رمضان.. موسم الخير والحراك المجتمعي الفاعل

استطلاع / مصطفى المنتصر

يهل علينا شهر رمضان هذا العام وبلادنا تمر بمرحلة صعبة نتيجة العدوان والحصار الغاشم المفروض على وطننا طيلة عامين بالإضافة الى انقطاع رواتب الموظفين وهو ما فاقم من معاناة المواطنين وتسبب بخلق حالة معيشية مأساوية صعبة للعديد من الأسر اليمنية .
بالمقابل تلعب الجمعيات والمبادرات الخيرية دورا كبيرا ومهما في الحد من معاناة المواطن وتساهم وبشكل فعال في توفير بعض المتطلبات اللازمة للأسر المحتاجة من خلال مبادرات ومشاريع تنفذها خلال شهر رمضان المبارك .

إبراهيم طفل يتيم ذو 13 ربيعا توفي والده تاركا له مهمة إعالة اخوانه الأيتام الثلاثة والذين يصغرون عنه بأعوام بعد ان تعرض والده لجلطة قضت على حياته بعد عناء طويل مع المرض .
يقول ابراهيم: اخرج كل صباح في السادسة والنصف احمل بضاعتي البسيطة على ظهري حتى استقر بأحد أرصفة شارع المطار لأبيع ما تيسر من تلك البضاعة وأعود بما جمعته من فلوس واشتري عند الظهر غداء لاخوتي ومن ثم أعود لنفس المكان وابتاع واشتري هناك حتى يأتي المساء واعود للمنزل .
يضيف ايضا : لم أتمكن من توفير كامل احتياجات المنزل ليوم واحد في حياتي وكل ما اجمعه لا يكفي لوجبة غداء يومية واحمد الله على كل حال ..بضاعتي هي امشطة وقباضات أطفال وشربات وبعض المستلزمات التجميلية وأتحمل إيجار المنزل بـ20000 إلف ريال يتوجب عليا دفعه نهاية كل شهر فلست موظفا ولا والدي موظف حتى انتظر راتبي وكل ما أملكه هو ما اجمعه في يومي من بيع هذه البضاعة .
دخلي اليومي لا يزيد عن 1300 ريال في اليوم ولا تقل عن 1000 ريال لدي أخي الصغير أخي الصغير يأتي احيانا ليساعدني بعد ان يعود من المدرسة بينما تظل أختي الصغيرة تنتظرني حتى آتي اليها وأعطي جعالة او كما تحب ان تسميها (دعاله ) .
مبادرات فاعلة
الى ذلك يقول أكرم مفضل رئيس مبادرة اطعام الخيرية ان مبادرته تقدم قرابة 400 وجبة غذائية يومية للأسر المحتاجة والأكثر تضررا من العدوان وان المبادرة تسعى وبرغم الإمكانيات المتواضعة الى رفع هذا العدد خلال شهر رمضان المبارك بالإضافة إلى مشاريع خيرية أخرى تعمل على تنفيذها في هذا الشهر الفضيل .
ويضيف مفضل : هناك مشروع خيري نعمل لانجازه خلال شهر رمضان وهو توزيع قرابة 600 سلة غذائية للأسر غير المستفيدة من الوجبات اليومية التي تقدمها المبادرة ونحن نأمل ان نحظى بنوع من الدعم الرسمي او على مستوى التجار للتخفيف من معاناة المواطنين وخصوصا في ظل شهر رمضان المبارك, مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود بين أبناء المجتمع الواحد وتلمس حاجة المساكين فأجر الصدقة في هذا الشهر عظيم ومضاعف .
شهر الطاعات
عن ذلك يقول الأخ احمد السلال احد تجار شعوب ان شهر رمضان هو شهر التسابق الى فعل الخيرات والتقرب الى الله بالطاعات ويظهر ذلك من خلال حرص ابناء المجتمع في تقديم المعونات ومساعدة المحتاجين وخصوصا في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي نعيشه اليوم وهو ما يتطلب منا تضافر الجهود والعمل بروح الجسد الواحد في إغاثة المحتاجين والنازحين واسر الشهداء والجرحى لما لتلك الأعمال من اجر عظيم عند الله .
ويشير السلال إلى ان هناك العديد من المبادرات الجميلة التي يقدمها بعض فاعلي الخير في شهر رمضان إضافة الى الجهود التي تبذلها الجمعيات والمبادرات في هذا الجانب والتي تسهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة المحتاجين وتحد من انتشار حالات التسول التي تزداد في رمضان .
انقطاع الراتب
نموذج أنساني آخر ترويه ام عبدالله والتي خرجت مع طفليها عبدالله الذي لم يتجاوز عمره السادسة وريم في الرابعة من عمرها واللذين يرافقانها وهي تجوب الشوارع بحثا عن لقمة عيش لهم بعد ان كان زوجها في السلك العسكري وتوفي اثر حادث مروري قبل أربعة أعوام وكانت تعيش على ذلك الراتب هي وأطفالها .
تقول أم عبدالله: الآن ما فيش رواتب وأنت تشوف وضع أطفالي ملابس مشططة وأجسام ضعيفة وأنا امرأة أمية لا اقدر على عمل أي شيء واضطررت للتسول حتى لا يموت أولادي بين يدي وانا عاجزة عن إيجاد لقمة عيش لهما .
تشكو أم عبدالله من تهديدات المؤجر الذي لا يكاد يمر يوم دون أن يأتي برفقة عاقل الحارة طالبين منها الخروج من المنزل لولا تدخل فاعلي خير ودفع جزءا من الإيجار صاحب المنزل.

قد يعجبك ايضا