خبراء: واشنطن متورطة في الهجوم الإلكتروني الكبير الذي هز العالم

رصد خبراء تورط وكالة الأمن القومي الأمريكية في الهجوم الإلكتروني الذي استهدف مؤسسات في شتى أرجاء العالم، بما في ذلك بعض المستشفيات البريطانية، وهو ما أثار بعض التساؤلات بشأن تكتم الحكومة الأمريكية على مثل هذه الثغرات.
وحدد الخبراء عناصر تعد جزءا من برنامج خبيث استخدمت في هجوم الأسبوع الماضي كان قد سربها قراصنة أطلقوا على أنفسهم “شادو بروكرز” في أبريل الماضي، وتوصلوا إلى أن إحدى هذه الأدوات التي تحمل اسم”إتيرنال بلو”، كانت من بين “أهم” المحتويات المسربة والتي تسببت في انتشار الهجوم عالميا، بحسب مختبر “كسابرسكاي” للحماية الأمنية الإلكترونية، ويقال إن هذه الأداة صنعتها وكالة الأمن القومي الأمريكية، ولم يرد تأكيد أو نفي لهذه المزاعم من جانب الوكالة الأمريكية.
وكُشف عن الأداة يوم 14 أبريل وعلى الرغم من استطاعة شركة مايكروسوفت إصلاح المشكلة قبل شهر من التسريب، إلا أن الكثير من المؤسسات العالمية البارزة لم تجر التحديثات المطلوبة لأنظمتها حفاظا على سلامتها.
أثار الهجوم الإلكتروني جدلا بشأن ضرورة كشف الحكومات عن ثغرات اكتشفتها أم لا، وقال باتريك تومي المحامي الذي يعمل لدى اتحاد الحريات المدنية الأمريكية :”سيكون الأمر بمثابة مشكلة كبيرة إذا كانت وكالة الأمن القومي الأمريكية على علم بهذه الثغرة وتقاعست عن كشفها لشركة مايكروسوفت حتى وقعت السرقة”، وأضاف :”تبرز هذه الهجمات حقيقة مفادها أن مثل هذه الثغرات يمكن أن تستفيد منها وكالات الأمن وأيضا القراصنة والمجرمين في شتى أرجاء العالم”، وتابع تومي :”إصلاح الثغرات الأمنية فورا هو أفضل وسيلة لتوفير الأمان للجميع”.
وكان إدوارد سنودين، الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية الذي سرب الكثير من الملفات الداخلية للوكالة في يونيو 2013م، قد انتقد الوكالة من خلال كتابة عدد من التغريدات على حسابه الشخصي في تويتر، وكتب في إحدى هذه التغريدات :”فيما يتعلق بهجمات (الجمعة)، يحتاج الكونجرس أن يسأل وكالة الأمن القومي إذا كانت على علم بأي ثغرات أخرى في برامج تستخدمها مستشفياتنا”. وأضاف :”لو كانت وكالة الأمن القومي على علم خاص بالثغرة التي استخدمت في الهجوم على المستشفيات وقت اكتشافها، وليس وقت فقدها، ربما أمكن تفادي حدوث ذلك”.
مايكروسوفت
على هذا الصعيد، قالت شركة مايكروسوفت للبرمجيات إن الهجوم الإلكتروني، الذي ضرب 150 دولة حول العالم الاسبوع الماضي، يجب أن يعامل من جانب حكومات العالم باعتباره “ناقوس خطر”، وأضافت الشركة العملاقة إن ثغرات البرمجيات، التي تخبؤها الحكومات، قد تسببت في “أضرار واسعة.”
وانتقد بيان للشركة صدر يوم الأحد الماضي، الطريقة التي تخزن بها الحكومات معلومات عن الثغرات الأمنية في أنظمة الحواسيب، وقال البيان: “لقد رأينا ثغرات مخزنة من جانب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تعرض على ويكيليكس، والآن سرقت هذه الثغرة من وكالة الأمن القومي الأمريكية، وأضرت بالعملاء حول العالم”.
وأضاف: “قد يحدث سيناريو مشابه مع الأسلحة التقليدية، ليجد الجيش الأمريكي بعض صواريخ توماهوك قد سرقت منه”. وتابع البيان: “يجب على حكومات العالم أن تتعامل مع هذا الهجوم على أنه ناقوس خطر”.
اللافت ان الفيروس الأخير يستغل خللا في نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز، والذي كشفته لأول مرة أجهزة الاستخبارات الأمريكية. ويسيطر ما سمي بفيروس الفدية الخبيثة على ملفات المستخدمين ويحجبها، ويطالبهم بدفع فدية لاستعادة الدخول إليها. وقد تباطأ انتشاره يوم الأحد الماضي، لكن خبراء حذروا من أن فترة توقفه قد تكون وجيزة. وتأثر بالهجمات أكثر من 200 ألف جهاز كمبيوتر حتى الآن.
الجدير ذكره ان باحثا بريطانيا في أمن الإنترنت أوقف “عن طريق الصدفة” انتشار فيروس “الفدية” رانسوموير الخبيث، ونقل عنه قوله: “لقد أوقفنا هذا الفيروس، ولكن سيأتي آخر لن يمكننا إيقافه، فهناك الكثير من المال في هذا الأمر، وليس لديهم سبب للتوقف، ولن يبذلوا الكثير من الجهد لتغيير تعليمات البرمجة والبدء من جديد.”

قد يعجبك ايضا