاء على الحركات المقاومة والمناهضة للاحتلال الإسرائيلي ،والرافضة لمشروع الشرق الأوسط الجديد ومنها حركة حماس وحزب الله اللبناني، وحركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام في اليمن الحبيب، اللذان يواجهان ويقاومان تحالف الشر العربي بقيادة السعودية وأمريكا ومشاركة قطر والإمارات وغيرها من الدول منذ أكثر من عامين .
وعاش اليمن حرا أبيا، والخزي والعار للخونة والعملاء.