رئيس اللجنة الثورية يدعو إلى أن يكون الـ11 من رمضان يوماً لزيارة الجرحى عرفاناً بتضحياتهم في الدفاع عن الوطن
في ندوة حول الجرحى وتعزيز مساهمة المجتمع في رعايتهم
الثورة نت/
عقدت بصنعاء أمس ندوة بعنوان “الجرحى مسؤولية الجميع” لتحقيق مساهمة فاعلة للمجتمع في رعايتهم، نظمتها مؤسسة الجرحى.
هدفت الندوة بمشاركة 100 مشارك ومشاركة من الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والأطباء والشخصيات الاجتماعية إلى تعزيز دور المجتمع في رعاية الجرحى.
وفي الافتتاح دعا رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي كافة المواطنين إلى أن يكون يوم الـ 11 من رمضان يوماً لزيارة الجرحى وتفقد أحوالهم والوقوف إلى جانبهم وخاصة في ظل الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب الذي يمرون به جراء استمرار العدوان.
وأشار إلى أن زيارة الجرحى من أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم عرفانا بتضحياتهم في الدفاع عن الوطن .. مشيدا باهتمام مؤسسة الجرحى المتكامل وعنايتها بالجرحى.
ودعا إلى تحويل مؤسسة الجرحى إلى مؤسسة حكومية لتقدم خدماتها للجرحى باعتبارهم جرحى الوطن .. وحث الحكومة على تحمل المسؤولية في رعاية الجرحى والاهتمام بهم تنفيذا لبرنامج عملها الذي من أولوياته مواجهة العدوان والدفاع عن الوطن.
وحيا رئيس الثورية العليا صمود الشعب اليمني والموظفين خصوصاً في وجه العدوان رغم كل الإشاعات والدعايات الزائفة والتضليل الكبير .. مشيراً إلى أن هذا الصمود أثمر عن كشف زيف العدوان فيما يخص المرتبات، إذ أصبح معروفاً اليوم من يقف أمام الشعب ويعتدي عليه وينهب أمواله وفقاً لما جاء في إحاطة ولد الشيخ الأخيرة في مجلس الأمن .
وأوضح أن المؤامرات والمسرحيات التي تقوم بها أمريكا وترسل عناصرها لتنفيذها أصبحت مكشوفة أمام الشعب اليمني .. مبينا أنه عندما كان الشعب اليمني يسيطر على ممر باب المندب لم تستهدف ناقلات النفط في البحر الأحمر وإنما استهدفت بعد تواجد المحتل والأمريكيين .
وخاطب رئيس اللجنة الثورية العليا الجرحى قائلاً ” هنيئاً يا جرحانا فصمودكم يثمر انتصارات للشعب اليمني، اليوم تحالفهم يتفكك وتحالفنا يقوى، أنتم سندنا ولن نقصر في حقكم، فالشعب اليمني متكافل ويقوم بواجبه وسيوليكم جل اهتمامه وعليكم أن تصبروا وتحتسبوا أجركم من الله فمهما قدم الإنسان فهو لا شيء أمام عطائكم”.
كما حث الأخ محمد علي الحوثي الجرحى على عدم اليأس والصبر والعزيمة والإرادة حتى يتماثلوا للشفاء .
فيما أشار فضيلة العلامة شمس الدين شرف الدين في ورقة العمل الأولى المقدمة للندوة بعنوان ” الجرحى وتضحياتهم”، إلى أن الشهداء والجرحى بذلوا أغلى ما يملكون وقدموا أرواحهم وأجسادهم رخيصة للدفاع عن اليمن وأمنه واستقراره.
وقال ” أنتم قدمتم أنفسكم وأرواحكم في سبيل الله وجدتم بها حين بخل الكثير من الناس وهابوا الموت وجبنوا من لقاء العدو، وصدقتم مع الله تعالى حين عاهدتموه كما قال عز وجل “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا “.
