رفقاً بالمواطن

محمد صالح حاتم
المواطن اليمني يعاني الأمرين ،عدوان غاشم وظالم منذ اكثر من عامين، تقوده مملكة بني سعود ،قتل الآلاف ودمر كل شيء ،حرب لم تبق ولم تذر، وحصار بري وبحري وجوي .
وكذلك ارتفاع الأسعار الجنوني يوما بعد يوم .
وهذا كله يحدث في ظل فقدان الملايين من العمال لأعمالهم .
وملايين الموظفين لم يستلموا مرتباتهم منذ اكثر من  سبعة اشهر ،وهو ماترتب على الوضع المعيشي للمواطن الغلبان ،وكنا قد استبشرنا خيراً عند تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني قبل خمسة اشهر ،وقلنا ستحل الكثير من المشاكل وخاصة الاقتصادية وبالأخص المرتبات ولكن الى الآن لم نلمس اشياء  عملية غير البدء في صرف  البطاقة السلعية.
اين رجال ودكاترة الاقتصاد ،اين المستشارين الاقتصاديين ؟
لماذا لم يتم عقد ورش وندوات لإيجاد حلول اقتصادية ؟
لماذا لم يتم اشراك الرأس مال الوطني لمناقشة  لوضع الاقتصادي وتقديم رؤى وحلول للوضع الاقتصادي  ؟
علينا عدم الاكتفاء بتحميل العدوان والحرب والحصار السبب فيما وصل اليه الوضع الاقتصادي للبلاد .
لأن الحرب لها اكثر من عامين وعلينا ان نعمل حسابنا لسنوات قادمة ،لأننا نواجه عدواً غبياً وفي نفس الوقت غنياً، وكذلك الذي يدير ويخطط للحرب لايخسر شيئاً من جيبه ،بل انه مستفيد في بيع صفقات الأسلحة بمئات المليارات من الدولارات لقتل الشعب اليمني .
فنحن لا نريد من حكومة الانقاذ ان تصنع المستحيل، ونحن نقدر الوضع الذي تمر به البلاد وخاصة المالي ،ولكن بعد خمسة اشهر ماذا عملت ،ماهي الحلول التي قدمتها للمواطن ؟
لماذا هذا البطئ والتأخير في صرف البطاقة السلعية للموظف ؟
وماعلاقتها بارتفاع الأسعار، هل يريد التجار ان يرفعوا الأسعار بدلا ان يبيع لك بسعر لأنه عبارة عن تقسيط ،يرفع الأسعار على الكل ؟
اين الرقابة على أسعار المواد الغذائية، واسعار صرف العملات، لماذا هذه الأسعار الجنونية التي كل يوم وهي في تزايد؟
دبه الغاز المنزلي اصبح سعرها اكثر من 4000ريال ،ماهو المبرر اين شركة الغاز اين الرقابة على محطات ومعارض البيع  ؟
لماذا اسعار المشتقات النفطية في ارتفاع ،اين توحيد سعرها في جميع المحطات ؟
لماذا هذا الارتفاع في اسعار المواد الغذائية الأساسية، وكذلك اسعار الأدوية ؟
إرحموا المواطن الذي بدون عمل ،والموظف الذي بدون راتب.
على الجميع العمل بروح الوطنية ونكران الذات حكومة وقطاع خاص ومؤسسات .
فعلينا ان نرفق بالمواطن المسكين ،الذي صبر وصمد وتحمل ،الكثير .
فهناك الآلاف لايجدون لقمة العيش ،ولا شربة الماء ،ولاجرعة دواء.
هناك اليتامى والأرامل ،والعجزة والمعاقين ،لايستطيعون حتى العمل إن وجد والذي اصبح معدوماً في ظل العدوان والحصار .
الكثير من الأسر النازحة من مناطق الصراع والقتال  في العراء بلا مأوى، ولاسكن، ولاغذاء .
اين الجمعيات الخيرية، اين رجال الأعمال ؟
نحن على ابواب شهر رمضان ،شهر الخير والبر والإحسان ،شهر الرحمة والغفران والعتق من النار .
علينا التراحم والتعاون فيما بيننا ،حتى نواصل المشوار في الصمود والاستبسال ،ونكسر قوى العدوان ومرتزقته ،الذين يعولون على الوضع الاقتصادي المفروض علينا كثيرا، من اجل اخضاع واذلال الشعب اليمني ،ليستسلم لمشروعهم ،ومخططهم .
فاذا تعاونا وتراحمنا فيما بيننا وتكاتفت وتوحدت كل الجهود ،بهذا افشلنا مشروعهم الرامي الى تقسيم وتمزيق الوطن .
وعلى العدو ان يعي ويعلم انه لن يستطيع ان يمرر مخططه علينا ،فمن صبر وصمد وتحدى العدو لأكثر من عامين ،لن يفرط في ما تم انجازه وتحقيقه من انتصارات عسكرية .
فالشعب اليمني رغم ما يمر به من آلام ومعاناة، يقدم كل يوم الشهداء تلو الشهداء من اجل العيش في حرية وعزة وكرامة ورخاء .
فكما افشلنا مخططكم العسكري سنفشل مخططكم الاقتصادي ،بصبرنا ،وتعاوننا وتكاتفنا جميعا مواطنين  وتجار وحكومة.
وعاش اليمن حراً أبياً ،والخزي والعار للخونة والعملاء .

قد يعجبك ايضا