محيي ثقافة الجهاد والاستشهاد
زيد البعوة
كنا قوم أهل إسلام وأهل قرآن لكننا كنا نفتقد إلى ثقافة القرآن وجهاد الإسلام المحمدي وكنا نسمع عن الأنفاق والبذل والعطاء والتضحيات لكن لم يكن لدينا شهداء لأنه لم يكن لدينا قضية واليوم بفضل الله وبفضل الشهيد القائد صار الانفاق صفة وعادة أساسية لنا وصار لدينا شهداء في سبيل الله في مقارعة الطاغوت كنا نعلم ان اليهود والنصارى اعدائنا لكننا لم نكن نعمل ضدهم ولا حتى ما يمنع زحفهم وعملهم ضدنا واليوم نواجههم بشكل مباشر ونلحق بهم شر الهزائم لقد استطاع السيد حسين بدر الدين أن ينتشلنا من مستنقع الغفلة والركود إلى ميدان الجهاد والعمل..
قبل ان يكون سيداً ولا قائداً ولا شهيداً كان إنسانا بكل ما تعنيه كلمة إنسان وما اقل الإنسانية في عصرنا الحاضر كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي احد ابرز الشخصيات إحسانا وأخلاقا ومسؤولية ليس على مستوى منطقة مران فحسب بل على مستوى صعدة والجمهورية اليمنية من موقعه الشخصي دون مناصب ولا أموال ولا وجاهة توج تلك الصفات الإيمانية بالجهاد والشهادة في سبيل الله..
جاء بالصدق وصدق به ثقف بثقافة القرآن وعمل بها دعا إلى الجهاد وكان السابق الى ذلك حث على الإنفاق والبذل بالنفس والمال وبذل نفسه وماله في سبيل الله وجه الناس الى الخروج من حالة الصمت والجمود في مواجهة الظالمين والعملاء واليهود والنصارى وكان السباق الى ذلك بذر في قلوب الناس روحية الثورة والحرية والإنسانية التي يحاول أعداء الإسلام اماتتها واستبدالها بروحية الصمت والعبودية حث الناس على التحلي بصفات الإيمان الحقيقي من خلال القران التي تمنح من عمل بها العزة والكرامة والرفعة في الدنيا والآخرة..
أيا سيدي لو تعلم وانت تعلم كيف كان تأثير الثقافة القرآنية التي غرستها في قلوب أبناء الشعب اليمني هناك آلاف الشهداء اليوم أصبحت ثقافة الجهاد والاستشهاد هي الثقافة السائدة في أوساط شعبنا اليوم أبناء اليمن الكرماء والشرفاء والاحرار والمؤمنين يبذلون أموالهم في سبيل الله والوطن مستجيبين لله وآيات القرآنية التي تحث على الاعداد والانفاق والجهاد في مواجهة الطواغيت والمجرمين..
لم يدعوا الى تمجيد شخصه أو عبادة غير الله فله أكثر من 14 درساً بعنوان معرفة الله كلها مستوحاة من القران الكريم وثقافته التي لو رجع الناس إليها وعملوا بها لانطلقوا في هذه الدنيا كالصواريخ لا يستطيع احد إيقافهم أو مواجهتهم والتصدي لهم وهزيمتهم وقهرهم لقد اعاد للأمة كرامتها المهدورة واخرجها من حالة الرق والعبودية والاضطهاد الى حالة الجهاد المقدس والعزة الحقيقية بدلاً من الموت في سبيل الطاغوت وبدلاً من الفقر والجوع والمرض بسبب استحواذ الفاسدين على مقدرات وثروات الأمة..
لقد استطاع الشهيد القائد بفضل الله ان يخلق في نفوس الناس حالة من الوعي ومن العمل الجهادي وان ينتشلهم من واقع الركود إلى واقع الحركة المثمرة واستطاع بفضل الثقافة القرآنية التي تدعو إلى البذل والعطاء ان يجعل المجتمع يخرج من حالة البخل والخوف إلى حالة التضحيات والانفاق والعطاء والدليل الواقع الذي نعيشه اليوم كشعب يمني في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي فهذا الصمود الأسطوري وهذا الوعي والبصيرة التي يتمتع بها شعبنا لم تأت من فراغ بل جاءت نتيجة وعيه ونتيجة ثقافة قرآنية آمن الناس بها في قلوبهم وعملوا بها في واقعهم .