بالمختصر المفيد.. حاضنات السل ومزاعم الأسلحة الكيماوية

عبدالفتاح علي البنوس

منتصف إبريل الماضي اقتحم عبيد الريال السعودي من مرتزقة الإخوان ومن تحالف معهم مركز مكافحة مرض السل والكائن بحي الحصب إلى الغرب من الحالمة تعز حيث أسفرت هذه الغزوة الكبرى عن قيام هؤلاء الأوغاد بالاستيلاء على مئات الحاضنات الجرثومية التي تم تجميعها منذ سنوات والتي تحتوي على المليارات من جراثيم السل القاتلة المقاومة للأدوية والتي كانت خاصة بالدراسات والأبحاث ذات الصلة بمدى مقاومتها للأدوية حيث كان من المقرر نقل هذه الحاضنات للمختبر المركزي بالعاصمة صنعاء ومنه إلى المختبرات الإقليمية الخاصة بالسل بالقاهرة قبل أن تنهبها مليشيات الإرهاب والإجرام الإخوانجية السلفية الداعشية ، ومنذ تلكم الغزوة وحتى اليوم لا يزال مصير هذه الحاضنات مجهولا ،ولم يتم الكشف عن مصيرها ، رغم خطورتها البالغة ، والتي قد تستخدم كأسلحة بيولوجية فتاكة وخصوصا إذا ما تم تسليمها للجماعات الإرهابية واستخدامها في ارتكاب جرائم إبادة جماعية في حق المدنيين الأبرياء في تعز أو غيرها من المدن اليمنية واستخدامها كذريعة أمريكية لشن حرب مباشرة على بلادنا والمضي قدما في دعم وإسناد العدوان السعودي على غرار ماحصل في حان شيخون بسوريا وخصوصا بعد الفشل والإفلاس عسكريا في مختلف الجبهات وعلى مختلف المحاور .
هذه المخاوف تنامت عقب تناولات صحفية لوسائل إعلام أمريكية وسعودية تحدثت عن امتلاك أبطال الجيش واللجان الشعبية لأسلحة كيميائية قالت بأنها حصلت عليها من إيران في واحدة من سلسلة الأكاذيب والافتراءات التي دأبت هذه الأبواق المأجورة على تسويقها والترويج لها في محاولة منها للتغطية على الهزائم النكراء والخسائر الجسيمة التي يتكبدونها في مختلف الجبهات الداخلية والخارجية ، هذه التسريبات الخطيرة أعادت للأذهان غزوة حاضنات مركز علاج السل بتعز وخصوصا في ظل الأنباء التي تحدثت عن قيام الغزاة بنقل هذه الحاضنات إلى خارج الوطن من أجل تحويلها إلى سلاح بيولوجي يتم تسليمه للجماعات الإرهابية والإجرامية لاستخدامه ضد الأبرياء من أجل إلصاق التهمة بالجيش واللجان بهدف حرف مسار الأزمة اليمنية والشرعنة الدولية لتوسيع رقعة العدوان الذي يشن على بلادنا وصبغه بالطابع الأممي تحت شماعة الدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة الأسلحة الكيماوية وهي ذات الذريعة التي استخدمتها أمريكا لاحتلال وتدمير العراق ، وفرض الحصار على إيران وكوريا الشمالية ، ومن ثم التآمر على سوريا وتدمير اقتصادها وبنيتها التحتية والقضاء على جيشها المهاب.
وهنا وأمام كل هذه الحيثيات والمعطيات فقد صار لزاما على المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني والبرلمان والقوى الوطنية ومختلف وسائل الإعلام والنخب السياسية والنخب المثقفة ونشطاء التواصل الإجتماعي العمل على تسليط الضوء على هذه القضية الهامة والخطيرة وإطلاع الرأي العام الدولي عليها وذلك لقطع الطريق أمام مخطط قوى العدوان الهادف إلى استخدام السلاح الكيماوي الجرثومي في حق أبناء الساحل الغربي كتمهيد لاحتلال الحديدة وهو الأمر الذي تروج له قناة العربية وتسعى من خلاله لإلصاق التهمة بالقوى الوطنية وتحميلها وزرا وجرما لم تقترفه .
بالمختصر المفيد الأسلحة الكيماوية أكذوبة تضاف إلى سلسلة الأكاذيب والدعاوى الكيماوية والبيولوجية التي دأبت أمريكا على الترويج لها ولا يمكن التسليم بها على الإطلاق ولن تؤثر على صمودنا وثباتنا وعدالة قضيتنا وسنواجه كافة التحديات والمخاطر بعزيمة أمضى وإرادة لن تلين .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا