تحية للنائب العام والأجهزة الأمنية
مطهر يحيى شرف الدين
العدل هو القيمة الإنسانية العليا التي تقاس بها طبيعة العلاقات في ما بين الناس وهو الهدف الذي من أجله أنتفض الثائرون وتحركت مظلومية المستضعفين واستنهضت المجتمعات مما كانت عليه من الغفلة والخنوع للمستكبرين ، وإذا ما تم تربية الأجيال على هذه المثل والغايات النبيلة المتمثلة في العدل والمساواة وإحقاق الحقوق ومواجهة الظلم فإننا بذلك سنجني ثمار تلك المثل والقيم وسنبني جيلا لا يعرف الهوان والانكسار ويأبى الضيم والظلم وستظل العزة والكرامة هي الطريق الذي يسير عليه هذا الجيل والهدف الذي تتسابق عليه المجتمعات المثالية لتخطو قدما نحو النمو والتطور والاستقرار ، وقلة من الرجال من يحملون هم المستضعفين المقهورين ويدافعون عن الحقوق والحريات الذين هيأهم الله سببا لنصرة المغلوبين على أمرهم الذين وقعوا ضحية للظروف القاهرة التي وقفت أمامهم وبالتالي أصبحوا عاجزين عن تجاوزها والتغلب عليها مما أدت بهم تلك الضروف إلى أن يكونوا خلف القضبان مسجونين وبالأخص الموقوفين على ذمة حقوق خاصة ، ومن أولئك الرجال الذين تحملوا على عاتقهم جسامة المسؤولية مدركين ومخلصين لواجباتهم ومهامهم الأستاذ عبدالعزيز البغدادي النائب العام الذي يعمل بروح الفريق الواحد ويسعى جهده مع المعنيين في أجهزة الأمن وحقوق الإنسان واضعين في اعتبارهم الأبعاد الإنسانية والنفسية والاجتماعية فوق كل اعتبار كونها مقاصد سامية وغايات مثلى تحتم عليهم ضرورة النظر والفصل في قضايا تهم المجتمع وتلامس الحقوق والحريات من خلال لجان النزول الميداني على السجون ومراكز التوقيف الاحتياطية لعدد من المحافظات ، وبالتالي يأمل البقية من أصحاب تلك القضايا من المسجونين والموقوفين في أن يجدوا من يعينهم ويقدم لهم المساعدة المادية والمعنوية والمشورة القانونية والعون القضائي والاجتماعي ، وجميعنا في هذه الأيام نشاهد ونسمع من وسائل الإعلام ونلمس عن قرب التحركات الجادة والنشطة للنائب العام والأجهزة المساعدة ووقوفهم دائما أمام التحديات التي تقف وراء تعثر مثل هذه القضايا واتخاذ كافة السبل والمعالجات في سبيل تقديم العون والمساعدة على إطلاق السجناء المعسرين ووضع حلول عاجلة وفورية للحالات الإنسانية لنزلاء الإصلاحية وبالذات من هم على ذمة حقوق خاصة وتسخير وسائل تنفيذها بتفعيل الدور المجتمعي ودور القطاع الخاص ورجال الأعمال وكذلك السعي نحو تلبية احتياجات السجون من متطلبات الرعاية الغذائية والصحية والتعليمية ، ولذلك ينبغي أن يستوعب المجتمع بالدرجة الأولى أفرادا وجماعات ويدرك دوره الأول والمهم في خطورة استمرار بقاء السجناء في السجون ومراكز التوقيف وبالذات المسجونين ظلما ونعمل جاهدين من أجل حلحلة ومعالجة الإشكالات والنزاعات فيما بين الخصوم قدر الإمكان وذلك من باب إصلاح ذات البين قبل أن تدخل هذه المنازعات أقسام الشرطة والنيابات والمحاكم وبالتالي التطويل في الإجراءات وإتباع قواعد قانونية مرهقه ولنتذكر دائما أن العدالة البطيئة ظلم ،، تحية وتقدير مرة أخرى لكل العاملين الشرفاء المخلصين في المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة الذين يعملون من أجل إحلال السلام ومن أجل العدل بين الناس طاعة لله ولرسوله ونصرة للحقوق والحريات ، والله الهادي إلى سواء السبيل ..