د. محمد النظاري
منذ ما يقارب العقد والنصف، والإعلام الرياضي اليمني مغيب تماما عن ممارسة دوره، اسوة ببقية الكيانات الرياضية بما فيها اتحاد الحمام الزاجل.
عندما تجمد هذا الكيان على المستوى الوطني بقرار شفوي من قبل وزير الشباب والرياضة حينها – عبدالرحمن الاكوع – توقفت سبل التواصل مع الاتحادات العربية والقارية والدولية، إلا بطرق ودية شخصية.
أموال الرياضيين تصرف حتى لعمليات خلع الأسنان، ومع هذا يعجز صندوق النشئ المليئ بمليارات الرياضيين عن تسديد الاشتراكات الشهرية، وذلك عن قصد، لكي تسقط تلك الاتحادات عضويتنا بصورة نهائية، ومع ذلك تكفل سنان بدفعها.
الأستاذ بشير سنان، إعلامي رياضي غير تقليدي، شق طريقة بسرعة الضوء، ليكون اسما مهما في عالم الصحافة والإعلام الرياضي ، ليس العربي ولا الآسيوي، بل على الصعيد الدولي كأحد أعضائه، ليكون بشخصه اتحادا كاملا يمثل بلاده.
من خلال موقعه في تلك الأطر الإعلامية، استطاع أن يكون حلقة وصل بين الاتحادات والمبرزين من الإعلاميين الرياضيين، ومن خلاله تم تكريم العديد منهم.
قبل ثلاثة أيام ارتفع اسم الإعلام الرياضي اليمني إلى موقع لم يكن يتوقعه احد، فقد اختارت الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية الزميل بشير سنان ليكون احد أعضاء اللجنة الثلاثية المكلفة بتسيير الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية.
مثل هذا الأمر ألا يدعو لأن نفاخر ببشير وأمثاله، ام أن تقوم بعض الأطر الرياضية بإرسال مذكرات ترشح غيره في تلك الاجتماعات، انه الغباء المستفجل، وهو ما قام به نائف البكري وزير الشباب والرياضة بحكومة بن دغر.
لو كانت هناك معرفة بالإعلاميين الرياضيين لكان البكري أول الداعمين له، لا المعارضين، ورغم ذلك وبحسب ما أكده بشير، لم يتم الالتفات لمذكرة البكري، وردا عليها بصورة غير مباشرة اختير كأحد أعضاء اللجنة الثلاثية في قارة آسيا .
لسنا ضد ترشيح أي زميل آخر، ولكن أيهما أفضل أن ندعم من له علاقة مباشرة بتلك الأطر، وفوزه مؤكد، أم نقوم بالعكس!!.
إن ما حدث مع بشير هو استمرار لما قام به الاكوع، وبهذا يثبت كل الوزراء المتعاقبين على الرياضة، أنهم في حالة عداء مع الإعلام الرياضي، لكونهم يعلمون جيدا أن وجود إعلام قوي، يعني انه سيمارس صلاحياته، وبما لن يرضي أي وزير ومن تحته من المسؤولين.
لن نتحدث اليوم عن توحيد الصف الإعلامي داخليا، فالداء استفحل، ولا بد من إجراء عملية جراحية يتم من خلالها استئصال الأعضاء الدخيلة عليه، ولكننا سنتحدث عن توحيد الكلمة خارجيا، من خلال دعم الشخصيات التي لها حضور قوي.
كل الاتحادات الرياضية لا تؤيد وجود إعلام رياضي قوي، وهي بذلك تستخدم نفوذها داخليا لإعاقة وجوده من جديد، كما لا تدعم أي حضور قوي للإعلاميين خارجيا، لأنها تعلم أن الخارج هو السلاح الوحيد لإعادة الكيان في الداخل.
لا نطالب وزارة الشباب والرياضة ولا أي اتحاد رياضي بدعم الإعلام الرياضي، بل نريد منهم على الأقل الكف عن إلحاق الأذى به وبمنتسبيه.
ونحن نحتفل بالذكرى السابعة والعشرين لتشكيل أول كيان للإعلام الرياضي اليمني في العام 1990م، فإننا نرسل باقة ورد لكل إعلامي ساهم ويساهم في ان يكون للإعلام الرياضي وجود حقيقي سواء داخليا وخارجيا.