وأضاف ” ضحيتم وجدتم وكل ذلك بعين الله ورعايته في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ” ما من أحد يُكلم في سبيل الله سبحانه وتعالى، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه ينبعث دماً، اللون لون الدم والريح ريح المسك ” هذا ما وعدكم الله به على لسان نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم” .
وأكد العلامة شمس الدين شرف الدين أن الحمل ثقيل والعبء كبير ومسؤولية الجرحى على عواتق الجميع تقديرا لما بذلوه من تضحيات .. لافتا إلى أهمية أن يقابل وفاء الجرحى بالوفاء والإحسان بمزيد من الإحسان والإقبال على الله تعالى وبذل الأموال والقيام بواجب المسؤولية في رعايتهم ورعاية أسرهم وأسر الشهداء.
وأشار إلى أهمية الوعي في مرحلة الابتلاء التي يمر بها الوطن والتحلي بروح المسؤولية والصبر والثبات والعطاء والإيمان بوعد الله ونصره لعباده المؤمنين .. مبينا أن أهل اليمن بثباتهم وصمودهم وعدالة قضيتهم ووعيهم الكامل جعلوا السعودية تبذل مئات المليارات لتستمد العون والنصر من اليهود والنصارى .
بدوره أكد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ- رئيس التحرير ضيف الله الشامي في ورقة عمل بعنوان “دور المجتمع تجاه الجرحى”، أهمية الخروج برؤية حقيقية وواضحة حول مسؤولية الفرد والمجتمع والحكومة نحو الجرحى.
وقال” عندما يسقط شهيد يبقى حقهم علينا أن نسير على خطاهم لا يكلفنا ذلك شيئاً، إن كلفنا شيئاً فيكون في إطار الاهتمام والرعاية لأسرهم، لكن الجريح له اهتمامات متعددة للحفاظ على سلامته صحياً ونفسياً وماديا ومعيشياً “.
وشدد الشامي على ضرورة اضطلاع الجميع بالمسؤولية تجاه من قدموا أرواحهم وفقدوا أجزاء من أجسادهم وهم يدافعون عن عزتنا وكرامتنا وشرفنا وحريتنا ويواجهون الغزاة والمحتلين ويقفون في وجه الباطل وضد المؤامرة التي تحاك ضد الشعب والأمة.
وأضاف ” الجرحى لا يريدون أن نمن عليهم بل علينا أن نستشعر آلامهم ومعاناتهم فواجبنا جميعاً الاعتناء بهم فلو كل فرد اعتنى بجاره الجريح وكل حي وكل قرية وكل محافظة اهتم خيروها وتجارها والميسورون فيها بالجرحى لاستطعنا أن نعينهم ونعيلهم، نحتاج إلى العزيمة والبذل والعطاء لتحويل الأقوال إلى أفعال ملموسة في حياة الجرحى “.
في حين استعرض المدير التنفيذي لمؤسسة الجرحى الدكتور زيد الحوثي أهداف المؤسسة وبرامجها في رعاية الجرحى في كافة المحافظات ومتابعة حالاتهم الصحية واستكمال علاجهم وتوفير احتياجاتهم من التغذية والأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة التعويضية للمعاقين منهم فضلاً عن تأهيلهم نفسياً وإعادة دمجهم في المجتمع .
وأوضح أن عدد الجرحى حسب إحصائيات المؤسسة بلغ 26 ألفاً و 118 جريحاً .. مبيناً أن إجمالي نفقات المؤسسة على التغذية والدواء والمستشفيات الخاصة لرعاية الجرحى بلغ خمسة مليارات و410 ملايين و 177 ألف ريال خلال العام 2016م.
ودعا الخيرين وكل أبناء الوطن إلى مساعدة الجرحى ودعم برامج المؤسسة بما يمكنها من تقديم الرعاية المتكاملة لكافة جرحى الوطن .
حضر الندوة نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبدالله الشامي ووكيل الوزارة لقطاع الشؤون التعليمية الدكتور يحيى الهادي والمدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين محمد الديلمي وعدد من المسؤولين .