ستظل الوحدة اليمنية في حدقات العيون وفي سويداء القلوب وفي الضمير دوما هي ذلك المنجز العظيم للشعب اليمني وسيصونها ويحميها من كل الأعداء .
و الوحدة اليمنية أنشودة خالدة في وجدان كل يمني .. لأنها كانت الحلم الذي تحقق وأعاد للوطن مساره الصحيح وملامحه البهية بعد عقود من التشظي والانشطار والشتات والمتاهات.
إن هذه الوحدة تشكل الضامن الوحيد لاستقرار اليمن وأمنه واستقراره , ومهما تكالبت الظروف والمؤامرات والدعوات الانفصالية المشبوهة إلا ان وحدة الشعب اليمني ستظل هي الراسخة والصرح الشامخ والصلب .
وللوحدة المنية ترنم الشعراء وتغنوا بها ولها دوما كتبوا أجمل الأشعار والنصوص , لأنها كانت وستبقى هي الحبيبة الأغلى والأجمل التي تترنم بهواها قصائدهم.
ومن يقلب صفحات الإبداع اليمني سيجد ذلك الفيض الكبير والمتدفق من الشعر الذي يترنم بالوحدة ويمجدها ويصب في بساتين عشقها رحيق الإبداع الأصيل والصادق.
وفي السطور التالية بعض مقتطفات من القصائد الوحدوية التي يزخر بها المشهد الشعري اليمني بكثرة تدل على عظمة هذه الوحدة وشموخها .
الحب والوحدة
حب الوحدة في قلب كل يمني عن هذا الحب يكتب الشاعر: الحارث بن الفضل قصيدة الحب والوحدة نقطف منها التالي:
شَمَّ اليماني خُمرة الزهرة
من نخلةٍ طارت من المهرة
طارت وقلبي طار من صدري
حبَّيتها والحب من نظرة
شِعري يلملم حُسنها المغري
ما بين صوت الماء والخضرة
يا وحدتي كم غرَّد القُمري
لما التقى سيئون والزَّهرة
للحب في أعماقنا سطوه
من وين هذا الزين من شبوة
من مارب التاريخ من أبين
من كل أرض المجد والنَّخوة
قعلة تعز العز عنواني
من إب انا من صفوة الصَّفوة
يا وحدتي يا عرس أعراسي
يا فرحة الأفراح والنَّشوة
يتعانق العصفور والوردة
في لحج في المحويت في صعدة
والبحر يتراقص وتتغَّنى
يا وحدتي صحراء ممتدَّة
أفراحنا ضَّجت لها الدنيا
أعراس في شمسان في السَّدة
كم زغردت صنعاء وكم غنَّى
ساحل عدن للحب والوحدة
غنَّت عدن للحب والوحدة
غنَّى اليمن للحب والوحدة
إشراقة خالدة
ومن قصيدة «إشراقة خالدة على وجه الزمن» يقول الشاعر: ياسين محمد البكالي:
من ثغر مايو تلألأ في الربى الشفق
لما أفاق على أجفانه الأفق
وكان بالأمس يغلي الشوق في عدن
إلى آزال- وكدنا فيه نحترق
حتى تهادى على سفح المنى أمل
صرنا به فوق هذي الأرض نأتلق
في ذات قدر أتى يقضي حوائجنا
بعد العناء- فحيا الله من سبقوا
يانهكة التوت في أنف الزمان لنا
وعد مع الخلد حاشا فيه نفترق
فطاولي هامة الأيام يا بلدي
بين الضحى والدياجي إنني الفلق
أتيت من أمنيات العرب ملحمة
من اليقين بحب ليس يخترق
ناولتها الله عهداً ليس ينقصه
إلا اعتراف رفاقي أنه الخلق
أنا هنا قامة التأريخ بالعربي
من أرض بلقيس نحو العز تنطلق
باسم السعيدة قال الدهر مبتسماً
إن اليمانين للأمجاد قد خلقوا.
أحبك
وعن حب الوحدة اليمنية يكتب الشاعر: عبدالواحد عمران قصيدة «أحبك» منها السطور التالية:
أحبك وحدة اليمن المهاب
وأغنية الرجال على الروابي
أحبك غيمة بالحب تهمي
فتخضل القواحل من شعابي
أجاهر في هواك ولست أخشى
حكايات الملامة والعتاب
احبك كيف شعب من قلوب
تآلفها يفسر كل ما بي
ويقرأني كتاباً من حنين
يكلل بالهوى هام الحراب
وثم الخائنون عموا وصموا
فضلوا واهتديت إلى صوابي
فقم واقرأ على الباغين تعساً
وقل يا بئس ما اقترفوا ببابي
لقد ضاقوا بأنفسهم وقلبي
دخلت إليه فاتسعت رحابي.
فجر الجمال
ولأنها الفجر البهي الذي انتظره شعبنا اليمني العظيم كتب الشاعر : أحمد المعرسي عن فجر الوحدة قصيدة منها الأبيات التالية:
يا وحدة الشعب يا حلم الرجال العظام
يا فجر ضم السعيدة بعد طول الظلام
محال بعد التلاقي أن نرى الانقسام
***
ما يضحك الفجر إلا حين يبصر سمانا
وما تغني الروابي غير فرحة غنانا
والكون ما يفتخر إلا بوحدة ثرانا
والشعب واحد ومايو عهد يسكن دمانا
***
يا عهد قلبي، ويا ميثاق كل الرجال
يا نور دربي، ويا محراب فجر الجمال
.. باقسم بربي، الذي سماك عرش الجلال
ما خنت حبي، ولو لا قيت فيك الزوال.