محمد الهاملي
قال عز وجل:( إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) ( العاديات :6)
الشرح: المعنى إن هذا الإنسان لربه لكنود، جحود للحق طبع على كفران النعمة: وقال الحسن: الكنود الذي يعد المصائب وينسى نعم الله عليه، وقيل: هو الذي يمنع الخير الذي عليه لربه وقيل : الكنود هو العاصي فالإنسان في الآية يدل على العموم، أي أن كل إنسان.
أصل الكنود: مأخوذ من الكند، وهو القطع كأنه قطع ما ينبغي أن يوصل من الشكر وقيل: هو مأخوذ من الأرض الكنود، وهي التي لا تنبت شيئاً، ومن معانيها: كند الحبل، أي: قطعه، وقيل الكنود البخيل وقيل: الجحود فالكنود من يجحد بنعم الله.
ورد في جامع القرطبي: كند يكند كنوداً، أي كفر النعمة وجحدها فهو كنود، وامرأة كنود وكنيد مثله وكند والكنود للنعم هو الذي يتذكر المصائب وينسى النعمة بلغة كنانة لا حظ دلالة الكلمة في هذا البيت تدل على أنه كنود للوصل قال الشاعر الأعشى:
أحدث لها تحدث لوصلك أنها…. كند لوصل الزائر المعتاد
ومن المجاز: يقال فلان إن سألته نكد، وإن أعطيته كند والكندة بالكسر: القطعة من الحبل يقال: كند الحبل إذا قطعه.
فالمقسم عليه قوله تعالى: ( إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) (العاديات :6) أي: لمنوع للخير الذي عليه لربه.
فطبيعة الإنسان أو جبلته أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدينة، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق.
*دعاء: اللهم إليك أشكو ضعف وقوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي، غير أن عافتيك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحل عليّ غضبك، أو ينزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.