محمد الهاملي
قال تعالى في محكم كتابه :”وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ” (هود:29).
الشرح: أي: ما ينبغي لي ولا يليق بي ذلك بل أتلقاهم بالرحب والإكرام والإعزاز والإعظام. فيجازى المؤمنون على إيمانهم بجنات النعيم، ومعنى: (ولكني أراكم قوما تجهلون) حيث تأمرونني بطرد أولياء الله وإبعادهم عني، وحيث رددتم الحق لأنهم أتباعه، وحيث استدللتم على بطلان الحق بقولكم: إني بشر مثلكم وإنه ليس لنا عليكم من فضل.
معنى تجلهون : جاء في الكشاف: تتسافهون على المؤمنين وتدعونهم أراذل، أو تجهلون أنهم خير منكم، ويرى الزمخشري أن الجهل مدلوله في الآية هو السفه على المؤمنين، فإن المدلول قد اختص من عدم العلم بقدرهم أو أنهم خير منكم.
المصدر: جهل فلان على غيره يجهل جهلا وجهالة: جفا وتسافه. وجهل الشيء وبه: لم يعرفه قال تعالى:” يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم” (البقرة: 273). وجهل الحق: أضاعه فهو جاهل. جمع: جهال وجهلة وجهلاء. وهو جمع : جهل. وجهله: نسبه إلى الجهل : الجفاء والسفه. ويقال : يجهل على قومه : يتسافه عليهم.
قال الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلية
والجاهلية: ما كانت عليه العرب قبل الإسلام من الجهالة والضلالة، قال تعالى: “وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى” (الأحزاب:23).
دعاء: إلهي:
طرقت الرجا والناس قد رقدوا
وبت أشكو إلى مولاي ما أجد
أشكو إليك هموما أنت تعلمها
ما لي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل مبتهلا
فلا تردنها رب خائبة
إليك يا خير من مدت إليه يد
فبحر جودك يروي كل من يرد
اللهم فاهدني هدى المهتدين، ولا تجعلني من الغافلين الجاهلين، واغفر لي يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون.