الأسرة / وائل الشيباني
مع اقتراب شهر الخير وعيد الفطر المبارك ازداد العبء على كاهل الرجل خاصة في مثل هكذا مصاعب يعاني منها المواطن اليمني جراء استمرار العدوان والحصار على بلدنا الحبيب لأكثر من عامين وهذا ما جعله يقف عاجزاً أمام كل التحديات المعيشية التي فرضتها الحرب البربرية على وطننا الغالي وما لم يتوقعه الرجل كما تحدث البعض أن يكون الظهر الذي يستند عليه على حد قوله هو المرأة فقد وقفت إلى جانب الرجل وتحملت المسؤولية وعملت على سد احتياجات الأسرة حتى تحولت في نظر زوجها وأخيه وأبنائها إلى المنقذ الذي أخرجه من براثن الأزمة وتبعاتها المرهقة، قصص تجسد دور المرأة في سد حاجيات الأسرة والوقف دون تدميرها واستسلامها للواقع الصعب.. وغيرها من التفاصيل تجدونها في سياق السطور التالية:
الأزمة لم ترحم أحداً، هكذا استهلت أم عزيز، ربة منزل، حديثها عن الأوضاع الراهنة وأضافت : كان زوجي يعمل حارس أمن في إحدى الشركات ولكن استمرار الحرب تسبب باستغناء الشركة عن زوجي وهذا دفعني للتفكير في وسيلة لمساعدة زوجي على الصمود في وجه هذه الظروف، فقررت أن استغل مهاراتي في التطريز وأساعده في مصاريف البيت وهذا ما حدث بالفعل منذ أشهر وإلى يومنا هذا، فأنا مستمرة في التطريز وسد حاجيات البيت من مواد غذائية لأخفف الحمل على زوجي الذي يعمل حالياً على باب الله للحصول على الإيجار.
حال أم عزيز لا يختلف كثيراً عن زميلتها في التطريز الحاجة سعاد التي أكدت أن العمل لا يقتصر على الرجال وعلى النساء القادرات مساعدة أزواجهن وأسرهن في مثل هكذا ظروف.
وتابعت: على النساء أن لا يفكرن كثيراً، فالوقت استثنائي والعدوان يريد منا الانبطاح والانكسار والموت جوعاً وعلينا أن نثبت أننا أقوى منه ونتسلح بالعزيمة لقهره والانتصار لبلدنا الحبيب من خلال تكاتفنا معاً .
امتنان من الرجل
مساندة المرأة اليمنية لشقيقها الرجل تحظى بتقدير كبير، محمد عبد الرب موظف حكومي يثني على مساعدة زوجته له في مثل هكذا أوقات.
ويضيف : اثبتت المرأة اليمنية قوتها وتحملها للأوضاع الصعبة التي تمر بها بلادنا بنفس قوة وصمود الرجل اليمني الصلب، فقد تحملت مسؤوليتها وقامت بواجبها وأكثر، وهذا تماماً ما فعلته زوجتي، فبعد قرار نقل البنك المركزي إلى عدن وتعذر صرف مستحقاتنا زادت الظروف المعيشية صعوبة وهذا ما دفع بزوجتي لإخراج مكينة الخياطة اليدوية التي خبأتها والعمل عليها من جديد وهذا ما ساعدني كثيراً، وبفضل إقدامها على مثل هذا العمل دون طلب مني استطاعت أن اتدارك تبعات الأزمة الحالية والشكر بعد الله عز وجل يعود إلى زوجتي .
لم يكن عبد الرب الوحيد الذي استطاعت المرأة اليمنية أن تساعده في تجاوز الأزمة الحالية التي فرضها علينا عدوان لا يرحم .
فؤاد البخيتي أب لخمسة أبناء استطاعت ابنته الكبرى مساعدته للوقوف في وجه الظروف الراهنة من خلال قيامها بتعليم الأطفال في حيها اللغة الإنجليزية والرياضيات وغيرهما من المواد نظراً لتفوقها الدراسي سواء في المدرسة أو في الجامعة، كما أفاد والدها وختم حديثه قائلاً: مساعدة ابنتي لي جعلتني اشعر بالفخر والاعتزاز وخففت على عاتقي الكثير من المسؤوليات، واتمنى أن تحذو باقي النساء والفتيات حذو ابنتي وتساعد أسرها إن تمكنت من ذلك .
كفاح يقتدى به
هناء البرتاني لم تقف مكتوفة اليدين أمام الأوضاع الراهنة وأكدت ذلك بالقول : ازدادت الأوضاع صعوبة خاصة بعد أن فقد زوجي عمله بسبب استمرار الحصار الخانق على اليمن واستغناء أرباب عمله عنه، ولهذا قررت أن لا أقف مكتوفة اليدين وذهبت إلى أكثر من عشر مدارس اتقدم فيها للعمل مدرسة وحصلت على وظيفة معلمة تربية إسلامية في إحدى المدارس الخاصة بحكم شهادتي الجامعية في الشريعة والقانون وبراتب 30 ألف ريال تساعد على سد احتياجات أسرتي حتى يتمكن زوجي من العثور على عمل آخر .
قهر الظروف
الأمر نفسه حدث مع بلقيس الشعباني، عادت للعمل في مجال التدريس بعدما كانت قد توقفت لعامين ونصف العام ولكن توقف الشركة التي كان يعمل زوجها فيها بسبب العدوان المتواصل على بلادنا وحرمان زوجها و200 آخرين لأعمالهم اضطرها للعودة إلى العمل .
Prev Post
قد يعجبك ايضا