تشكّل مسألة الجلوس مع الأطفال وتخصيص وقتٍ من حياة الإنسان لذلك الأمر تحدّياً لكثيرٍ من الآباء والأمهات ، فالحياة العصريّة أصبحت مزدحمةً بالكثير من المسؤوليّات والواجبات ، فترى الأب يخرج من بيته باكراً لطلب الرّزق ولا يعود إلى بيته إلا متأخراً ، وكذلك ترى الأمّ تنشغل أحياناً بمسؤوليات البيت من تنظيفٍ وترتيبٍ وتجهيز طعام.
وقد أكّد علماء النّفس حقيقةً على أهميّة الجلوس مع الأطفال والتّحدث معهم والاستماع إلى مشاكلهم ، بل رأى كثيرٌ منهم بأنّه من الأفضل للزّوجين بأن يؤخّرا دخول أولادهما الصّغار إلى فترة الرّوضة حتى يبقوا أطول فترةٍ ممكنةٍ مع الأبوين ، وهنا تكمن أهميّة الجلوس مع الأطفال حيث لا يوجد أحد يكون قادراً على منح الأطفال الرعاية النّفسيّة والحنان اللازم مثل الأبوين ، كما يتّخذ كثيرٌ من الأطفال صورة آبائهم وسلوكهم في الحياة كقدوةٍ لهم ومرشد ، وقيل شعرا في ذلك وينشأ ناشيء الفتيان فينا ، على ما كان عوّده أبوه.
فالتّنشئة للأطفال في الصّغر في غاية الأهميّة في تشكيل عقليّة الطفل وإدراكه نحو الحياة ، فما هي الطّرق التي تعين الأبوين على الجلوس مع أطفالهما من الأساليب التي يتّبعها بعض الآباء في الجلوس مع أطفالهم ، تخصيص وقتٍ محددٍ لا يتركه يكون جزءاً من برنامج يومه ، فعندما ينهي الرّجل أعماله ويتوجّه إلى بيته يجب عليه أن يلقي هموم عمله وراء ظهره حتى يكون ذهنه صافياً حاضراً مع أطفاله ، فيجلس معهم يحدّثهم عن القيم والأخلاق وكيف أنّ ديننا الإسلامي قد حثّ عليها ، وأن يذكر لهم قصص الصّحابة والصّالحين في هذه الأمّة، ويحرص على أن يعينهم على حفظ أجزاءٍ من كتاب الله تعالى ، وإذا أشكل عليهم شيءٌ من معاني القرآن أن يشرحها لهم بإسلوبٍ مبسّطٍ ، وأن يعلّمهم اللغة العربيّة الفصحى التي تيسّر عليهم قراءة القرآن وتلاوته وتصفّح الكتب المختلفة.
وعلى الأبوين أن يدركا بأنّ التّرفيه هو مسألةٌ مهمةٌ للأطفال الصّغار تعينهم على أوقات الجدّ ، فعلى الأبوين الخروج مع أبنائهم للتّنزه فيذهبون إلى البحر مثلاً ويتعلّمون السّباحة ، أو قد يذهبون إلى الحدائق التي تكون فيها مرافق للتّرفيه يروّح الأطفال فيها عن أنفسهم . كما على الأبوين أن يعلما أطفالهما ما يصلح أحوالهم ويجعلهم رجالاً ونساء ناجحين في المستقبل بحثّهم على الجدّ والاجتهاد وغرس القيم النّبيلة في نفوسهم.
قد يعجبك ايضا