وأعدّوا
أشواق مهدي دومان
شعار الإخوان المسلمين على مدار المائة عام التي تحرّكوا فيها بتسابق وانسجام مع حركة الوهابيّة؛ فكانتا الأختين الحلوين ( هناء وشيرين : على مقولة المصريين )…
كانتا التوأم (الإخوانجيّة والوهابيّة) التي خلقتا من رحم واحدة هي الماسونية الصهيونيّة؛
فكر مهّد لهذا اليوم الذي سيعتلي خليفتهم المبجّل: خريج العُهر والخمر والفسوق( ترامب ) المنبر مخاطبا أمّة محمّد لكن ليس محمدنا ابن عبدالله بن هاشم ؛ بل أمة محمّد بن عبدالوهّاب عميلهم المؤسس الأغرّ… وما قمّتهم إلا كحفل تخرّيج لدفعة ظلّت تتمرّن على أيادي الماسون مائة عام، و قد حان قطاف ثمار شجرتهم الزّقوم التي طلعها كرؤوس و قرون الشّياطين ، فهذا الحدث ما هو إلا عمليّة تتويج وبيعة لمرحلة جديدة وحقبة ماسونيّة خرجت إلى الجهر وغادرت الخفاء لتشيع الفاحشة أكثر وأكثر بخليفة كان يعمل من تحت عقال الوهابيّة ولحيتها الحمراء ؛ وقد نجحت الوهابإخوانجيّة في الامتحان القاسي الذي كانت آخر إجاباتهم هي تفكيك وتدمير الأوطان ثمّ الرّحيل والفرار المخزي من أوطانهم ؛ فثورات 2011م لم تكن إلا ( قوّارة) على لهجتنا في صنعاء وهي قطعة قماش يلفّ بها جعالة العيد أو البِن( هدية الأهل إلى بنتهم النّفاس في جمع النّساء وهذه الهديّة من زبيب ولوز بلدي وشكولاتة وبيض حمام و…إلخ )..
هذه قوّارة وجناح يظلّل تحته الإرهاب المؤدلج والمدبلج كحلقات الأتراك طويلة المدى والتي تدور حول نفسها وتتكرّر في نفس كلّ عنوان لمسلسل يلهي الأغبياء بعشق ممنوع وسقوط من الهاوية وضياع للقيم والغيرة والرّجولة…
حلقات ليس مهنّد ونور أبطالها بل سلمان وتوكّل ومحسن وأردوغان وعبدالله بن الحسين (ابن نور بريطانيا ) و العريفي والزّنداني والعرعور والسّديس والسّيسي والبيسي و..إلخ وجميع الساسة و أهل التّياسة والخساسة والنّجاسة والنّخاسة والهواسة فقد ولا بدّ ولا شك أنّهم لن يتنفسوا مثقال ذرّة من خردل أمام مولاهم وولي أمرهم وحبيبهم وسيّدهم وتاج رؤوسهم ترامب : خريج الهوليود وماهو إلا فيلم اكتملت حلقاته ليتم إخراجه ويقوم ( كالعادة ) بدور البطل الأساس أمريكي إسرائيلي ( ترامب ) ، محي الدّين في نفوس الوهابيين والإخوانجيين الذين شغلونا بذلك الشّعار الذي يحمل سيفين بينهما كلمة عزيزة من كلام الله استغلّوها وليسوا بأهلها حين ردّدوا:
و ـ أ ـ عِ ـ د ـ و ـ ا
” وأعدّوا”
فماذا أعدّوا سوى خراب أمّة محمّد وتشويهها بكتاكيتهم وتفريخاتهم من قاعدة إلى نصرة إلى داعش ؟!
وما أشبه اليوم بالبارحة حين خطب أبوبكر البغدادي على المنبر ودعا لدولة داعش أي : الدّولة الإسلاميّة في العراق والشّام ليمتد نفقهم الذي وزعوا فيه خرائط الوطن العربي في قليل من التّستر ؛ ليأتي زمن الجهر بالسوء على أصوله ، ويحين وقت توزيع الكيكة العربيّة على طبق من ذهب ، و قد غرزوا السّكين في نحر الأمّة العربيّة الإسلامية ؛ فنزّ دمها من شدّة النّزيف وجفّت النّخوة والغيرة في عروقهم….
زادت مساحة خلافة الماسون ؛ لتتعدّى العراق والشّام المهلهل ففلسطين انتهت قضيتها وأصبحت إسرائيل بدلا عنها في الحقّ فممثل فلسطين لو تواجد ؛ إنّما هو خادم بكّاء على بيريز ولكم أن تحكموا في من بكى عدوّه التّاريخي وتآمر على زعيم قضيّة فلسطين الشّهيد ( ياسر عرفات ) ؛ وقد ذُبحت فلسطين يوم رحل عرفات شهيدا على أيادي الصهاينة …
كذلك نحروا العراق حين شُنق العراق واحتل عشرات السّنين وفتّتوا أجمل وأغنى بلاد العرب وانتهوا بشنق صدام وقتل بنيه ..
وأمّا الشّام فقد أخذوا الضّفتين الشّرقية وولّوا عليها ابن البريطانيّة ،والغربيّة وقد سلّموها لإسرائيل وحاميها( الإخوان وحماس ) حراميها ؛ ولم تبقَ إلا سوريا ولبنان تقاومان بشدّة وبارك الله في شامنا و يمننا والتي ستظل ولن تبتئس ولن تقنط ولن تركع ؛ وستظل تقاوم…
و لعلّ هذه الدّول لم يُستدعَ رؤوساؤها فميشال عون استبعد لأنّه حر و لبنان حرّة بجيشها وحزب الله فيها، وبشار الأسد حُر بجيشه وقبضته الحديدية ومقاومته خمس سنوات للإرهاب ….
واليمن اليمن اليمن كلّها حرّيّة بقائد ثورة ومسيرة قرآنيّة ملهم فذّ شديد على الكفّار رحيم بأهله ومعه كلّ حرّ ضدّ العدوان لم يتزحزح عن أرضه ..
اليمن كلّها أحرار وكلّها عنفوان بأصغر مجاهد من اللجان الشّعبيّة والجيش وأبناء القبائل ..
اليمن حُرّة بحافي القدمين ، الأشعث الأغبر يدوس إبرامزاتهم ويعلق النّار في فخر صناعاتهم بولّاعة ويبصق على وجوه علوجهم وفريق منحرفيهم الذين جاءوا من كل نسل يُداسون وينتهون جُثثا خامدة ؛
ولهذا فنحن الأولى بقوله (تعالى ): ” وأعِدّوا ” و قد سحبنا بساط الإخوان فباتوا في عراء الخيانة يتسكّعون على بلاط ترامب وكم سنرى وجوههم الشّاحبة تشرئب للتّقرّب والتّمسح بصنمهم الأكبر (ترامب) ؛ ناسين شعارهم __ وأعدوا __ الذي لم يستخدموه إلا ضدّ أهلهم ووطنهم وأرضهم؛ فخسئوا فلم يكونوا بمستوى القبيلة والشّهامة والجنبيّة اليمانيّة التي تفاخروا بلبسها حين كانوا يعدّون أنفسهم رجالا ولكنّ لا نأسف عليهم ؛ فما يضيرنا ولا يهمنا من خان ؛ وأمّا نحنُ فما خُنّا و لن نخون ؛ والعامان والأكثر شهود بأنّ رجال الله يعدّون ويعدّون الكثير من مشاركاتهم في احتفال الماسون بتتويج وتقوير وتسوير ولاية خليفتهم الجديد ؛ وكان من الواجب استقباله بألعاب ناريّة ؛ ولكنّها حين تكون من ( أبي يمن ) ومن صرخة حق فلا بدّ أن تليق بوليهم ومولاهم ككبير؛ وما كان إلا صاروخا وصل إلى عمق الأهداف كرسالة خطّية عبر الباليستي أنّنا :
أيّها الغاصبون المهترئون لسنا كمن لديكم في فنادقكم ؛ فنحن لكلّ مواجهة ،وقد تحمّلنا مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من حقدكم وغيظكم وإرهابكم الذي ما أرعبكم إلا صمودنا..
وقد عدّينا فترة الدّفاع ؛ لنخبركم إن قد أعددنا لكم ما استطعنا من قوّة ومن رباط الخيل لنرهبكم في مؤتمر وقمّة إرهابكم وسنرغم أنوفكم غير الأنفة في التّراب ؛ فلستم أقوى وأصدق ممن قال فينا :
” أولو قوّة وأولو بأسٍ شديد”.
وما النّصر إلا من عند الله ؛
والعاقبة للمتّقين…