كذبة الأربعين ألف جندي وعلاقتها بتفجير كنائس مصر

ابراهيم حسين حسين الحبشي
عندما يخطر على البال شيء يتعلق بالكذب فليس من الغريب أن يترافق في أذهاننا اسم العسيري، كيف لا وهو آلة الكير السعوصهيونية المنفوخة التي لاتجيد سوى نفخ وبث الكذب الملفق والهادف، إما لتغطية فضائحهم وانتكاساتهم أو لتغطية جرائمهم وجرائم عدوانهم وسياسة زرع الصراعات في أغلب الدول والبلدان العربية .
حقيقة لقد تعودنا على كذبه والذي بات يعرفه الجميع وبات صفة لهذا المهرج الذي أصبح لا فرق بينه وبين لاعبي السرك والعديد من الغجر الذين يمارسون الدجل والحيل في أعمالهم.ولكن الذي لا يعرفه الأغلب في كذبهم ولا يدركه سوى المتمعنين جيدا في كل تصريحاتهم وتصريحات نظامهم وحكوماتهم التي يطلقونها على ألسنة الدجالين لاسيما العسيري المعتلي لهذا المنبر تلك الأكاذيب التي تأتي متزامنة مع أعمال الإرهاب التي تنفذها قاعدتهم الآتية من مخاض دينهم المتشدد ومذهبهم الوهابي الدموي تلك الصنيعة الملعونة في كل الكتب السماوية والمزروعة كأذرع لهم ولصهاينتهم في أغلب بلدان العالم لاسيما البلدان العربية التي عانت ولا زالت تعاني ويلات هذا المخاض بل ويلات السبقة الشيطانية لهذا المذهب البغيض ولا فرق إن أتت أكاذيبهم هذه مصحوبة أو متبوعة أو حتى مسبوقة لمثل أعمال الإرهاب تلك، فاليوم وهنا تحديدا واقصد بهذا أي تصريحات العسيري التي ألقاها متحدثاً فيها بأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عرض على حكومته إرسال أربعين ألف جندي مصري للمشاركة في الأعمال العسكرية البرية على الأراضي اليمنية والتي ما لبث أن أتى التصريح من جهات مسؤولة في مصر بالنفي القاطع لمثل هذه المزاعم.
هنا وتحديدا في هذا التناقض قد يتوه المطلع عن الهدف لتصريح كاذبا كهذا فعلا سيجعل العديد يغوصون في تساؤلات عقيمة حول الهدف من التصريح بكذبة كهذه.
لكن لن يمر الأمر كذلك على المتابع للأحداث والمتمعن في المتحدثين وتصريحاتهم كونه وبحكم متابعته للأحداث يعلم بأن هناك تفجيرات استهدفت عدة كنائس في مصر وأنه قد تم تبني جنين مذهبهم الوهابي (داعش) لهذه التفجيرات كما وقد سبق منذ وقت بعيد رفض مصر ونظامها لإرسال جيش من أبنائها للقتال في اليمن رفضا منطلقا من قاعدة (المجرب لايجرب) فمصر تؤمن كثيراً بمغبة ما ستجنيه إن أقدمت على عمل كهذا ومدى عواقبه فهي خير من يعرف أرض اليمن وأهلها وحقيقة مقولة (اليمن مقبرة الغزاة) وعندما يربط المتمعن المتابع لهذه الأحداث وتلك التصريحات السابقة بتصريحات اليوم خاصة عندما تكون كذبة كهذه صدرت بعد حدث دموي وإرهابي كهذا وهذا الربط يعتبر منطقيا كون جهة الحادث وجهة الإصدار لهذا التصريح واحدة هي مملكة الشر ونظامها الفاسد والدموي (سرطان الأمة العربية) هنا يظهر جليا وتتضح كل الوضوح طبيعة وحقيقة العلاقة بين تصريح وحدث كهذا خاصة عندما يأتيان في تزامن وتتابع فريد. هنا تحديدا تظهر عملية الضغط على مصر لتلبية عمل في حقيقته لا يمثل ولا يشكل سوى رغبة ملحة لدى نظام آل سعود كما تظهر حقيقة طرف العرض هنا وتتجلى صورة النظام السعوصهيوني البغيض وهو يطلب ويلح على النظام المصري أن يدعمه بما ذكره راية كذبهم العسيري في تصريحاته، كيف لا يكون هذا هو طلبهم ونحن نراهم ساعة يتخبطون في السودان وساعة في السنغال وتارة أخرى على أبواب باكستان ليدعمونهم بالرجال التي افتقرت بلدهم لها.
أيضا وهنا تظهر حقيقة تفجيرات كنائس مصر التي ليست سوى وسائل ضغط على النظام المصري الرافض مبدائيا لذلك في الخفاء خشية تكرار مشاهد سبتمبر ومآسي مصر في اليمن وخشية معرفة شعبه بحقيقة هذا المطلب والذي لاشك أن من رغبة السيسي تنفيذه لولا خشيته من الشعب المصري لكون الأغلب فيه ممن يعارضون سياسة نظامه العسكري تجاه اليمن، فتفجير الكنائس كانت كوسيلة ذو حدين على نظام السيسي ولذلك سارع في إعلان حالة الطوارئ كونه على علم بأن مملكة الشر لن تسكت ولن تكف الضغط عليه حتى يعمل على تلبية رغبتها في إرسال تلك القوات ويعلم جيدا أنه وفي حالة إصراره على المعارضة قد تقدم مملكة آل سعود على عمل يثير الشارع المصري عليه، وكان تصريح العسيري الكاذب والذي قال فيه بأن عبدالفتاح السيسي عرض على نظامه إرسال قوة قوامها أربعين الف جندي للمشاركة في اليمن هو وسيلة الضغط الثانية التي تلت التفجيرات، فهذا التصريح يعتبر أيضا وفي نفس الوقت سلاحاً ذو حدين، الحد الأول تهديد ووسيلة ضغط على نظام مصر والحد الثاني يعتبر تصريحاً لجس نبض الشارع المصري هل سيتحرك ضد نظامه في حالة سكت نظامه ولم يرد على هذا التصريح كما أن حالة الازدواجية في نوايا السيسي الحقيقية تتضح من مصدر وجهات النفي التي سارعت في نفي خبر كهذا، كونها لا تمثل سوى مصدر مصري ولا تمثل مكتب السيسي المعني بتصريح كهذا والمفترض أن يكون النفي عبر متحدث عن لسانه شخصيا رغم اتضاح دفع السيسي الخفية من الخلف لتلك الجهات التي نفت هذا التصريح بطريقة المعمعة المنطلية بطابع الدبلوماسية.
فمن المفترض وأمام كل هذا الدجل السعودي أن يصحوا ضمير النظام المصري وأن يراجع حساباته كون شعبه أصبح وسيلة ضغط يستخدمها هذا النظام الشيطاني ضده وأن يضع اعتبارات شعبه فوق كل المصالح مبتدئا مراجعته لسياسته العدوانية غير المبررة تجاه اليمن وشعبه المظلوم وإن يتيقن بأن عملية استمراره في دوامة الصراع والقتل هذه ستقوده لفقدان الثقة بين نظام حكومته وشعبه وان الدائرة ستدور عليه لا محالة وأن مصير السحر أن ينقلب على الساحر في نهاية المطاف .

قد يعجبك ايضا