جريمة “ام القنابل” ..عطان جروح لم تندمل ومشاهد لا تنسى
تقرير / مصطفى المنتصر
بعد اقل من شهر من شن العدوان السعودي الأمريكي عدوانه على اليمن فجع اليمنيون بمجزرة “ام القنابل” أو كما يحب ان يسميها البعض هيروشيما “عطان” حين ألقى العدوان السعودي جل حقده وقبحه على حي عطان بوحشية غير مسبوقة وجريمة لم يشهد لها مثيل في ذلك الحين .
القنبلة الأمريكية والمحرمة دوليا المعروفة بأم القنابل ألقيت ومن دون سابق إنذار على عطان فقتلت وشردت ودمرت مساحات كبيرة من الاحياء والمناطق المجاورة لعطان وعاشت العاصمة صنعاء حالة من الصدمة والدهشة إزاء الهمجية والوحشية التي ألقى بظلالها العدوان السعودي على عطان في ظهيرة يوم الاثنين الموافق 20 ابرايل 2015م .
الدمار وآثاره طال احياء واسعة من العاصمة صنعاء امتدت رقعتها قرابة 10كم من محيطة وتسبب في استشهاد 120 شخصاً بينهم نساء وأطفال وإصابة 800 آخرين إضافة الى اختفاء جثث لبعض الشهداء في منطقة وقوع الجريمة، بحسب ما ذكره مختصون ملحقة دماراً كبيراً بـ800 منزل ومنشأة خدمية وحكومية بالإضافة الى تدمير 200 سيارة ونزوح 80% من سكان المنطقة .
مشاهد مرعبة
فجع المواطنون الذين صادف مرورهم بالقرب من وقوع الجريمة والحادثة أو بالأحياء المجاورة أثناء إلقاء القنبلة فمشاهد الأشلاء المتناثرة هنا وهناك والجثث المرمية على الطرقات لم ينس هولها ابراهيم مهدي الراعبي والذي صادف حينها خروجه من مقر عمله الواقع من في فج عطان أثناء إلقاء القنبلة وهو ما سبب لديه آثاراً نفسية ترتبت على هول تلك الجريمة إضافة الى إصابته ببعض الشظايا التي استقرت بجسده وتمكن الأطباء من استخراجها ,لكن ما آلمه بشدة هو حالة الدمار والارتجاج الذي شهدته المنطقة والجثث والأشلاء المتطايرة وصراخ الأمهات والأطفال وهم يحاولون الفرار من هول الجحيم الذي غطى المنطقة بالكامل .
أمراض غريبة وتشوهات خلقية
منذ عامين لايزال اليمنيون يعانون بسبب القنبلة الفراغية التي أسقطها طيران العدوان على عطان فحولت تلك القنبلة منطقة عطان الى منطقة منكوبة جراء ما لحقها من دمار هائل بأسلحة محرمة دوليا تحتوي على مواد كيميائية وبيولوجية، كما تقول تقارير لخبراء عسكريين إنه تم استهداف المنطقة بصاروخ مفرغ وهو عبارة عن رأس تدمير هائل يحتوي على يورانيوم مخصب .
ويؤكد الخبراء ان القوة التدميرية للانفجار بلغت مسافة 37 كلم وتعرض العديد من الشهداء والجرحى الى درجات عالية من الحروق وهو ما يتطلب تشكيل لجنة من الخبراء والمختصين في مجال الأسلحة العسكرية والتربة لمعرفة نوع السلاح المدمر الذي استخدمه العدوان في مجزرة عطان وما قد تترتب على استخدام تلك الأسلحة من اضرار مستقبلية وهو ما حدث بالفعل , حيث أكدت مصادر طبية في العاصمة صنعاء رصد عدد من حالات تشوه خلقي لدى الأطفال حديثي الولادة إحدى تلك الحالات كانت في مستشفى الأمومة والطفولة بمديرية السبعين حيث ولدت طفلة بتشوه خلقي في العمود الفقري .
وأفاد المصدر بأن الطفلة تعود لأبوين نازحين في منطقة بني الحارث كانا يسكنان في منطقة فج عطان التي تعرضت للقصف بأسلحة محرمة دوليا في 20 ابرايل 2015م, وحول ما اذا كانت هناك حالات مشابهة لتلك الحالات أكد المصدر عن استقبال المستشفى لمئات الحالات المشابهة وحالات الإجهاض والتي تعود أسبابها الى إصابة النساء بحالات هلع إزاء استخدام العدوان للأسلحة المحرمة على العاصمة صنعاء .
مصادر طبية هي الأخرى تحدثت عن ان الإشعاعات المنبعثة وروائح الغازات وسحب الدخان التي انتشرت في المكان واكوام الغبار غير المرئي الناجم عن الانفجار سيتسبب على المدى البعيد بالكثير من الأمراض والأوبئة كالسرطان والأمراض الجلدية وتشوهات الأجنة .
استهداف حي سكني
ويرى سياسيون وعسكريون ان هذه الجريمة التي استهدفت وبصورة مباشرة حياً سكنياً آهلاً بالسكان يعكس مدى حالة التخبط والتيه التي يعيشها تحالف العدوان وحجم الأضرار والخسائر الناجمة عن عدوانه الوحشي وغير المبرر مؤكدين ان هذا السلاح “أم القنابل ” يحتوي على اليورانيوم المستنفذ، استخدمها سابقا العدو الإسرائيلي في عدوانه على غزة وجنوب لبنان كما استخدمتها أمريكا في حربها على أفغانستان والشيشان وتمتلكها أمريكا وروسيا فقط.
اليمن اليوم وأطباء بلا حدود
الدمار طال أيضا منظمات دولية ووسائل إعلام محلية أبرزها قناة اليمن اليوم والتي استشهد 4 من طاقمها منهم الزميل محمد شمسان مراسل القناة وأصيب 13 آخرون جراء الغارة الوحشية على عطان إضافة الى الاضرار التي لحقت بمبنى القناة ومحتوياته ما تسبب في خسائر كبيرة .
مكاتب أطباء بلاحدود في صنعاء هي الأخرى تضررت من جريمة ام القنابل “عطان” وطال الدمار مبنى المنظمة بشكل شبه كلي .
في وقت يظهر احد دعاة الوهابية عائض القرني أمام الكاميرا وهو ينتشي ويتفاخر ان من ألقى القنبلة هو احد أبناء عمومته، وكأنه ألقاها على تل ابيب أو في معركة تحرير القدس حتى يكون القرني بهذا الانتشاء والافتخار، متناسيا ان مئات الضحايا هم من اليمنيين المسلمين الذين هم في منازلهم ومحلاتهم ومكاتبهم .. وهنا يطرح السؤال نفسه أي إسلام يتشدق به عائض القرني ومن على شاكلته؟ ونقول على الدينا السلام إذا كان هذا هو حال امتنا العربية والإسلامية.