قالت شبكة “سي ان بي سي” الامريكية، في تقرير لها، إن موقف الرئيس دونالد ترامب الحاد تجاه المملكة العربية السعودية قد أدى إلى ارتفاع أسعار الفائدة بالنسبة للشركات الصناعية الأمريكية والشركات الاستثمارية، إلا أن موافقته الضمنية على استغلالات المملكة العسكرية في اليمن قد تكلف الولايات المتحدة كثيرا، وتؤثر سلبا على سياسة واشنطن.
وشددت الشبكة الاخبارية، أن صفقة الأسلحة مع المملكة العربية السعودية بقيمة 110 مليارات دولار، تؤكد مدى تساهل الموقف الأمريكي من التحالف السعودي في حربه على اليمن، المسؤول عن عدد كبير من القتلى المدنيين.
وترى الشبكة، انه بقدر ما يطيل دعم الولايات المتحدة من حرب اليمن عن طريق تمكين وتحريض السعوديين، فإن فروع تنظيم القاعدة وداعش التي استغلت حالة انعدام القانون في اليمن ستكتسب مزيدا من القوة والتقدم والسيطرة.
وأصدرت منظمة العفو الدولية انتقادا بليغا لصفقة الأسلحة. وتقول منظمة العفو الدولية “ان هذه الصفقة ستكون بمثابة إلقاء البنزين على النار من قبل الرئيس ترامب، وإغلاق باب الخروج”.
وأضافت: “هناك أدلة دامغة على ان جرائم حرب ارتكبها التحالف الذي تقوده السعودية. واستمرار الولايات المتحدة تسليح المملكة العربية السعودية يغذي انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ويسبب معاناة مدنية هائلة في اليمن”.
ومن المؤكد أن إدارة أوباما دعمت التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. إلا أن أوباما، تحت ضغط من المشرعين الأمريكيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، منعوا بعض عمليات نقل الأسلحة ذات القيمة العالية وتقاسم الاستخبارات المحدودة، خاصة بعد أن قتلت غارة جوية من التحالف أكثر من 100 شخص في قاعة عزاء بصنعاء في أكتوبر الماضي.
وقال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية ، لصحيفة “سكواوك بوكس” التابعة لـ “سي ان بي سي”: “وبينما لا تزال ايران التي يحكمها المسلمون الشيعة منافسا امريكيا وسعوديا، يتعين على البيت الابيض الاعتراف بانها فاعل “اقتصاد حقيقي”.
وأضاف: “اعتقد ان علينا توخي الحذر في بعض النواحي من تفكير شركائنا السنة وعدم اخذ ايران على محمل الجد”.
وتابع: “على وجه الخصوص، سأكون حذرا جدا من الانخراط في اليمن، الذي يعتبر فيتنام الشرق الأوسط”.
وترى “سي ان بي سي” انه وبعد عامين من تدخل السعودية في اليمن، وجدت المملكة نفسها في مأزق حقيقي، وقتل حوالي 10 آلاف مدني وتزداد الأزمة الإنسانية سوءاً.
وقال بروس ريدل، مدير مركز الاستخبارات في مؤسسة بروكنغز، هذا الأسبوع في مقال نشرته صحيفة “المونيتور”، إن التدخل السعودي قد خلق “مستنقعا مكلفا لا نهاية له في اليمن”.
وقال ريدل وهو مستشار سابق لاربعة رؤساء امريكيين سابقين: “إن المجهود الحربي السعودي يعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي. ويعارض الكونغرس على نحو متزايد منح سلمان وابنه شيكا فارغا للحرب التي تسببت بأضرار إنسانية هائلة لأشد البلدان فقرا في العالم العربي. البعض في الكابيتول هيل يدعو لمزيد من الرقابة على مبيعات الاسلحة للسعودية. الحصول على موافقة الكونغرس على مبيعات الأسلحة يزداد صعوبة في وقت تزداد معاناة اليمنيين سوءاً”.
وسمح الصراع أيضًا للقاعدة في شبه الجزيرة العربية، وبدرجة أقل تنظيم داعش بالاستيلاء على المزيد من الأراضي في اليمن .
وقال البيت الابيض: إن اتفاق الأسلحة سيعزز “قدرة المملكة على المساهمة فى عمليات مكافحة الارهاب فى جميع انحاء المنطقة، مما يقلل من العبء على الجيش الامريكى للقيام بهذه العمليات”.
وقال وزير التجارة الامريكي ويلبر روس إن خطابات قادة الشرق الاوسط خلال زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية في نهاية الاسبوع تشير الى انهم ملتزمون حاليا بمكافحة الارهاب.
لكن مجموعة الأزمات الدولية تقول إن مكافحة الجماعات الإسلامية المتطرفة في اليمن ليس مصدر قلق بالنسبة للتحالف الذي تقوده السعودية، بل تركز على هزيمة تحالف صالح/الحوثي.
وقالت المنظمة غير الربحية التي تعد من المصادر العالمية الأولى للتحليلات والمشورة التي تقدمها للحكومات، والمنظمات الدولية إن “أولويات الولايات المتحدة، قد سهل من جهود القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الاختلاط مع القوى المناهضة للحوثيين، ما منحها إمكانية الوصول إلى الأسلحة ومصادر الدخل الجديدة”.
وفي بعض الحالات يقاتل تنظيم القاعدة الى جانب القوات السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم.