المطار المعتقل
معين النجري
كنت احتاج لعشر دقائق فقط حتى أصل إلى المطار أما الآن فأنا بحاجة إلى ثمان وأربعين ساعة سفر بمصاريفها لأصل إلى المطار.
ليس هناك أحجية ولم يتم سحب المطار إلى مسافة بعيدة كل ما في الأمر أن هناك من يحاول تغطية عجزه بمعاقبة أكثر من ستة وعشرين مليون إنسان، وكان إغلاق مطار صنعاء الدولي في وجوه المواطنين اليمنيين أحد الإجراءات العقابية العفنة التي تعكس معدن منفذيها.
سيطرت مملكة الشر السعودية على الأجواء اليمنية وفرضت على الطيران المدني المغادر والقادم إلى مطار صنعاء المرور بأحد مطاراتها للتفتيش وتوجيه الإهانات للإنسان اليمني لكن ذلك لم يشف غليلهم ولم يداو هزائمهم بل لقد كانوا هم يشعرون بالإهانة وهم يجبرون أكثر من خمسة آلاف عام من الحضارة والتاريخ أن يتوقف في أرض بلا تاريخ سوى تاريخ داحس والغبراء.
في كل رحلة لطيران اليمنية كان يتوقف في مطار بيشة كان الإنسان اليمني يعمق أحساس بدو النفط بضآلة قيمتهم وصغر حجمهم، دون أن ينطق بكلمة واحدة.
لذا قرروا إغلاق مطار صنعاء تماماً، وهذا فشل فاضح يضاف إلى قائمة فضائح عاصفتهم.
المحزن هنا ليس ما تقوم به مملكة الشر واخواتها لأن مثل هذا السقوط متوقع وطبيعي أن يصدر عن مملكة سلالية طائفية عفنة، المحزن بالنسبة لي هو الصمت والقبول المخزي الذي تتعامل معه الدول والمنظمات التي تتغنى بحقوق الإنسان وتصنع القوانين واللوائح وتجبر الدول على التوقيع والالتزام بها.
محزن جداً هذا الصمت مقابل الدولار والنفط السعودي، لقد اثبتوا فعلاً أنهم يعيشون على حقوق الإنسان وليس من أجله.
أما ما نسمعه من تصريحات حول ضرورة فتح مطار صنعاء فليست شيئاً ولم تكن أكثر من جمل وتقارير يصدرها البعض من باب اسقاط الواجب هذا إن لم يكن للمزيد من الابتزاز لمملكة آل سعود مقابل الصمت المهين.
كل يوم يمر ونحن بانتظار فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية ليتمكن المرضى والطلاب وأصحاب الحاجة من السفر وكلما أطلعنا على قصة مريض يحتاج السفر إلى الخارج ويعجز عن السفر براً إلى سيئون أو عدن نلعن السعودية وندعو بقرب الافراج عن مطارنا المعتقل.
لكن حين يكون عدوك بلا قيم وبلا أخلاق يجب أن تتوقع منه أي شيء.
أفرجوا عن مطارنا