القبيلة اليمنية..حضور فاعل يربط الماضي بالحاضر والمستقبل
ماجد السياغي
لطالما كان للقبيلة اليمنية ولازال دورها الفاعل والمؤثر في صياغة الحدث وولادة الموقف ، ولم تكن ردة فعل القبائل اليمنية بإعلانها النفير العام في وجه العدوان السعودي الأمريكي واستعدادها المطلق لمواجهته بالإمكانيات المادية منها والبشرية إلا موقفاً طبيعياً .
فمنذ بداية العدوان الكوني على اليمن سطرت القبيلة اليمنية أروع ملاحم الوعي والتلاحم والالتفاف الشعبي ترجمته عديد المواقف والأحداث نراها أكثر تجلياً في اللقاءات القبلية التي شهدتها وتشهدها مختلف القرى والعزل والمديريات فحلقاتها تتوسع يوماً بعد آخر وإيقاع نفيرها يعلو أكثر من أي وقت مضى ، فبقدر ما تحمله من إدانة واستنكار شديدين إزاء جرائم العدوان المتمثلة في القتل والتدمير والحصار الجائر بقدر ما تبعث برسائل متعددة مضامينها أن للقبيلة اليمنية حضورها الذي لا تخطئه العين .
وبرغم ما يقوم به العدو من أعمال وممارسات لخلق الاضطرابات وهدم المعنويات وتفكيك النسيج الاجتماعي إلا أن ذلك بعيد المنال ، فالضمير بوصلة المرء يؤكده النسيج الاجتماعي الذي أصبح خيطه الناظم أكثر تماسكاً بالقبيلة اليمنية. أما المواقف والأحداث فكثيرة هي نقرأها في تأييد ومباركة أبناء القبائل للإجماع الوطني بتشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون البلاد ، وزاد حضورها يوم أعلنوا النفير العام والنكف القبلي استجابة لدعوة القبائل في مشهد يعكس واحدية الهدف والمصير الواحد والنضال المشترك في وجه العدوان وجرائمه .
وأخطأت السعودية ومن يقف معها ويدعهما ويشاركها تحالف العدوان على اليمن أنهم بحصار مقومات الحياة وتدمير كل ما له ارتباط بخدمات المواطنين والأوعية الايرادية سيجففون منابع هذه الأرض العتيقة المكسية بثوب العطاء وسيقضون على شعب عُرف عنه القوة والبأس الشديدان، شعبٌ هو أساس ميزان المدفوعات وقوته الدافعة ، فالقرى والعزل والمديريات يتنافس أبناؤها على من يعطي في وقتٍ أسرع ويجود بشكل اكبر لقوافل الجود والعطاء والكرم المسنودة بالمال والعتاد والرجال دعماً لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في ساحات الشرف والبطولة .
هذه المعطيات مجتمعة أو منفردة أسقطت مفاعيلها عاملي الوقت والمال اللذين يتكئ عليهما العدو كما أسقطت زيف تضليله الملتصق بأساطيله الإعلامية بأشكال وقوالب متعددة من بينها كلمات وزوامل أبناء القبائل التي نشاهدها ونقرأها بسيطة في القول عميقة في الفعل لا تغادر العواطف والمخيلة .
بات من المقطوع به يقيناً انه لا خوف على الوطن فمواقف أبنائه حصن منيع تتوارى أمام سياجه العالي أهداف ورهانات دول تحالف العدوان واطمارها البالية .
ولم تكن ردة فعل القبائل اليمنية إلا احد فصول دورها التاريخي التليد والتي لطالما جعلت من الغازي والمعتدي والمحتل عظاماً بالية وقبوراً مكلسة ، وها هي اليوم تعيد إنتاج دورها الفاعل والمؤثر بتضحية لا تعرف قيود الزمن وصمود عميق كالبحر وثبات عالٍ كالنجوم .