الثورة الزراعية
صلاح الشامي
• تثبت ثورة ٢١ سبتمبر ، في كل توجهاتها ومراحلها، جدارتها بحمل أعباء الشعب والوطن، والخروج بها من مأزق التبعية والارتهان للخارج، فقد نبذت العملاء ، وقاومت الغزو الأمريكي الصهيوني، ووحدت قضايا المواطن، وما زالت تعمل على دحر العدوان الدولي بقيادة جارة السوء، وتقاوم الحصار بشتى الوسائل المتاحة.
• الثورة الزراعية هي أولى لبنات البناء الحقيقي للدولة، بعد بناء الإنسان وتوحيد جهود وطاقات الإنتاج والعمل، في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي، وعدم الرضوخ للخارج ..
• دعوة السيد القائد عبدالملك الحوثي لاقت ترحيباً كبيراً، وسعياً دؤوباً من قبل الجهات المسؤولة والمزارعين، ونتمنى بذل المزيد من الجهود في سبيل عزتنا وكرامتنا، فتراب الوطن الطاهر معطاء، ولا يحتاج إلا إلى من يعطيه من جهده ووقته، كي يغدق عليه من خيراته.
• الإصلاحات الاقتصادية الحقيقية لن تأتي من مستثمرين خارجيين، لا هم لهم سوى الربح، ولو على حساب تدمير البلاد، كما لن تأتي من مسؤولي الدولة الحريصين على الانفتاح على الغرب وتحقيق بعض المصالح والحفاظ على المناصب ..
الإصلاحات الحقيقية لن تأتي من أحزاب تتكالب على السلطة، وتدعي الإصلاح وهي أهم معاول الهدم، ولا من أحزاب جلبت العار لمنتسبيها بالخيانة العظمى للوطن والشعب، ولا من أحزاب تتلقى تعليماتها من أعداء شعبها، ولا من أحزاب صغرى تتبع أحزاباً كبرى، أحزاب كالعوالق والطفيليات، ليس لها إلا الطاعة والانقياد ..
الإجراءات الاقتصادية الحقيقية لن تأتي إلا من الشعب، من القاعدة العريضة الصانعة لمجمل أحلام الوطن وتطلعاته، وبالجد والجهد تبني الشعوب أوطانها.
الأبواق الخرساء التي تعمل على إحباط الشعب، لن تجرؤ على القول حين ترى الفعل متجسداً عملاقاً، والجهود تؤتي ثمارها أرقاماً واكتفاءً ذاتياً .. ولكن يجب التصدي لها، وعدم تركها تبث سموم كيدها في الأوساط الاجتماعية البريئة .. إن من يسكت عن الحق شيطان أخرس .. والطابور الخامس ليس له سلاح إلا الكلمة، فهو يحارب بالإرجاف في المقايل وفي الباصات ووسائل النقل والأسواق وفي الجامعات والمدارس والمعاهد ومقار العمل، يريد تثبيط كل محاولة للانعتاق من التبعية، ليظل البلد تحت رحمة المحتل، وبحكم احتياطي له، يعتبره مخزوناً مالياً وبشرياً لا ينبغي أن يستقل بقراره.
ولذلك عمل المحتل على إبقاء بلدان المنطقة دون مستوى النهوظ الحقيقي، ليكون مفتقراً إليه .. وفي حال وصل إلى تحقيق ثروة – كما حصل لدويلات الخليج – فلا بد من تبديد هذه الثروة في ما لا ينفع، فهل من دول الخليج من اهتم بالزراعة مقابل غابات الأسمنت العملاقة من ناطحات السحاب الغبية، وهل من دول الخليج من اهتم بالصناعة مقابل صناعة الإعلام الممنهج لتدمير ما تبقى من أصالة الثقافة العربية والموروث الحضاري والفكري الأصيل .. وهل من دول الخليج من اهتم بالتجارة التي تخدم المصالح العربية مقابل تجارة الفسق والانحلال الأخلاقي والممنوعات وتجارة المبادئ ، وحالياً المتاجرة بدماء العرب في أسواق أمريكا وإسرائيل.
هؤلاء القوّادون الأعراب لا هم لهم سوى إرضاء زبائن ماخوراتهم وتسمين مؤخراتهم ومضاعفة مدخراتهم من ثروات شعوبهم ودماء جيرانهم .. في الوقت الذي يدعون فيه الطهارة، فما أندر طهر العواهر.
الثورة الزراعية هي اللبنة الأولى والخطوة الصحيحة في طريق الحرية والكرامة، والاستحقاق المناسب لهذا الشعب العظيم المؤمن الحكيم.