د. محمد النظاري
ما أن تتفشى الأمراض في مجتمع ما إلا وتظهر المواقف الوطنية للشباب والرياضيين، والمرتكزة على الانخراط في الجهود المجتمعية للتصدي لتلك الأمراض.
اليمن بمختلف محافظاته يتعرض لوباء الكوليرا والذي هو عبارة عن عدوى معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الضمة الكوليرية، مما يسبب إسهال وقيء السوائل من جسم المريض وقد يؤدي للوفاة إذا لم تتم معالجته بسرعة.
المرض ينتشر بسرعة مهولة وحصاد الأرواح يرتفع من يوم لأخر، والمصابين يتكاثرون بطريقة مخيفة، مما جعل المستشفيات عاجزة عن استقبالهم.
الدواء كذلك يكاد يكون غير كاف لنسبة بسيطة من المصابين فما بالنا بالآلاف، فالحصار المفروض على بلادنا جراء العدوان، حد من تدفق الأدوية ، كما أن إغلاق مطار صنعاء منع المحتاجين للعلاج في الخارج من السفر للتداوي.
إذا نحن أمام كارثة حقيقية ينبغي معها أن تتكاتف الجهود بين كل الوزارات، وهنا نشيد بدور وزارة الشباب والرياضة ممثلة بالأخ الوزير حسن زيد، ووكيل قطاع الرياضة الأخ عبد الرحمن الحسني، حيث فعلا من دور الشباب والرياضيين في الاتحادات الرياضية ومراكز الشباب للتوعية بأخطار المرض وكيفية الوقاية منه وكذلك سبل علاجه.
تفاعل الوزارة لم يتوقف عند حد التوعية، بل فتح الصالات الرياضية لعلاج المصابين، وهو إجراء اضطراري تشكر عليه الوزارة، ولكنه يظل دون جدوى ما لم يتم توفير الدواء لكل المصابين الذين سينقلون لتلك الصالات، وبدون ذلك لا قيمة لفتح الصالات الرياضية.
حالة المواطنين ومن هم فئة الشباب والرياضيين صعبة ،فهم بدون راتب منذ ثمانية أشهر، ولا يستطيعون توفير الغذاء لهم ولذويهم، فما بالنا بتوفير قيمة الدواء!.
اقترح لو أن وزارة الشباب والرياضة ومن موارد الصندوق تستقبل المصابين من فئة الشباب والرياضيين في الصالات الرياضية لتخفف عن المستشفيات، وتقوم ومن أموال الصندوق بمعالجة هؤلاء والتكفل بهم، وتصبح حينها الوزارة والمنشآت التابعة لها كمركز إيواء لمن تمثلهم من رياضيين وشباب.
أن أي مسؤول يستلم أي حافز والناس تموت جوعا ومرضا، فهو لا يختلف عن الكوليرا، بل هو اشد خطرا وفتكا بالمجتمع ، وعلى مثل هؤلاء تسخير ما يستلمونه لعلاج المصابين.
بناء على الدعوة التي وجهها وكيل قطاع الرياضة عبد الرحمن الحسني، أقامت مؤسسة شاهد لتنمية المجتمع بمحافظة البيضاء، حملة توعية لأندية مديريات رداع، بدءاً بنادي الاحمدي، وذلك لتعريف الرياضيين بخطورة الكوليرا، وكيفية اتقائها وعلاجها، ونتمنى استهداف كل أندية المحافظة، لما للتوعية من دور رئيس في الحد من انتشار الوباء.
رياضيون ضد الكوليرا ينبغي أن تكون حملة واسعة تشمل الجميع دون استثناء ،وينبغي مراعاة الله سبحانه وتعالى في أي موازنة قد ترصد لهذه الحولات، فما نتمناه إلا يتم تسيسها ولا التربح منها، فالمقاصد السامية تضيع بسبب بعض التصرفات غير المسؤولة من قبل البعض.
بعد غد الاثنين تحل علينا الذكري 27 للوحدة المباركة، والحقيقة إننا في وضع صعب، ولكن أملنا في الله كبير في ان يرفع عنا وعن كل اليمنيين ما نحن فيه بسر أسرار بسم الله الرحمن الرحيم وبجاه سيد المرسلين عليه وآله أفضل الصلاة وازكى التسليم..آمين اللهم آمين.